المقال الذي بسببه تم إغلاق صفحة الأب  سعد، كاهن كنيسة مار جرجس بروض الفرج (شمال شبرا).

سنة بدء الخليقة
موضوع فلسفي

قام “[1]، العالم اليهودي، بحساب سنة بدء الخليقة سنة 160 قبل الميلاد، ووصل إلى أن بدء الخليقة، أي خلقة ، بحسب تاريخ الأمة اليهودية هو 3761 ق. م.، وأن بدء الخليقة كان يوم الإثنين من أيام الأسبوع، وعلى هذا فنحن الآن في سنة 5784 عبري وتنتهى عند شروق شمس يوم 2 أكتوبر 2024.

كذلك قامت الكنيسة البيزنطية بحساب سنة بدء الخليقة، ووصلت إلى أنها 5509 ق.م. ظهر ذلك في القرن السابع وتحدد فيه أن يوم الخلق أو بدء العام هو 1 سبتمبر.

بعض كتاب الأقباط يميلون إلى كونها 5500 ق.م.

تبدأ الخليقة عند المؤرخ “بيدا” [2] سنة 3952 ق.م.

وعند و سنة 5199 ق.م.

يعلق الإسكندري [3] على اختيار 25 مارس ليكون بدء العام بسبب كونه عيد الربيع وبدء تجديد الأرض. لذلك اعتبر 25 مارس (حينها) ، و 25 ديسمبر .

بدء ظهور فصيلة البشريات Homo Habilis من 2.8 مليون سنة، بينما أقدم حفرية للإنسان العاقل من فصيلة Homo Sapiens ترجع إلى 233 ألف سنة.

بينما يرجع تاريخ الإنسان العاقل المنقرض منذ 40 ألف سنة Homo Neanderthalensis يرجع إلى تواريخ أقدم من ذلك.

جدير بالذكر أن الجين الوراثي للهوموسابيان يؤكد حدوث تزاوج مع جنس أو نوع أو فصيلة الهوموتايندرتال وحمله لجيناتهم الوراثية.

 

كيفية التوفيق بين النصوص الدينية والعلم؟

أبي آدميرجع الشيخ “عبد الصبور شاهين” في كتابه “أبي آدم” [4] إلى حل، هو أن آدم هو أب الإنسان وليس أب البشر، فاصلًا بين السلالة الآدمية والسلالة البشرية أيًا كان تاريخ قدمها.

وهناك الكثير من الآراء المسيحية تؤكد نفس وجهة النظر بأن آدم عندما خُلق لم يكن أول البشر، ولكنه أول المصطفين من الله ليعرفوه بعد أن تطور الإنسان بما يكفى ليكون له علاقة تبعية لخالقه.

من ينادون بهذا الرأي يعللون ذلك أولًا بأنه حل يمنع التعارض ما بين العلم والنص.

كما يتعللون بالنصوص الكتابية التالية:
ـ كان راعيًا للغنم وكان عاملًا في الأرض (تكوين 2:4)، لم يظهر رعى الغنم عند الإنسان والزراعة إلا بعد استئناس الحيوان وظهور الزراعة وفلاحة الأرض في نهايات العصر الحجري منذ 9500 سنة ق.م. أي قبل وجود آدم بحوالي 4000 سنة، وعلى هذا يكون الإنسان كان قد اكتشف هذه المهارات وعمل بها أبناء آدم الأولين.

من وجهك أختفي، وأكون تائهًا وهاربًا في الأرض، فيكون كل من وجدني يقتلني.

(سفر التكوين، الإصحاح 4: 14)

إذًا هناك بشر آخرين في ذلك الزمن (لكي يمكن أن يجدوه أو يقتلوه).

 

وعرف قايين امرأته فحبلت وولدت حنوك. وكان يبني مدينة، فدعا اسم المدينة كاسم ابنه حنوك.

(سفر التكوين، الإصحاح 4: 17)

لمن يبنى قايين مدينة إن لم يكن هناك سواه هو وأبيه وأمه وزوجته؟
لم يقل يبنى دارًا أو حتى قرية بل مدينة، بالتالي هناك بشر آخرين كثيرين.

 

وحدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الأرض، وولد لهم بنات، أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات. فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا.

(سفر التكوين، الإصحاح 6: 1،2)

هنا حديث عن “بنو الله” أي نسل آدم، و”بنو الناس”، أي باقي الناس.
كل هذه الأدلة تؤكد وجود البشر من قبل آدم.

هناك بالطبع رأيان أخران:

– الأول عدم صدق الأديان، وهو ما يستسهله أو يستسيغه الملحدين، كحل للنزاع العلني مع النصوص الكتابية.

– الثاني هو والذي أخذ به و الكبير في وصفه للجنة، وغريغوريوس اللاهوتي والآباء الكبادوك.

إن آدم ليس اسم علم، بل اسم يوضح أن أول أو نشأة الإنسان هي من عناصر الخليقة [آدم – أدمة – التراب]، أو حتى اسم علم وفى نفس الوقت يدل على طبيعة آدم الترابية، وأنّ الحية هي (رؤيا يوحنا 20 : 2) فقبض على التنين، الحية القديمة، الذي هو إبليس والشيطان، وقيده ألف سنة.، الذي أغوى الإنسان ليخرج عن خطة الله للوصول إلى غاية الله من خلقة الإنسان.

وأن النفخة كانت عطية الروح القدس.
وأن عدم الأكل من الشره هو إطاعة لوصية الله.
وأن الموت، هو اتجاه الإنسان نحو العدم.
وان العرى، هو اكتشاف الإنسان فقدان النعمة، وإظلام عقله من الهذيذ بالله، واتجاه أفكاره نحو الغريزة فقط.
والطرد من الفردوس، هو الخروج من الحضرة الإلهية، وفقدان نعمة سكنى الروح القدس.

(القديس )

ملحوظة:
يوجد رأى متطرف يرفض رأى العلم ويؤكد أن آدم أول البشر وأول الناس وأول عاقل، وأن النص أعلى من العلم.

هوامش ومصادر:
  1. يعود نظام حساب المستخدم اليوم للقرن الثالث قبل الميلاد تقريبًا، وتعتمد على حسابات “يوسي بن هلفتا” في “سدر عولم ربه” في 160 ق. م. تقريبًا. [🡁]
  2. بيدا Bede: (672م-735م)، هو راهب إنجليزي في دير القديس بطرس، نورثمبريا، مونكويرماوث، ورفيقه دير القديس بولس، جارو، مونكويرماوث، وهما موجودان في مملكة نورثمبريا. كان دير بيدا متصلًا بمكتبة تحتوي كتب يوسابيوس القيصري وأوروسيوس والكثير غيرهم. عُرف بيدا كاتبًا وباحثًا وتسبب كتابه الأشهر Historia Ecclesiastica Gentis Anglorum [التاريخ الكنسي للأمة الإنجليزية] في أن يُلقب «مصدر التاريخ الإنجليزي». علاوة على ذلك، كان بيدا عالم لغويات ومترجمًا بارعًا وكان لاشتغاله بالكتابات اللاتينية والإغريقية الخاصة بآباء الكنيسة أثر كبير في المسيحية الإنجليزية، حيث سهل ذلك الأمر على أقرانه من الأنجلوسكسونيون وجعل النصوص متاحة لهم بشكلٍ أكبر. [🡁]
  3. ديونيسيوس: (248م-265م) هو بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الرابع عشر، لقبه القديس أثناسيوس «معلم » كما دُعي «ديونيسيوس الكبير». كان ديونيسيوس فيلسوفًا وثنيًا، واشترى من عجوز كراسة من رسائل بولس وطلب غيرها، فأرشدته إلى الكنيسة، فآمن. تتلمذ على يد أوريجانوس، وسجن، ونفي، ثم عاد للكرسي. فيما بين سنتيّ 249 و251م، ألقى ال القبض على أوريجانوس، وعذبوه، ثم أطلق سراحه، ومات متأثرًا بآلامه وقد بلغ من العمر التاسعة والستين، وقد أرسل له البابا ديونسيوس البطريرك الرابع عشر رسالة عن الاستشهاد يشجعه فيها على احتمال المشقات. [🡁]
  4. عبد الصبور شاهين: (18 مارس 1929 – 26 سبتمبر 2010م)، مفكر إسلامي مصري شهير وكان خطيب مسجد أكبر وأقدم مساجد مصر سابًقا. عمل أستاذًا بقسم الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة ال، وله 65 كتابًا ما بين مؤلفات وتراجم أكبرها «المفصل لآيات القرآن» في عشرة مجلدات، وأخرها مجموعة «نساء وراء الأحداث» في 10 كتب، ويبقى مؤلفه الأشهر هو كتاب «أبي آدم» والذي أثار ضجة كبيرة ولا زال. أيضًا هو أول من اشترك مع زوجته في التأليف، إذ أخرجا معًا موسوعة «أمهات المؤمنين» و«صحابيات حول الرسول» في مجلدين. وينسب له توليده وتعريبه لمصطلح «حاسوب» كمقابل عربي لكلمة كمبيوتر والذي أُقر من قبل مجمع اللغة العربية. [🡁]

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

الأب موسى إسكندر

الأب موسى إسكندر

[ + مقالات ]