منذ أيام، نشرت صفحة قناة MESat فيديو لل، أسقف كنائس وسط القاهرة، بعنوان: لماذا تهاجم صفحات السوشيال ميديا تعاليم ال؟ ورجاء مشاهدته كاملًا قبل استكمال القراءة:

 

أعتقد أن هذا الكلام كارثي؛

كارثة إن كان إيماننا بالكنيسة مرتبطًا بصحة تعليم شخص، أيًا كان، من عدمه.

كارثة لو كان الشعب لا يعرف إيمانه، ولا يتسلمه إلا من خلال البطاركة، في حين أن التاريخ يخبرنا أن هناك بطاركة حادوا عن الحق، ومنهم من جلس على كرسي البطريركية اختلاسًا وسيمونية.

كلام الأنبا رفائيل هو كلام إنسان عالق في القرن السابع. حتى استشهاده بمثال هو استشهاد وقياس تلفيقي لأن الرسول بولس في موضع ثانٍ رجع إلى الأعمدة ليوثق كرازته.

وإنما صعدت بموجب إعلان، وعرضت عليهم الإنجيل الذي أكرز به بين الأمم، ولكن بالانفراد على المعتبرين، لئلا أكون أسعى أو قد سعيت باطلًا.

(رسالة بولس إلى غلاطية ٢ : ٢)

على عكس الرسول بولس، لم يستند قداسة البابا شنودة الثالث في كتاباته إلى كتابات الآباء. بدلًا من ذلك، استمد تعاليمه من أفكاره وتأملاته وفهمه الشخصي. وقد اعترف بذلك بنفسه في سؤالٍ وُجه له في إحدى المحاضرات، ودُون في كتاب سنوات مع أسئلة الناس عن سبب عدم توثيقه لمراجع في كتاباته. صرح قائلًا: أنها تأملاته هو، ولم يرجع إلى مراجع إلا في كتاب !

عذرًا يا أنبا رفائيل، إن اضطرارك للدفاع عن البابا شنودة، وإرغام الناس على ذلك للحفاظ على إيمان الكنيسة، يعني أنك ترى أن الكنيسة هشّه، اعتمادية، مختزلة في شخص وليس في جسد المؤمنين ككل، وتجبر الناس على قَبُول تعليمه مهما كان لئلا يتزعزع استقرار هذه الكنيسة، وتناسيت وتجاهلت المسيح رأس الكنيسة وأساس قوتها الحقيقية، والروح القدس معلمها ومرشدها إلى كل الحق.

إن الكنيسة الحقيقية ليست مبنية على شخصية كاريزمية أو مجموعة محدودة من تعاليمه الوعظية. بل على إيمانها في يسوع المسيح كمخلصها وربها، والتوجيه المستمر من الروح القدس.

هذا الإيمان بالمسيح هو حجر الأساس الذي تقوم عليه الكنيسة. إنه ليس مجرد اعتقاد عقلي لا يتجاوز الموافقة العقلانية على الحقائق الدينية. إنه يتضمن تجرِبة وعلاقة حية وتفاعلية مع الله من خلال المسيح. ومن خلال هذه العلاقة، يتلقى المؤمنون قوة الروح القدس الذي يرشدهم في فهم الحقيقة الإلهية ويخولهم للعيش حياة مسيحية.

التوجيه المستمر للروح القدس هو العنصر الحيوي الآخر للكنيسة الحقيقية. فالروح القدس هو الذي يقود الكنيسة إلى فهم أعمق لله ويوجهها في شهادة رسالتها للعالم. من خلال عمل الروح القدس تتجدد الكنيسة باستمرار وتتكيف مع الظروف المتغيرة، مع بقائها وفية دائمًا لإيمانها الأساسي بالمسيح، ورسالتها للكرازة بالإنجيل، وخدمتها للعالم.

لكنك تجاهلت الكنيسة وتجاهلت كتابات الآباء الرسوليين وآباء ما قبل وما بعد نيقية، وظننت أن الناس جهلاء يجلسون في كتاتيب ليتعلموا من لسان الإمام ويؤمنوا على قوله!

ليست هذه المسيحية يا (سيدنا).

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

غادة سمير
[ + مقالات ]