الآباء الأجلاء أصحاب النيافة المطارنة والأساقفة ورؤساء الأديرة أعضاء المجمع المقدس لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية،
تحية طيبة، نلتمس معها بركاتكم وصلواتكم من أجلنا.
المصدرون لهذا الخطاب يتابعون ببالغ القلق والحزن تطورات الوضع الفوضوي الذي آلت إليه الكنيسة في إيبارشية المنوفية وشبين الكوم، والموضوعة رئاستها الدينية تحت تصرّف الأنبا بنيامين، والذي مؤخرًا استخدم منصبه الديني لرفع قضية “ازدراء المسيحية” ضد أحد أفراد رعيته، مستغلًا في ذلك غياب أية سلطة دينية رقابيّة عليه، ومعتديًا على اللائحة الداخلية للمجمع المقدّس التي تحكم وتقّيد التمثيل أمام الدولة في قداسة البابا وحده لا سواه، وسعى لتمثيل شعب المنوفيّة أمام المحاكم الزمنيّة مستغلًا خاتم الإيبارشية الرسمي ووثائقها ومخاطباتها في تفويض محامين من خارج الملّة وغير ملميّن بالنصوص العقائدية للكتاب المقدّس وقوانين الكنيسة التي تحظر على كل مؤمن مسيحي الاختصام لأخيه -في شأن إيماني- أمام المحاكم غير الكنسيّة. هذا بخلاف الغش والكذب والإنكار لما هو موثّق في أروقة القضاء المصري بعدما ظهر على القنوات الفضائية المسيحية، ودأبه على التنصّل من كل ما فعل ويفعل وإلقاء بكامل المسؤولية في تحريك الدعوى على أجهزة ومؤسسات الدولة. تارة “الأمن” وتارة “وزارة العدل”، مورطًا بذلك السلطتين التنفيذية والقضائية في قص لسان خصومه على نحو خارج الأطر التي ينظّمها القانون، وما في ذلك من حرج للكنيسة والدولة على حد سواء، وما قد تستغلّه الجماعات المعادية والمتصيّدة لكلاهما أو لأحدهما.
بسلطة لا تزيد عن سلطة الأب أو الأم نعلن أن القيم المسيحية العليا قد صارت مهددة بفضل هذا المطران! فكيف لأحدنا أن يعلّم طفله: نشتم فنبارك
(1 كو 4: 12)، والمطران يُشتم فيلعن ويقتص ويرسل محامين لتوقيع أقصى عقوبة؟ وكيف لأخوين متنازعين أن يقرأ عليهما الكاهن: اترك هناك قربانك قدام المذبح، واذهب أولا اصطلح مع أخيك
(مت 5: 24)، والمطران نفسه يقيم قداس عيد الميلاد ويقدم القرابين وأخيه محبوس في السجن بوشاية منه وبسبب بلاغه الكيدي؟ كيف لمسيحنا أن يغفر لصالبيه اليوم، وممثّلينه على الأرض ينقصهم الغفران لأيّة خطيئة، ويشعرون بنشوة الانتقام الشخصي صارخين في كبسولاتهم اليومية “سوف تدفعون الثمن”؟
هل لدينا من القوانين الكنسيّة ما يتيح محاسبة أسقف حاد عن جادة الصواب؟ أم نحن متروكين لفوضى غير مقننة؟ إن تأخركم يقود لحالة من انعدام التواصل والثقة بين الشعب والإكليروس، ويهدد تماسك ووحدة الكنيسة بأسرها.
آباؤنا الأجلاء، ومع الإحباط الذي نثمل به، فالسكوت قد صار ترفًا لا نحتمله.
المصدرون لهذا الخطاب، والموقّعون عليه، يناشدون سلطات المجمع المقدس في الأتي:
– إحالة نيافة الأنبا بنيامين، مطران المنوفية وشبين الكوم، إلى لجنة محاسبة بالمجمع المقدس، ومراجعة جميع قراراته الإدارية والكنسيّة والشخصية، على أن يشمل هذا على سبيل المثال لا الحصر: أفكاره عن “سر الزيجة” من حيث كونها علاقة “غير جسدية”، وما تبع ذلك من تكوينه لما يسمى “مجلس العرس”، وإجباره للمقدمين على الزواج بتوقيع إقرارات تهيمن على سلوكهم الاجتماعي في إعلان مظاهر الفرح وكبته، وتتجاوز سلطة النصح والإرشاد إلى تحصيل غرامات مالية على إيصالات التبرعات، وإجراء حرمانات بالجملة على المخالفين. أيضًا تشمل هذه المحاسبة ما يشاع عن حصوله على أراضي وعقارات وأصول على غير النحو الذي يحدده القانون.
– إلغاء جميع التوكيلات بكافة أنواعها، والتفويضات الصادرة من نيافة الأنبا بنيامين، مطران المنوفيّة وشبين الكوم، وبالميلاد ميخائيل عبد الملك ميخائيل يونان، في جميع الإجراءات الناقلة للملكية كالتنازل والبيع والهبة وكل التصرفات. مع إلغاء كافة التوكيلات والتفويضات البنكية الخاصة بحسابات الإيبارشية وكذلك الحسابات الخاصة بالاسمين، الرهباني والعلماني، في كافة البنوك المصرية، اﻵن وطوال فترة المحاسبة أمام المجمع المقدّس.
– الانتداب الفوري لمن يحدده المجمع المقدس ويراه صالحًا، للقيام بمهام الأسقف المساعد، مع بقاء الأنبا بنيامين على كرسيه بشكل شرفي بكل كرامة طيلة هذه الفترة.
تم إغلاق التوقيعات بإجمالي 546 توقيعًا في نهاية شهر فبراير 2024.
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟
باحث وكاتب صحفي ومتابع للشأن الكنسي وشئون الأقليات
صدر للكاتب:
كتاب: العلمانيون والكنيسة: صراعات وتحالفات ٢٠٠٩
كتاب: قراءة في واقعنا الكنسي ٢٠١٥
كتاب: الكنيسة.. صراع أم مخاض ميلاد ٢٠١٨
صدر للكاتب:
كتاب: ﻻ أحد يتعلّم من التاريخ ٢٠١٧
كتاب: ﻻ أحد يتعلّم من التاريخ [قيصر جديد] ٢٠١٨
كتاب: ﻻ أحد يتعلّم من التاريخ [صراع العروش] ٢٠٢٢
كتاب: ﻻ أحد يتعلّم من التاريخ [العملية ظافر] ٢٠٢٤