التماس باقتراح
مقدم إلى سادتي الأطهار في المجمع المقدس
يتمثل الاقتراح في إدراج “ظهور النور المقدس” ضمن قائمة الأسرار الكنسية لتصبح ثماني أسرار، بدلا من سبعة حاليين، حيث إن البعض يسبغ علي “انبثاق النور المقدس” في سبت النور صفة المعجزة، وهي صفة لا تناسب الحدث، حيث إن المعجزة هي حدث فريد لا يتكرر، له قصد الهي خاص، وهو ما لا ينطبق علي انبثاق النور المقدس، الذي يتكرر سنويًا في موعد معروف ومحدد سلفًا.
بينما ينطبق تعريف السر الكنسي علي الانبثاق تمام الانطباق، والمعروف أن تعريف السر الكنسي هو “نعمه إلهيه سريه لا نراها وينالها المؤمن بطريقه سريه، بفعل الروح القدس عن طريق صلوات يرفعها كاهن شرعي بطقس خاص مع وجود مادة السر”
وإذا قسنا هذا التعريف علي حدث انبثاق النور، نجد تطابقا لن تخطئه أعينكم المقدسة الخبيرة، فمادة السر هي الشموع التي يحملها المؤمن، والنعمة هي أنه يستطيع تلقي النور بواسطة الشموع، ويستطيع أن يمرر النور علي جسده دون أن يتلسوع لمدة ٣٣ ثانية، ثم ممكن أن يتلسوع بعد ذلك، والحدث يتم عن طريق صلوات بطقس خاص (لا نعلم عنه شيئا) عن طريق كاهن (بطريرك الروم ذات نفسه) ومع هذا التطابق كيف لا يكون الانبثاق سرا كنسيًا؟
يتبقى مناقشة تفصيلة صغيرة لا ينبغي لها أن تزعج أحدا، وهي “شرعية” الكاهن المؤدي للطقس، ونحن نفعل ذلك حتي نسد كل الأفواه الغاشة، فليس معنى أن قداسة البطريرك المؤدي للطقس وكنيسته يهرطقون كنيستنا ولا يعترفون بأرثوذكسيتها، أن نزعل منهم وناخد علي خاطرنا، لا لا يا سادتي فإلهنا الله محبة، وليس معنى أن البطريرك نفسه وكنيسته يلعنون سنسفيل آباءنا ومعلمينا في “أحد الأرثوذكسية” في الطقس المسمي “السينوديكون” قبل أسابيع قليلة من حدث الانبثاق (ضمن قائمة تضم آريوس وأوطاخي، ولا تضم نسطوريوس وثيودوريت وثيودورس وهيباس) أن نتقمص منهم، بل نصلي إلى الله أن يسامحهم. لا يجب إذن أن تقف هذه الأفعال حجر عثرة في طريق أن ندرج انبثاق النور المقدس كسر كنسي.
ثمّ لا يغيب عن فطنة آبائنا المقدسين في المجمع ذلك الارتباط الوثيق بين الشعب القبطي ومدينة القدس، فشعبنا الجميل يزور القدس منذ اكثر من ثمان قرون، بل وربما يعود إليه الفضل في تحويل زيارة الأماكن المقدسة إلى طقس، يشمل السعي والطواف بل والإحرام بالملابس البيضاء في حرم نهر الأردن، وإعادة استلهام معمودية الرب، ثم استقبال النور المقدس، والعودة حاملًا لقبا تهفو إليه كل نفوس الأقباط وهو لقب “المقدس” فلان.
إنني أضع هذا الموضوع الهام بين أيدي قداستكم ونيافتكم آبائي المباركين، راجيًا أن تشملوه بالعناية والتدقيق المعروف عنكم.
والله الموفق والمستعان
وتفضلوا بقبول كل التقدير والاحترام
هوامش ومراجع:
عن الأثر، عن اﻷب “أبي يزيد البسطامي”: خرجت إلى الحج, فاستقبلني رجل في بعض المتاهات فقال: أبا يزيد إلى أين؟ فقلت: إلى الحج, فقال: لماذا تركت الله في “بسطام” كم معك من الدراهم؟ قلت: معي مائتا درهم, فقال: طف حولي سبع مرات, وناولني المائتي درهم فإن لي عيالًا, فطفت حوله وناولته المائتي درهم.
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟