ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تشبهون قبورا مبيضة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة، هكذا انتم أيضا من خارج تظهرون للناس أبرارا ولكنكم من داخل مشحونون رياء وإثمًا.(إنجيل متى ٢٣ : ٢٧)
سأتكلم اليوم في ثلاثة مواضيع متشابهة أثارت الرأي العام المسيحي بكافة طوائفه واتجاهاته، وبالأكثر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التي ينتمي إليها الأشخاص المشار اليهم.
1) الأسقف إرميا
طالعتنا بعص الصحف وكثير من مواقع السوشيال ميديا بمقالات لكثير من الكتاب، مسلمين ومسيحيين، عن البيان الذي أصدره رجل الحكومة والأمن العام، الأسقف إرميا، الذي جرح فيه شعور الكثيرين من الأقباط ووضع الكنيسة في وضع محرج لا تحسد عليه بين شقي الرحى، فأي رد فعل في أي اتجاه قد يحسب عليها وعلي قيادتها. وكما يقال أن أول القصيدة كفر
، فبدأ بيانه باسم الإله الواحد الذي نعبده جميعًا
، وكان مثله الأعلى في ذلك المتنيح البابا شنودة الثالث الذي بدأ هذه المقولة في خطابه أمام السادات، ثم اتبعه بعد ذلك غالبية أبناءه الذين يعتبرون كل ما تفوه به البابا شنودة كلامًا مقدسًا وصحيحًا غير قابل للنقض أو النقاش، مع أن هذه العبارة بها إنكار لإيماننا بالثالوث القدوس الذي لا يعبده معنا الآخرون، وكما قال الرب يسوع المسيح له المجد من ينكرني قدام الناس أنكره أنا أيضا قدام أبي الذي في السماوات
، وكان الأدق أن نبدأ بعبارة (باسم الإله القوي القدوس) إذا كنا في خجل من ذكر باسم الآب والابن والروح القدس، في حين أن رجال السياسة وشيوخ الإسلام يقولون ما تعودوا عليه حتي في داخل الكنيسة، أين انتم يا رجال الإكليروس من إيمان فرد واحد من شهداء ليبيا البسطاء الذين سلطت الأسلحة علي رقابهم ولم يهتزوا أو يتركوا الإيمان. أقول ذلك للجميع خصوصًا مجموعة حماة الإيمان أو كما اطلق عليهم حفاة الإيمان، لان فاقد الشيء لا يعطيه.
ثاني هذه الأخطاء في هذا البيان الصغير حجمًا ومعنى، هو دفاع الأسقف عن السنة النبوية المشرفة، ويسعى للحفاظ عليها ويرفض بشدة ولا يقبل إنكارها، وهو يعلم تمامًا أن هذه السنه هي التي تكفر المسيحيين، وتأمر بتضييق الطريق عليهم، وبدفعهم الجزية عن يد وهم صاغرون، وبعدم تهنئتهم في أعيادهم المسيحية، ويقول عن ذلك؛ الثوابت الدينية كما تسلمناها
-عجبًا يا مولانا!- كنت أعتقد أنّك كنت تتسلم ألحان الكنيسة وتدرس في الكتاب المقدس وتاريخ الكنيسة والمجامع المسكونية واللاهوت وكل فروع العلوم الكنسية، أسف، لم أكن أعلم أنّك قضيت حياتك في تسلم السنة النبوية المشرفة! شرفتنا فعلًا يا جناب الأسقف المبجل جزيل الوقار!
ثالثًا يقول أيضا التقليد الكنسي السابق للكتاب بعهديه القديم والجديد
، هل هناك تقليدًا كنسيًا قبل العهد القديم؟ قد يكون هناك تقليدًا يهوديًا وليس تقليدًا كنسيًا، لكن الأسقف الذي يلهث دائمًا وراء الأضواء في كل مكان أضاف إلى معلوماتنا… شكرًا جزيلًا… نورت المحكمة بنورك الساطع!
وأخيرًا، بدلا من أن يوقع باسمه فقط، ذيّل التوقيع بموقعه ومنصبه الكنسي وكأنه يمثل الكنيسة في هذا البيان ومندوبًا عنها، علي غرار نحن فاروق الأول ملك مصر والسودان! كان توقيعه رئيس المركز الثقافيـ القبطي الأرثوذكسي، والأمين العام المساعد لبيت العائلة المصرية. حفظ الله فضيلتكم، ويجعله عامر.
2) القمص دوماديوس حبيب
امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بموضوع الكاهن المدعو دوماديوس حبيب إبراهيم إبراهيم الراهب، وهو من رسامات الأنبا أبرآم الثالث، مطران الفيوم الحالي، رسمه وهو شاب في عمر ٢٦ عامًا، ثم اكتشف أخطاؤه الكثيرة واخلي طرفه من إيبارشية الفيوم، ليتنقل بين كنائس القاهرة حتي استقر في المنطقة التابعة للأنبا إكليمندس، الأسقف العام لشرق مدينة نصر، وبعد فترة استغني عنه أيضا وأعطاه إخلاء طرف، وللآن لا أستطيع أن أفهم أن كاهنًا يخطئ أخطاء جسيمة بدلًا من أن يُشلح من الكهنوت، يُعطى إخلاء طرف بحيث يبحث عن أي كنيسه خارج حدود الإيبارشية ويخدم بها وتتكرر نفس الأخطاء!! وإذا كان الخلاف بين المطران أو الأسقف والكاهن خلافًا بسيطًا في وجهات النظر في الخدمة، إخلاء الطرف يكون مناسبًا جدًا، مثلما حدث مع الكاهن المبارك القمص ميخائيل إبراهيم، أما أن يكون كاهنًا متحرشًا -مثلًا- فلابد أن يُشلح ويقضي بقية حياته في توبة ولكن دون علاقة مع الشعب.
حدث في أمريكا أن أحد الآباء من صعيد مصر جاء ليخدم بولاية فلوريدا، واعتدى علي أكثر من حاله، ولما حاول أهل الضحية مع الأسقف، طلب منهم مسامحته وننسي و… حتي رفع أهل الفتاة قضية مدنية فأُعطىّ الكاهن إخلاء طرف، وظل يخدم في ولايات متعددة، لا يعلمون عنه أي شيئ! حتي تكررت أخطاؤه وكثرت ضحاياه، فتم شلحه قبل انتقاله من هذا العالم بقليل. فإذا لم يُشلح مثل هذا الكاهن فمن هو الذي يُشلح؟ وهنا احيي واثمن دور الأسقف المستنير الأنبا صليب، أسقف ميت غمر الذي شلح كاهنًا دون تردد بعد أن ثبتت إدانته.
كاهن يأخذ بركات الحسين
الكاهن دوماديوس حبيب مثال آخر، له أكثر من فيديو وهو يشتري عجلًا لعيد الأضحى، وفيديو آخر وهو يترنم بتواشيح إسلامية علي وزن مراثي إرميا، وفيديو آخر وهو يتكلم مع سمسار أراضي وعقارات وكان يتكلم عن شقة أو عقار ثمنه ٤ ملايين جنية،
آخر تصاريح هذا الكاهن بعد أن زار الحسين قال: مجد البشرية كتب بدم الحسين
طيب ياحاج. حج مقبول وذنب مغفور. فعلا من امن العقاب أساء الأدب!
3) القس سلوانس فكري
كاهن ثالث لا أعلم مكان خدمته، اسمه سلوانس فكري، ينسي إلهه وينكر مسيحه في سبيل مجاملة الآخر معتقدًا أن ذلك ذكاء منه، قال بالحرف الواحد أمام شيوخ وجموع المسلمين طمعًا في رضاهم وتصفيقهم الحاد:نحن موحدين بالله، الله واحد ليس له شريك، قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد.
هؤلاء ثلاث عينات عشوائية لرتبة الأسقفية والقمصية والقسيسية في عصرنا الحالي! نناشد قداسة البابا تواضروس الثاني وآباء المجمع المقدس المستنيرين الحقيقيين بأن يتخذوا موقفًا موحدًا تجاه هذه الأمور المعوجة وغيرها. ليس لدينا إلا الكتابة، أما أنتم فلكم القرار والسلطة لترفعوا العثرة عن الشعب، ونذكر أنفسنا أولًا ونذكركم بقول الكتاب؛ مبرئ المذنب ومذنب البريء كلاهما مكرهة الرب.
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟