إنتشرت في الأيام الماضية، مقاطع فيديوية تتناول مقتطفات مسيئة للإسلام، وتؤذي مشاعر المسلمين وتتعرض لمقدساتهم بالإزدراء والتحقير. ونسبت هذه المقاطع لأحد الكهنة اﻷقباط، واقرن كثير من صانعي الفيديوهات مقاطعهم بدعوات تحرض أو تدعو لسلوكيات انتقامية عنيفة أو دموية تجاه هذا الكاهن، أو الكنيسة، أو اﻷقباط عموما. مما إستدعاني لكتابة هذا المقال لكل من يهمه اﻷمر.

– أدعو الجميع لتوخي الدقة في المعلومات المقدمة، إذ أكدت الكنيسة المصرية في أكثر من موقف قديم، ومنذ أيام قداسة البابا المتنيح شنودة الثالث، على أن السيد “فايز بطرس”، والمشهور اعلاميا باسم القمص “”، هو ليس على درجة القموصية الكهنوتية، وليس من رعايا الكنيسة المصرية، ولا يخضع لأي سلطة روحية في داخل مصر بأي درجة من الدرجات.

– يعيش “فايز” مطاردا، مهددا بالقتل، في أماكن غير معلومة للسلطات المصرية، بعد أن رصد “تنظيم القاعدة” مبلغ 60 مليون دولار ثمنا لرأسه، ناهيكم عن المطالبات بسحب الجنسية المصرية، أو تعقبه عبر الانتربول منذ عام 2010، ومن حين لأخر يلجأ لاستفزاز المسلمين كلما إنخفضت مشاهدات القناة. ومكررا كلاما سطحيا عن “محبة المسلمين” ﻻ تعكس أفكاره العدائية والعنصرية تجاههم. وبشكل واضح وصريح أرى تماما أنه يبث “رسائل كراهية” مهما إدعى عكس ذلك.

بالتأكيد نحن مع ، لكن أعتى الديمقراطيات ال لا تقدم أي نوع من الحماية للأفكار إذا ما إقترنت برسائل الكراهية. ﻻ أرى أنه يجب قتله أو استتابته أو تحريض الناس على العنف ضده (كما فعل تنظيم القاعدة برصد المكافأت على رأسه، أو كما فعلت ال بالتحريض عليه وعلى فريقه)، لكني بالتأكيد مع رفع تراخيص البث ووقف هذا النوع من رسائل الكراهية. مع التوكيد على أن هناك مطالبات مصرية لوقف بث أي قناة تستضيفه من على النايلسات، وتم ذلك في وقت وزير اﻹعلام “أنس الفقي” لكن استقالته وقت تنحي “مبارك” أوقفت المسألة ولم تكرر بعدها – على حد علمي – أية مطالبات تدعو لذلك.

هذا الموضوع برأيي ليس مسألة ترف نظري وثقافي، بل هناك استغلال واضح من جماعات الاسلام السياسي المعادية للنظام المصري. استخدمت هذه الجماعات مقاطع “بطرس” للتحريض ضد الكنيسة واﻷقباط عموما، ونشرت مقاطع فيديوية لقداسة ال في حوار مع اﻹعلامي “عمرو أديب” يتكلم فيه عن هذه المسألة، وقامت بتجزئتها واقتطاعها للإيحاء بأن القيادة الدينية غير مكترثة أو مستمتعة بهذا النوع من رسائل الكراهية. كما قام بعض اﻷصولين المنتسبين للأزهر والمقيمين خارج مصر ببث رسائل موازية على صفحاتهم الشخصية، مفادها أن “تواضروس” أخيب من “شنودة”، ناقلين المسألة من “شخص” إلى “جماعة”، وهو الخطوة التي تسبق القيام بعمليات عقاب جماعي تتم في الداخل.

يأتي هذا بعد أقل من شهر واحد على إعلان الرئيس المصري بعدم تمديد فترات الطوارئ مجددا. وتخوفات أن تكون العناصر الجهادية التي دعمت نشر الفيديوهات مقرونة برسائل الانتقام الجماعي، هي إستدعاء لعودة حالة الطوارئ.

أدعو الجميع للإحتمال بأكبر قدر من ضبط النفس، وأن تقتصر حواراتهم ومناقشاتهم المجتمعية مع اﻷخرين على ما يصنع سلاما إجتماعيا يوئد الفتن. وطوبى لصانعي السلام.

سلام..

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

باسم الجنوبي
[ + مقالات ]