خلق العالم
مكتوب في بداية سفر التكوين عن خلق العالم: كان مساء وكان صباح يومًا واحدًا
ولم يقل اليوم الأول، لأن الزمن لم يكن موجودًا قبل بَدْء الخليقة، لأن الشمس والقمر خُلقا في اليوم الرابع وبدونهما لا يحدث تعاقب لليل والنهار وتحديد يوم أول أو ثاني.
النور الذي خُلِق في اليوم الأول هو الطاقة. وليس هو الشمس ونورها (أشعة جاما) التي خُلِقت في اليوم الرابع.
الله خلق الطاقة، ثم وُجِدَت العناصر من خلال الانفجار العظيم. والعناصر تكونت منها المادة الأساسية في صورة النجوم والكواكب والمجرات. والمادة الأساسية هي لخلق الكون الذي نعرفه. نعرف أن المادة تتحول إلى طاقة، ولكن العكس صحيح أيضًا فالطاقة تتحول إلى مادة.
هذا تظهره:
بالإيمان نفهم أن العالمين أتقنت بكلمة الله، حتى لم يتكون ما يرى [الطاقة] مما هو ظاهر [المادة].(عبرانيين ٣:١١)
وفي الترجمة العربية المشتركة هكذا:
بالإيمان ندرك أن الله خلق الكون بكلمة منه فصدر ما نراه [المادة] مما لا نراه [الطاقة].( عبرانيين٣:١١، الترجمة العربية المشتركة)
خلق الإنسان
إن تعبير سفر التكوين عن خلق الله للكون هكذا: ليكن… فكان…
، أما عن خلق الله للإنسان فقال: نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا
، لأنه كان ختم صورة الله الحر الحكيم المبدع البار القدوس.
قال ق. يوحنا ذهبي الفم عن هذا:
قال الله: ”لنعمل الإنسان“ وليس ”ليكن الإنسان“، كأنه يعبِّر عن إرادة وفكر وإعلان إلى شخص آخر له نفس الكرامة. فأي من خلائقه أخذ هذا الشرف العظيم؟ إنه الإنسان الكائن الرفيع والحَرِّي بالإعجاب الذي هو عند الله الأكثر كرامة من كل المخلوقات.(القديس يوحنا فم الذهب)
فهل هذا الشرح يشير بطريق غير مباشر إلى تطور الإنسان من خليقة كانت موجودة واختار الله منها أن يخلق الإنسان وهو ما يقول به العلم الحديث؟
الله خلق الإنسان على صورته، وأعطاهم شركة في قوة الكلمة، فأصبح لهم، إذ صار لهم بعض من ظلّ الكلمة، أن يصيروا عقلاء ويصبحوا سعداء ولهم الحياة الحقيقية. الإنسان روح ونفس وجسد الحيوان نفس وجسد. ويقول ق. أثناسيوس إن روح الإنسان هي مركز الحكمة والإرادة في الإنسان التي لا تمتلكهما الحيوانات. فالحيوانات لها نفس وهي مركز المشاعر والغرائز وردود الأفعال. ولكنها غير قادرة على التفكير والإبداع واتخاذ القرار والتغيير.
فالروح الإنسانية هي مرآة لروح الله، إذ أن الله نفخ في أنف آدم نسمة حياة [أي الروح القدس حسب الآباء الأولين] فصار آدم نفسُا حية.
إن ”النفس“ في التعليم الآبائي القديم تشمل الروح والنفس الإنسانية. و”نسمة حياة“ هي الروح القدس، الذي اتحد بروح الإنسان فصارت نفس الإنسان (التي هي نفسه وروحه معًا) فيها حياة الله. وكما يقول ق. كيرلس الكبير:
الله نفخ في آدم نفخة الحياة بواسطة الروح القدس الذي استلمه وسكن فيه.(كيرلس الكبير، تفسير إنجيل يوحنا، الجزء الثاني، ص ١١٥)
وكما نسبح في ثيؤطوكية يوم الإثنين: لأن آدم أبانا المخلوق الأول بيدي الله الخالق الابن والروح القدس.
إن الابن والروح القدس هما يدي الآب وهذا يوضح أن أعمال الله الواحد كلها ثالوثية.
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟