كم كانت كنيستنا جميلة ورائعة وبسيطة كما عشتها وشاهدتها بنفسي خلال أربعينات وخمسينات وستينات ‏القرن العشرين‎!‎‏ ‏

كان كهنتها وأساقفتها بما في ذلك البابا يتحلون بمنتهى التواضع والمحبة والخدمة الباذلة‎!‎؛ ‏بدأ فساد التعليم بأسقف التعليم عام ‏‎1962‎‏!؛‏ وبدأ الصراع المجنون حول الوصول للكرسي البطريركي بحركة التكريس التي أعلنتها مدارس أحد الجيزة في ‏أواخر أربعينات القرن العشرين، وبدأت بشكل علني الصراعات وأعمال التخريب برسامة اثنين أسقف عام ‏سنة 1962!

كانت قبلها، تتمتع بحالة من السلام والفرح الروحاني بسبب مجموعة الأساقفة ‏والكهنة مع خدمة شباب التي كانت قد أينعت بالثمر الوفير والروحانية البسيطة العميقة النادرة! ‏

بدأت متاعب الكنيسة القبطية الشديدة بالصراع الرهيب حول اختيار البطريرك الـ117 وما حدث من فساد ‏شنيع وغش وتدليس بقيادة الأسقفين الأنبا صموئيل والأنبا شنودة، واكتملت حالة إفساد الكنيسة بجلوس ‏البطريرك الـ117 على الكرسي تلك الحالة الشنيعة من الفساد التي استمرت 40 عامًا كاملة!

بعد انتقال ال تمنينا الخير للكنيسة، إلا أنه كان هناك 13 مرشحًا لكرسي البطريرك، ولا واحد ‏فيهم يصلح لهذا المنصب، إذ كانوا يمثلون المدرسة التي أفسدت الكنيسة!

لم يكن الأسقف تواضروس ‏معروفًا بين المرشحين. فهو إنسان ساكت وديع ليس له صوت عالٍ، مثل باقي المرشحين! ولما أراد ‏الله خيرًا بالكنيسة، فوجئ الجميع بوصول الأسقف تواضروس للكرسي البطريركي وسط صراعات رهيبة فكان ‏ذلك معجزة حقيقة، فتعشمنا الخير حسب إرادة الله الصالحة لكنيسته.‏

بدأت الحرب العنيفة ضد البابا الجديد منذ عرض خططه الإصلاحية لإنقاذ الكنيسة مما تعرضت له من ‏دمار خلال الزمن المظلم. كل عمل إصلاحي حاول البابا القيام به، حيث بدأ بإصلاح التعليم! فقوبل ‏بالهجوم والرفض الشديد من الحرس القديم، الذي كان قد أحاط البابا شنودة به نفسه حتى يثبت كل فساد في ‏الكنيسة. بذلك صار دورهم أخطر جدا مما كان عليه الوضع عندما كان هناك صوت الأنبا شنودة وحده!!! ‎

قام قداسة ال برسامة الأسقف القديس الأنبا إبيفانيوس الذي كان يمثل قوة وبركة للكنيسة. واعتمد البابا عليه ‏في كل محاولاته للإصلاح، فشعرت الكنيسة كلها بالنعمة والقوة الروحية التي كانت تنبعث من خدماته. ‏ورغم الجهود العظيمة للأسقف القديس إلا أن المعارضة المفسدة للحق كانت تعوق الكثير من أعماله ‏الإصلاحية!! حتى أنه قال لي في أخر حديث تليفوني معه قبل حادث اغتياله، إنه لا حل لإنقاذ الكنيسة ‏قبل أن ينتهي كل ذلك الجيل من الأساقفة الذين يفسدون كل عمل لإنقاذ الكنيسة! ولم يمضي سوى وقت ‏قصير حتى تم اغتيال الأسقف القديس الشهيد البار الذي حاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه. وقد كان اليد اليمنى ‏للبابا في كل محاولاته المضنية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه!!‎‏ ومن بعده صار الإصلاح مستحيلًا لموقف الأساقفة ‏الشنيع!‏

بعد قتل الشهيد، تصور القتلة أن كنيسة الله أصبحت أسيرة لهم بلا عائق، وأنهم أصبحوا فوق الجميع يعملون ‏ما شاء لهم من أإفساد وشر دون وجود حسيب ولا رقيب فأصبحوا يتحدون الله نفسه‎!! أصبح اسم الأنبا ‏شنودة بديلًا لاسم الله! فهو الدرع الذي يحتمون خلفه والقوة التي توحدهم وتجمعهم ليفعلوا كل الشرور… ‏تناسوا تمامًا أنهم مجرد خدام لشعب المسيح وأن هناك إله ضابط لكل شيء، هو رب الكنيسة، وهو نفسه ‏الحق والقوة التي تحمي الشعب من شرور إبليس وجوده. وصاروا يعبثون بكل حقوق الشعب الذين هم ‏كنيسة الله وعمود الحق. ‏

وَلكِنْ إِنْ قَالَ ذلِكَ الْعَبْدُ فِي قَلْبِهِ: سَيِّدِي يُبْطِئُ قُدُومَهُ، فَيَبْتَدِئُ يَضْرِبُ الْغِلْمَانَ وَالْجَوَارِيَ، وَيَأْكُلُ وَيَشْرَبُ ‏وَيَسْكَرُ. يَأْتِي سَيِّدُ ذلِكَ الْعَبْدِ فِي يَوْمٍ لاَ يَنْتَظِرُهُ وَفِي سَاعَةٍ لاَ يَعْرِفُهَا، فَيَقْطَعُهُ وَيَجْعَلُ نَصِيبَهُ مَعَ ‏الْخَائِنِينَ.

(لوقا 45:12، 46)

يا كنيسة الله شعب المسيح الأقباط: أعزلوا الخبيث من بينكم حسب تعليم القديس … إنه وقت للعمل، وقت للتجمع معًا، والوحدة تحت يد المسيح القوية. لإنقاذ الكنيسة من هذا العار وهذا الفساد الشنيع الذي تمر به كنيستنا العريقة الأصيلة.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

فؤاد نجيب
[ + مقالات ]