تجربتي الشخصية في الحب تخالف ما تشعر به أيها العزيز دوستويفسكي وما كتبته في رواية الجريمة والعقاب. وسأخبرك لماذا؟ ولكن بعد عرض ما قلته أنت أولًا يا صديقي.
كل الذين أحبوني وأحببتهم رائعون في البداية. كالجميع كلهم رائِعون في البدايات:الونس، الردود الطيبة، والشغف؛ أما عني فكُنت دائماً أبحث عما هو بعد هذه الخطوة. فقط البدايات رائعة في كل شىء، لكن الوقت يُبرد مشاعرهم. الوقت يكشف أن اقترابهم مني كان بدافع الفضول أو مجرد نوبات احتياج(فيودور دوستويفسكي)
وأنا أقول لك يا دوستويفسكي: أنه ما خلا شعوري بالألم لبعاد محبوبي، أيًا كانت أسبابه وهي حقه، فإن حبي لمحبوبي خالد لا يموت لان الحب حياةَ حق لا يموت. لذلك أبقى بالرغم من عدم بقاء محبوبي. لأني حبي لا يموت مهما بردت محبة المحبوب.
إن قولك أيها العزيز دوستويفسكي “أما عني فكُنت دائمًا أبحث عما هو بعد هذه الخطوة (أي البدايات الرائعة)”، كان لابد أن يتضمن اعتبار الإنسان مخلوق ضعيف، كثيرًا ما يخور في الطريق وتخفت فيه علامات الحياة والحب. وأنت كحكيم زمانك ما كان يجب أن تربط نعمة الحياة/ الحب فيك بما في محبوبك واحتمالات تغيره.
فعندما تحب يا دوستويفسكي فلتقتفي أثر مسيحك الذي” أحبنا ونحن بعد خطاة”، ولا زال يحبنا بالرغم من ضعفنا. ولأن مسيحنا هكذا هو في حبه، لذلك فهو الإله. لأن حياته وحبه فيها لا ينتهي وقفا على برودة محبوبه الإنسان.
لذلك فنصيحة أخوك الصغير إليك يا دوستويفسكي: كن مسيحًا وإلهًا في حبك لمحبوبتك.
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟