- [1] ما قبل نيقية
- [2] من نيقية إلى خلقدونية
- [3] ما بعد خلقيدونية
- ☑ [4] من العصر الوسيط للعصر الحديث
- [5] الخاتمة ونتيجة البحث
في العصور الوسطى
قام المتنيح نيافة الأنبا ابيفانيوس (1954-2018) ود. يوحنا نسيم يوسف بتقديم شهادات من قوانين العصور الوسطى في هذا الموضوع ونلخصه فيما يلي:
قوانين البابا خريستوذولس (1046-1077) تضمنت عدم إعادة المعمودية والإيمان بأن أبناء باقي الطوائف هم أرثوذكس لا ينقصوا عنا من جهة الإيمان في شيء إلا من جهة عوايد وسنن معتبر هذه مساوية لخطية عليه أن يتوب عنها ولا يجب عماده أو لعنه ولا يجب عليه أن يلعن إيمانه القديم حسب قوانين 36 و25 من الاباء ال 318 في نيقية.
في نفس المخطوطة، يوجد توصيات أخرى مفادها هو أن بناء على شركة النساطرة واليعاقبة والملكية (الخلقيدونيين) في عشر أصول الإيمان فلا تعاد معموديتهم ولا زيجتهم إن كانوا متزوجين ولا كهنوتهم إن كانوا كهنة وإنما ينزلوا درجة واحدة ثم يساموا للدرجة التي كانوا عليها قبل التحول لليعقوبية فيعودوا لنفس الدرجة التي كانوا عليها فيما سبق.
كذلك توجد وثيقة بخصوص المصالحة بين البيزنطيين (أي الروم الأرثوذكس) واللاخلقيدونيين تعود لعام 1854 م، وتتطلب الأتي:
أولًا: أن يصوموا الصوم الكبير.
ثانيًا: أن يصلوا كتاب السواعي.
ثالثًا: أن يعترف بقانون نيقية دون زيادة أو نقصان.
رابعًا: أن يعترف بوحدانية المسيح.
خامسًا: أن يشتركوا مع المؤمنين في الصلاة والليتورجيا.
ويتضمن طقس القبول تحليل صلاة الساعة الثالثة وأن يصلي الكاهن وهو ممسك بالإنجيل وقارورة الميرون وهي مغلفة وصليب يد فوق رأس من يريد القبول. ويرشم الكاهن المؤمن بالقارورة 3 مرات وهي مغلقة. ولا يتم إعادة رشمهم بالميرون.
وفي كنائس السريان والأرمن والهنود لا تعاد معمودية أو تثبيت القادمين من الكنيسة الكاثوليكية إذا نالوا السرين في كنيستهم الأولى.
في العصر الحديث
تم عقد عدد من الاتفاقيات بين الكنائس الأرثوذكسية اللاخلقيدونية والكنيسة الكاثوليكية منها اتفاقيات رعائية خاصة بالكنيسة السريانية الأرثوذكسية والكنيسة السريانية المالانكارا (الهندية) الأرثوذكسية:
أولًا: توصيات وبروتوكولات عام 1979م:
اجتمع المجلس المسؤول عن وضع توصيات للكنيستين القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية في يونيو عام 1979 ووضع لائحة توصيات وبروتوكولات. جاء في اللائحة عدد من البنود المتفق عليها كنقطة بداية لانطلاق الحوار بين الكنيستين نذكر منها البند الثاني ونصه:
“نحن كنيستان رسوليتان بسبب التسلسل الرسولي بوضع اليد، فلنا ملء الحياة السرائرية، خصوصًا الإفخارستيا، حتى وإن لم نصل بعد للشركة الإفخارستيا بيننا لأننا لم نقوم بحل الخلافات الموجودة بيننا”
وتم الاتفاق والتوقيع على اللائحة ببنودها كلها بواسطة مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث كممثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والبابا يوحنا بولس الثاني كممثل كنيسة روما الكاثوليكية. وهذا اعتراف ضمني بأن كنيسة روما هي كنيسة رسولية وسرائرية.
ثانيًا: اتفاقية عام 1984 م بين مثلث الرحمات مار إغناطيوس زكا عيواص الأول والبابا يوحنا بولس الثاني بابا روما:
بخصوص من لا يوجد بجوارهم كنيسة سريانية أرثوذكسية وفي حاجة لقبول الأسرار:
“ونحن حرصًا منّا على بلوغ مآربهم وانطلاقًا من حاجتهم الروحية، نأذن لهم في مثل هذه الحالات أن يطلبوا أسرار التوبة والإفخارستيا ومسحة المرضى من الكهنة المعتمدين في إحدى كنيستينا الشقيقتين عندما تدعو الحاجة إلى ذلك”.
ثالثًا: الاتفاقية بين كنيسة المالانكارا السريانية الأرثوذكسية بخصوص الزيجات المشتركة لعام 1994م
تقر الاتفاقية بأن إيمانهم مشترك فيما يخص سر التجسد وسر الكنيسة وحياتها السرائرية وبناء عليه فيُسمح رعويًا بتقديم أسرار التوبة والاعتراف، الإفخارستيا، ومسحة المرضى، في حالات الضرورة.
تقر الكنيستين بأن الطبيعي والمستقر هو أن تتم الزيجة بين طرفين منتمين لنفس الكيان الكنسي إلا أنه صار لازمًا أن تتقبل الكنيستين الحقيقة الرعوية في وجود زيجات مختلطة. في هذه الحالات، تسمح الكنيستين بالزواج في أي من الكنيستين سامحةً لكل طرف الحق والحرية أن تبقى عضويته(ا) في كنيسته(ا) كما هم بتقديم المستندات والمعلومات المطلوبة. في حالة إتمام الاحتفال الكنسي، يحق للطرفين وعائلاتهم المنتمين لأي من الكنيستين أن يشتركوا في الإفخارستيا الخاصة بالكنيسة التي تم فيها الاحتفال بالزيجة.
تم كتابة وتوقيع هذه الاتفاقية في نوفمبر عام 1993 ثم تم نشرها للعامة في 25 يناير عام 1994 بموافقة البطريرك ما إغناطيوس زكا عيواص الأول بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والبابا يوحنا بولس الثاني بابا روما.
في حالات الزيجة على وجه العموم، لا تحتم كنيستي السريان والأرمن أن يتحول الطرف غير الأرثوذكسي للإيمان الأرثوذكسي ولا تحتم إعادة معموديتهم إن أرادوا الانضمام طالما أن عمادهم تم بالصيغة الثالوثية ويتثنى للطرف غير الأرثوذكسي أن يستمر في ممارسة إيمانه بكل حرية. وهنا الطرف غير الأرثوذكسي قد يكون كاثوليكيًا أو بروتستانتيًا طالما كان معمدًا باسم الثالوث.
مما سبق يتضح أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ومعها الكنائس اللاخلقيدونية، تعترف برسولية وسرائرية الكنيسة الكاثوليكية على الرغم من الخلافات التاريخية والعقيدية. تقبل الكنائس السريانية والأرمينية معمودية الكنيسة الكاثوليكية طالما تمت المعمودية على اسم الثالوث. تسمح الكنيستين السريانية والسريانية-المالانكارا بقبول الزيجات المختلطة وفي حالات الضرورة تسمح بقبول أسرار مسحة المرضى والاعتراف والافخارستيا عند الكنيسة الكاثوليكية دون التخلي عن عضوية الشخص في الكنيسة الأرثوذكسية. تسمح الكنيسة السريانية للأسر المختلطة (سريان أرثوذكس وكاثوليك) بالشركة الإفخارستية في الكنيستين وتترك للطرف غير الأرثوذكسي حق الاستمرار في كنيسته دون عقبات أو عراقيل كنسية.
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟
كاتب وباحث دكتوراه اللاهوت اﻷرثوذكسي بكلية الثالوث، تورونتو - بكالوريوس الدراسات الدينية، ماكماستر