لحظة تاريخية فارقة، التاريخ الإنساني قبلها ليس هو بعدها أبدا،
لحظة كانت ضرورية تمهيدًا لظهور هرطقات غيرت وجه العالم وستظل البشرية تعاني منها

عدد من الشخصيات تواجدت في أماكنها في تدبير شيطاني فائق الإبداع، لو اختفي واحد منها عن المشهد، لما اكتمل التكوين (composition) بهذا التكامل، مخرج امتلك أدواته جيدا فصنع مسرحية لن تري البشرية مثيلًا لها.

بوليكاريا:
في ثوب امبراطوري قشيب.
الزانية بحسب يوس، القديسة بحسب الروم الأرثودذكس.
النمرة الشرسة، التي قررت وضع النهاية للصراع السياسي – الديني، وإنهاء سطوة ال على رعيتها.

لاون:
الدوتشي في حقل الرب.
فريدة هي الدماء الرومانية، ، كاليجولا، موسوليني، و… المبجل ، بطل قومي للرومان، وقديس “كبير” للخلقيدونيين،  ومدشن عصور الانحطاط الأوروبي.

ثيؤدوريت:
الثعلب العجوز الذي أثخنت الجراح قبيلته، فلم يرعوي، بل جمع الضباع من كل حدب وصوب تمهيدًا لمعركة الثأر، قادها بمهاره، لكن شأن حقراء الثعالب، نبش قبره ومثل بجثته.

ديسقورس السكندري:
البطريرك الوقور، الذي افتقد كل حنكة وحصافة تطلبها منصبه.
لم يكن واعيًا لما يحاك له، وظن أنّ الإيمان المستقيم كاف للنجاة، رغم اسفك لا تملك إلا أنّ تنحني له احترامًا.

الغائبون عن المشهد لا يقلون أهمية، لو حضر أيهم لفسدت المسرحية.

كيرلس السكندري:
العبقري الفذ، السياسي الأريب، اللاهوتي الخاتم.
يتنازعون بنوتهم له، ويكرهونه!!

ثيؤدوسيوس الصغير:
الإمبراطور منذ عامه الأول، رعى مجمعين مسكونيين، اجتهد أن يحافظ على وحدة وسلام الكنيسة، حتى سقط عن حصانه، وشخصيًا احتاج أن يقسم لي احدهم انه لم يقتل.

أوطاخي:
الناسك العجوز، كثير الأعداء، أصبح اسمه علامة على هرطقة هو منها براء.
استدعى الثعالب هرطقة قديمة موؤودة لشخص يدعي “فليمون” من اتباع ، ليلصقوها به وسحبوها على كل أعدائهم الذي كان محسوبًا عليهم.

أضحك مع

طومس لاون:
يرتبط كتابة الطومس بحادثة يتبناها ، هي للمزحة اقرب، حيث يقولون أنّ “لاون” كتب الطومس ثم وضعه على قبر القديس بطرس، واستغرق في صلاته طالبا معونة القديس، وبعد أربعين يومًا من الصلاة والصوم، ظهر له القديس في رؤيا، مبشرًا إياه أنّه قد قام بالتصحيحات المطلوبة، فذهب “لاون” إلى قبر القديس بطرس وتلقف “الطومس” في صورته النهائية والتي ستنشر على العالم.

القديسة أوفيميا:
فإنه لمّا انعقد هذا المجمع في خلقيدونية ضد القائلين بالطبيعة الواحدة للمسيح وبعد محاورات عديدة بين المستقيمي الرأي الأرثوذكسي وبين أضدادهم أصحاب الرأي الخاطئ اتفق الطرفان على أن يحرر كل منهما حد إيمانه عن هذه القضية في كتاب خاص ويتضرعا إلى الله طالبين منه تثبيت الاعتقاد الصحيح وإيضاحه. فحرر الكتابين المشار إليهما ووضعاهما في الناووس الذي كان فيه جسد القديسة أوفيميا ثم ختماه وانصرفا.

وبعد ثلاثة أيام تواصلت فيها الابتهالات الليلية إلى الله فتحا الناووس بحضرة الملك فوجدوا كتاب المعتقدين بالطبيعة الواحدة عند رجلي الشهيدة تحت قدميها أما كتاب الأرثوذكسيين ففي يدها اليمنى قابضة عليه بشدة.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

رجائي شنودة
[ + مقالات ]