بين يديّ القارئ، ترجمة عربية [صارمة ﻻهوتيًّا] للإعلان الي المعنون: Fiducia Supplicans، إعلان: [1]، والصادر في 18 ديسمبر 2023، على الموقع الرسمي للفاتيكان: press.vatican.va، ممهوراً بتوقيع البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، مترجمًا لخمس لغات ليس من بينها اللغة العربيّة.

استدعت هذه الترجمة مهارات التعامل مع أكثر من لغة أصلية ووسيطة حتى تصل للمحتوى العربي الحالي. لذلك، فهناك طبقة تفسيرية [مهنية] لبعض المصطلحات المُترجمة، والتي تحتمل مُرادِفات واسعة في التخصص اللاهوتي، متشابكة مع الحواشي التفسيرية الأصلية للإعلان البابوي. سيتم الإشارة المرجعيّة المرقمنة للكل في داخل النص دون قطع سياق الترجمة، ويمكنك الوقوف بالمؤشر على الإشارات المرجعية ليظهر لك صندوق التفسير السريع، أو النقر عليها للقفز إلى الحواشي وقطع سياق القراءة إن احتجت لذلك.

 

عرض أوّلي [2]

يتناول هذا الإعلان العديد من الأسئلة التي طُرحت على الكنيسة [3] في السنوات الأخيرة. في أثناء إعداد هذه الوثيقة، استشار المجمع، كما جرت العادة، العديد من الخبراء، وقاموا بعملية صياغة دقيقة، ونُوقِشت المُسودة التي صاغوها في مجلس رسمي [4] للجنة العقيدة والإيمان بالمجلس الأسقفي [5]. خلال تلك الفترة، تمت مناقشة الوثيقة مع الأب الأقدس [6]. وأخيرًا، رُفِع نص الإعلان إلى قداسة البابا لمراجعته، فوافق عليه بتوقيعه.

خلال دراسة موضوع هذه الوثيقة، تم الإعلان عن رد الأب الأقدس على مطالبات [7] بعض الكرادلة. لقد وفّر هذا الرد توضيحات مهمة لهذا التفكير ويمثل عنصرًا حاسمًا في عمل الدائرة. بما أن مجمع روما [8] هو في المقام الأول أداة في خدمة خليفة مار بطرس [9]، فإن عملنا يجب أن يعزز، إلى جانب فهم العقيدة الثابتة للكنيسة، إلى قبول الكنيسة لتعليم الأب الأقدس.

كما هو الحال مع رد الأب الأقدس المذكور أعلاه على شكوك [10]اثنين من الكرادلة، يبلور هذا الإعلان بشكل صارم عقيدة الكنيسة التقليدية حول زواجٍ لا يسمح بأي نوع من الطقوس الليتورجية أو البركات المتزامنة مع الطقس الليتورجي، الأمر الذي يمكن أن يخلق ارتباكًا. لكن قيمة هذه الوثيقة في كونها تقدم مساهمة محددة ومبتكرة في المعنى الرعوي للبركات، مما يسمح بتوسيع وإثراء الفهم الكلاسيكي لبركات الكنيسة، والذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمنظور الليتورجي. مثل هذا التفكير اللاهوتي المرتكز على رؤية ال الرعوية، ينطوي على تطور حقيقي عما قيل عن البركات في السلطة التعليمية والنصوص الرسمية للكنيسة. وهذا ما يفسر لماذا اتخذ هذا النص تصنيف “الإعلان”. [11]

في هذا السياق بالتحديد، يمكن للمرء أن يفهم إمكانية اتساع البركة لتشمل الأفراد ذوي العلاقات غير الشرعية [12] والمتزوجون بمثل جنسهم، دون الموافقة [13] رسميًا على أوضاعهم، أو تغيير في تعاليم الكنيسة الثابتة حول الزواج بأي شكل من الأشكال.

يهدف هذا الإعلان أيضًا إلى تكريم شعب الله الأمين، الذي يعبد الرب بالعديد من اﻹيماءات والطرق التي تشترك في الثقة العميقة برحمته، وعلى هذا الرجاء وحده يأتي دائمًا لطلب البركة من الكنيسة الأم.

(فيكتور مانويل، أسقف مفوّض)

 

ديباجة [إعلان: إنعتاق المتوسلون] [14]

1. إن الثقة المُلتَمَسة لشعب الله الأمين تنال عطية البركة التي تتدفق من قلب المسيح عبر كنيسته. يقدم البابا فرنسيس هذا التذكير في الوقت المناسب: إن بركة الله العظيمة هي يسوع المسيح. إنه هبة الله العظيمة، ابنه. إنه نعمة للبشرية جمعاء، نعمة خلصتنا جميعًا. وهو الكلمة الأزلي الذي باركنا به الآب ونحن بعد خطاة [15] كما يقول القديس بولس. إنه الكلمة الذي صار جسدًا، والمقدم لأجلنا على الصليب [16]

2. بالتوكيد على هذه الحقيقة العظيمة والمعزيّة، أخذ المجمع الكنسيّ [17] بعين الاعتبار مختلف الأسئلة، الرسمية وغير رسمية، حول إمكانية مباركة الأزواج المثليين، وفي ضوء النهج الأبوي والرعوي للبابا فرانسيس، ومدى إمكانية تقديم حلول جديدة، فيما يختص بالرد على المطالبة [18] التي نُشرت عن لجنة العقيدة والإيمان في 22 فبراير 2021 [19].

3. لقد أثارت المجاوبة المذكورة العديد من ردود الفعل المختلفة: فقد رحب البعض بوضوح هذه الوثيقة واتساقها مع تعليم الكنيسة الراسخ؛ ولم يتفق آخرون مع التجاوب السلبيّ [20] على المطالبة، أو لم يعتبروه واضحًا بدرجة كافية في صياغته، وفي الأسباب الواردة في المذكرة التوضيحية المرفقة. ولمواجهة رد الفعل الأخير بالمحبة الأخوية، يبدو من المناسب تناول الموضوع مرة أخرى، وتقديم رؤية تجمع الجوانب العقائدية بالتناغم مع الجوانب الرعوية، لأن كل تعليم عقائدي يجب أن يقع في نهاية المطاف بالموقف الذي يوقظ يسوع. والحياة التي توقظ تصديق القلب بقربه، ومحبته، وشهادته [21].

 

I. البركة في سر الزواج

4. إن رد البابا فرانسيس الأخير على السؤال الثاني من الأسئلة الخمسة التي طرحها اثنان من الكرادلة [22]، يتيح إمكانية دراسة هذه القضية بشكل أعمق، خاصة في مضامينها الرعوية. يتعلق الأمر بتجنب أن “يتم الاعتراف بشيء ليس زواجًا، على أنه زواج”. [23] لذلك، فإن الطقوس والصلوات التي يمكن أن تخلق ارتباكًا بين ما يُشكل الزواج، باعتباره “اتحادًا حصريًا وثابتًا وغير قابل للحل بين رجل وامرأة، منفتحان بشكل طبيعي على إنجاب الأطفال” [24]، وبين ما يناقض ذلك، هو أمر غير مقبول. يعتمد هذا الاعتقاد على عقيدة ة الدائمة؛ وفي هذا السياق فقط تجد العلاقات الجنسية معناها الطبيعي والسليم والإنساني بالكامل. إن عقيدة الكنيسة في هذه النقطة تظل راسخة.

5. هذا أيضًا هو فهم الزواج الذي يقدمه لنا الإنجيل. ولهذا السبب، عندما يتعلق الأمر بالبركات، من حق الكنيسة وواجبها أن تتجنب أي نوع من الطقوس التي تتعارض مع هذه القناعة، أو تؤدي إلى أي تشويش. وهذا أيضًا هو معنى رد لجنة العقيدة والإيمان،  آنذاك، حيث ينص على أن الكنيسة لا تملك منح البركات على العلاقات بين الأشخاص من نفس الجنس.

6. لابد من التأكيد على أن هذا الأمر، في طقس سر الزواج، لا يتعلق فقط بأية بركة، بل بلفتة مخصصة للخادم المرسوم. في هذه الحالة، ترتبط البركة التي يمنحها الخادم المرسوم مباشرة بالاتحاد المحدد بين رجل وامرأة، الذين يقيمان بموافقتهما عهدًا حصريًا وغير قابل للانفصال. تتيح لنا هذه الحقيقة تسليط الضوء على خطر الخلط بين البركة الممنوحة لأي اتحاد آخر، وبين الطقس المناسب لسر الزواج.

 

II. معنى النعم المختلفة

7. إن مجاوبة الأب الأقدس المذكورة، تدعونا إلى الاجتهاد في توسيع وإثراء معنى البركات.

8. البركات من الأسرار الأكثر انتشارًا وتطورًا باستمرار. في الواقع، إنها تقودنا إلى فهم حضور الله في كل أحداث الحياة، وتذكرنا أنه حتى في استخدام الأشياء المخلوقة، فإن البشر مدعوون إلى البحث عن الله، ومحبته، وخدمته بأمانة [25]. ولهذا السبب، فإن متلقي البركات هم: الناس؛ كائنات العبادة والتفاني. الصور المقدسة. أماكن الحياة والعمل والمعاناة؛ ثمار الأرض وكدح الإنسان. وكل الحقائق المخلوقة التي ترجع إلى الخالق، تمجّده وتباركه بجمالها.

المعنى الليتورجي لطقوس البركة

9. من الناحية الليتورجية البحتة، تتطلب البركة أن يتوافق المبارك مع إرادة الله، المعبّر عنها في تعاليم الكنيسة.

10. إن البركات يُحتفل بها بقوة الإيمان، وتهدف لتمجيد الله والمنفعة الروحية لشعبه. وكما توضح الكتب الليتورجية الروميّة: لكي يكون هذا الغرض أكثر وضوحًا، وفقًا للتقليد القديم، فإن صيغ البركة تهدف قبل كل شيء إلى تمجيد الله على عطاياه، وطلب نعمه، وكبح قوة الشر في العالم [26]. لذلك، فإن أولئك الذين يطلبون بركة الله من خلال الكنيسة مدعوون إلى تقوية شخصياتهم بالإيمان الذي به كل شيء مُستطاع، وإلى الثقة في المحبة التي تحث على حفظ وصايا الله [27]. لهذا السبب، بينما توجد دائمًا وفي كل مكان فرصة لتسبيح الله من خلال المسيح، في الروح القدس، هناك أيضًا الاهتمام بفعل ذلك بالأشياء أو الأماكن أو الظروف التي لا تتعارض مع . أو روح الإنجيل. [28]. هذا هو الفهم الليتورجي للبركات من حيث أنها طقوس تقترحها الكنيسة رسميًا.

11. انطلاقًا من هذه الاعتبارات، تشير المذكرة التوضيحية للجنة العقيدة والإيمان في عام 2021، إلى أنه عند طلب البركة على علاقات بشرية معينة من خلال طقس خاص، فمن الضروري أن يكون المبارك متوافقًا مع إرادة الله، المكتوبة في الخليقة، والمعلنة بالكامل في المسيح الرب. لهذا السبب، ونظرًا لأن الكنيسة اعتبرت دائمًا أن تلك العلاقات الجنسية التي تتم في إطار الزواج هي فقط المشروعة أخلاقيًا، فإن الكنيسة لا تملك القدرة على منح بركتها الليتورجية عندما يكون ذلك من شأنه أن يقدم شكلًا من أشكال الشرعية الأخلاقية لاتحاد ما، سواء يُفترض أنه زواج، أو ممارسة جنسية خارج إطار الزواج. وقد كرر الأب الأقدس مضمون هذا الإعلان في مجاوبته على دعوة اثنين من الكرادلة.

12. يجب أيضًا تجنب خطر اختزال معاني البركات في وجهة نظر واحدة، لأن ذلك قد يدفعنا إلى المطالبة بنفس الشروط الأخلاقية المطلوبة لتلقي الأسرار. ويتطلب مثل هذا الخطر أن نقوم بتوسيع هذا المنظور بشكل أكبر. في الواقع، هناك أيضًا خطر أن تخضع الحركة الرعوية، المحبوبة والمنتشرة على نطاق واسع، للعديد من المتطلبات الأخلاقية، والتي، بدعوى السيطرة، يمكن أن تطغى على قوة محبة الله غير المشروطة التي تقوم عليها عمل البركة.

13. في هذا الصدد بالتحديد، حثنا البابا فرانسيس على ألا نفقد المحبة الرعوية التي يجب أن تتخلل جميع قراراتنا ومواقفنا، وأن نتجنب أن نكون قضاة ينكرون ويرفضون ويستَبعدون [29]. دعونا إذن نستجيب لاقتراحه من خلال تطوير فهم أوسع للبركات.

البركات في الكتاب المقدس

14. قبل التأمل في البركات من خلال جمع وجهات نظر مختلفة، نحتاج أولاً إلى الاستنارة بصوت الكتاب المقدس.

15. يُبَارِكُكَ الرَّبُّ وَيَحْرُسُكَ. يُضِيءُ الرَّبُّ بِوَجْهِهِ عَليْكَ وَيَرْحَمُكَ. يَرْفَعُ الرَّبُّ وَجْهَهُ عَليْكَ وَيَمْنَحُكَ سَلاماً. [30]. هذه “البركة الكهنوتية” نجدها في العهد القديم، وتحديدًا في سفر العدد، لها طابع “تنزيلي” لأنها تمثل استدعاء بركة تنزل من الله على الإنسان: وهي من أقدم نصوص البركة الإلهية. ثم هناك نوع آخر من البركات نجده في صفحات الكتاب المقدس: تلك التي “تُصعَد” من الأرض إلى السماء، نحو الله. والبركة بهذا المعنى هي التسبيح والاحتفال والشكر لله على رحمته وأمانته، وعلى العجائب التي خلقها، وعلى كل ما حدث بمشيئته: بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ وَكُلُّ مَا فِي بَاطِنِي لِيُبَارِكِ اسْمَهُ الْقُدُّوسَ. [31].

16. وعلى حين أن الله الذي يبارك، نحن أيضًا نستجيب بالبركة. ملكي صادق، ملك ساليم، يبارك إبراهيم [32]؛ لقد بُوركت رفقة من عائلتها قبل أن تصبح عروسًا ل [33]، الذي بدوره بارك ابنه يعقوب [34]. يبارك يعقوب فرعون [35]، وحفيديه أفرايم ومنسى [36]، وأبنائه الاثني عشر [37]. يبارك موسى وهارون شعب الله [38]. ويبارك أرباب الأسر أولادهم في الأعراس، وقبل السفر، وعند اقتراب الموت. وبالتالي، تبدو هذه البركات وكأنها عطايا فيّاضة وغير مشروطة.

17. إن البركة الموجودة في العهد الجديد تحتفظ بنفس المعنى الذي كانت عليه في العهد القديم. نجد العطية الإلهية “النازلة”، والشكر البشري “الصاعد”، والبركة التي يمنحها الإنسان “تمتد” نحو الآخرين. زكريا، بعد أن استعاد القدرة على الكلام، بارك الرب على أعماله العجيبة [39]. سمعان، وهو يحمل المولود الجديد يسوع بين ذراعيه، يبارك الله لأنه منحه نعمة التأمل في المسيح المخلص، ومن ثم يبارك والدي الطفل، مريم ويوسف [40]. بارك يسوع الآب في نشيد التسبيح والتهليل الشهير الذي وجهه إليه: أحمدك أيها الآب، رب السماء والأرض [41].

18. استمرارًا للعهد القديم، وفي يسوع أيضًا، ليست البركة صاعدة فقط في إشارة إلى الآب، بل نازلة أيضًا وتنسكب على الآخرين كبادرة نعمة، وحماية، وصلاح. لقد نفذ يسوع بنفسه هذه الممارسة وعززها. على سبيل المثال، بارك الأطفال: فاحتضنهم ووضع يديه عليهم وباركهم. [42]. وستنتهي رحلة يسوع الأرضية بالتحديد ببركة أخيرة مخصصة للأحد عشر، قبل وقت قصير من صعوده إلى الآب: ورفع يديه وباركهم. وفيما هو يباركهم، انفرد عنهم وأصعد إلى السماء. [43]. الصورة الأخيرة ليسوع على الأرض هي صورة يديه مرفوعتين في فعل البركة.

19. في سر محبته، ينقل الله لكنيسته، من خلال المسيح، قوة البركة. إن البركة التي منحها الله للبشر وأنعم بها على جيرانهم، تتحول إلى شمول وتضامن وصنع سلام. إنها رسالة إيجابية من الراحة والرعاية والتشجيع. تعبّر البركة عن حضن الله الرحيم وأمومة الكنيسة التي تدعو المؤمنين إلى أن يكون لديهم نفس مشاعر الله تجاه إخوتهم وأخواتهم.

الفهم اللاهوتي الرعوي للبركات

20. من يطلب البركة: يظهر أنه في حاجة إلى حضور الله الخلاصي في حياته، ومن يطلب البركة من الكنيسة: يعترف بأن الأخيرة هي سر الخلاص الذي يقدمه الله. إن طلب البركة في الكنيسة يعني الاعتراف بأن حياة الكنيسة تنبع من رحم رحمة الله وتساعدنا على المضي قدمًا والعيش بشكل أفضل والاستجابة لإرادة الرب.

21. من أجل مساعدتنا على فهم قيمة النهج الرعوي تجاه البركات، يحثنا البابا فرنسيس على التأمل، بموقف الإيمان والرحمة الأبوية، في حقيقة أنه عندما يطلب الإنسان البركة، فإنه يعبر عن التماس. من أجل معونة الله، والتماس لنعيش بشكل أفضل، والثقة في الآب الذي يمكن أن يساعدنا على العيش بشكل أفضل [44]. يجب، بكل الطرق، تقدير هذا الطلب، ومرافقته، وقبوله بامتنان. الأشخاص الذين يأتون بشكل عفوي ليطلبوا البركة يظهرون من خلال هذا الطلب انفتاحهم الصادق على السمو، وثقة قلوبهم بأنهم لا يثقون في قوتهم وحدها، وحاجتهم إلى الله، ورغبتهم في الخروج من الحدود الضيقة. هذا العالم المقيد بحدوده.

22. كما تعلمنا القديسة تريزا الطفل يسوع، فإن هذه الثقة هي الطريق الوحيد الذي يقودنا إلى المحبة التي تمنح كل شيء. بثقة، يفيض ينبوع النعمة إلى حياتنا […] من المناسب إذًا أن نضع ثقتنا القلبية، ليس في أنفسنا، بل في الرحمة اللامتناهية لله الذي يحبنا دون قيد أو شرط […] إن خطيئة العالم عظيمة ولكنها ليست بلا حدود، في حين أن محبة الفادي الرحيمة هي بالفعل بلا حدود. [45]

23. عندما ننظر إلى هذه التعبيرات عن الإيمان خارج الإطار الليتورجي، نجدها في عالم أكثر عفوية وحرية. ومع ذلك، لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تُفهم الطبيعة الاختيارية للتمارين التقوية على أنها تعني التقليل من تقدير هذه الممارسات أو الازدراء بها. إن الطريق إلى الأمام في هذا المجال يتطلب تقديرًا صحيحًا وحكيمًا للثروات العديدة للتقوى الشعبية، والإمكانات التي تمتلكها [46]. وهكذا تصبح البركات مصدرًا رعويًا يجب استغلاله، وليس خطرًا أو مشكلة.

24. من وجهة نظر الرعاية الرعوية، ينبغي تقييم البركات كأعمال تعبّد تجد مكانها خارج الاحتفال بال المقدسة وسائر الأسرار الأخرى. […] إن اللغة والإيقاع والمسار والتأكيد اللاهوتي للتقوى الشعبية تختلف عن تلك الخاصة بالعمل الليتورجي المقابل. ولهذا السبب، علينا أن نتجنب إدخال أساليب “الاحتفال الليتورجي” في التدريبات التقوية، التي يجب أن تحافظ على أسلوبها، وبساطتها، ولغتها الخاصة. [47]

25. علاوة على ذلك، يجب على الكنيسة أن تتجنب تأسيس ممارساتها الرعوية على ثبات بعض المخططات العقائدية أو التأديبية، لا سيما عندما تؤدي إلى نخبوية نرجسية وسلطوية، حيث بدلاً من تبشير الآخرين، يتم تحليل الآخرين وتصنيفهم، وبدلاً من فتح باب النعمة، يستنفد المرء طاقاته في الفحص والتحقق بغرض السيطرة. [48]. وبالتالي، عندما يطلب الناس نعمة، لا ينبغي وضع تحليل أخلاقي شامل كشرط مسبق لمنحها. إذ لا ينبغي أن يُشترط على طالبي البركة أن يكون لهم الكمال الأخلاقي المسبق.

26. من هذا المنظور، تساعد إجابة الأب الأقدس في توسيع إعلان لجنة العقيدة والإيمان لعام 2021 من وجهة نظر رعوية. لأن الرد يدعو إلى التمييز فيما يتعلق بإمكانية أشكال البركة، التي يطلبها شخص أو أكثر، والتي لا تنقل مفهومًا خاطئًا عن الزواج [49]، وفي المواقف غير المقبولة أخلاقيًا من وجهة نظر موضوعية، تأخذ في الاعتبار حقيقة أن المحبة الرعوية تتطلب منا ألا نعامل الآخرين ببساطة، باعتبارهم “خطأة”، أولئك الذين يمكن تخفيف ذنبهم أو مسؤوليتهم بسبب عوامل مختلفة تؤثر على التبعيّة الذاتية. [50].

27. في التعليم المسيحي المذكور في بداية هذا الإعلان، اقترح البابا فرنسيس وصفًا لهذا النوع من البركات المقدمة للجميع دون الحاجة إلى أي شيء. يجدر بنا أن نقرأ هذه الكلمات بقلب منفتح، لأنها تساعدنا على فهم المعنى الرعوي للبركات المقدمة دون شروط مسبقة: الله هو الذي يبارك. في الصفحات الأولى من الكتاب المقدس، هناك تكرار مستمر للبركات. يبارك الله، لكن البشر أيضًا يمنحون البركات، وسرعان ما يتبين أن البركة تمتلك قوة خاصة، ترافق أولئك الذين ينالونها طوال حياتهم، وتهيئ قلب الإنسان ليغيره الله. […] إذًا نحن أهم عند الله من كل الخطايا التي يمكن أن نرتكبها، لأنه أب، وأم، وهو محبة نقية، وقد باركنا إلى الأبد. ولن يتوقف أبدًا عن مباركتنا. إنها تجربة قوية أن تقرأ نصوص البركة الكتابية هذه في السجن، أو في مجموعات إعادة التأهيل، لجعل هؤلاء الناس يشعرون أنهم ما زالوا مباركين على الرغم من أخطائهم الجسيمة، وأن أباهم السماوي يستمر في إرادة الخير لهم، ويأمل أن ينفتحوا في النهاية على الخير. حتى لو تخلى عنهم أقرباءهم، لأنهم يحكمون عليهم الآن بأنهم غير قابلين للخلاص، فإن الله يراهم دائمًا كأبناء له. [51]

28. هناك عدة مناسبات يتقدم فيها الناس بشكل عفوي لطلب البركة، سواء أثناء الحج أو في المزارات أو حتى في الشارع عندما يلتقون كاهنًا. على سبيل المثال، يمكننا أن نشير إلى الكتاب الليتورجي De Benedictionibus [52]، الذي يقدم سلسلة طقوس لمباركة الناس، بما في ذلك كبار السن والمرضى والمشاركين في اجتماع التعليم المسيحي أو الصلاة، والحجاج، والمسافرين، والمجموعات والجمعيات التطوعية، الخ. وهذه البركات موجهة للجميع، ولا يمكن استثناء أحد منها. في مقدمة طقس مباركة المسنين، على سبيل المثال، ورد أن الغرض من هذه البركة هو: أن يحصل كبار السن أنفسهم على شهادة احترام وامتنان من إخوانهم، بينما نحن معهم، أشكروا الرب على النعم التي نالوها منه، وعلى الخير الذي فُعلتوه بمساعدته. [53] في هذه الحالة، موضوع البركة هو الشخص المسن، الذي يُشكر عليه ومعه الله على ما قدمه من خير وعلى ما ناله من فوائد. لا يمكن منع أحد من تقديم الشكر هذا، وكل شخص –حتى لو كان يعيش في موقف لا يتوافق مع خطة الخالق– يمتلك عناصر إيجابية يمكننا أن نحمد الرب عليها.

29. من منظور البركات الصاعد، عندما يدرك الإنسان عطايا الرب ومحبته غير المشروطة، حتى في حالات الخطيئة، خاصة عندما تجد الصلاة آذانًا صاغية، يرفع قلب المؤمن تسبيحه لله ويباركه. ولا يُمنع أحد من هذا النوع من النعمة. ويمكن للجميع، منفردين أو مع الآخرين، أن يرفعوا حمدهم وامتنانهم لله.

30. ومع ذلك، فإن الاحساس الشعبي بالبركات، يشمل أيضًا قيمة البركات النازلة. في حين أنه ليس من الملائم للإيبارشية أو المجلس الأسقفي أو أي هيكل كنسي آخر أن يقوم بشكل مستمر ورسمي بتفعيل إجراءات أو طقوس لجميع أنواع القضايا [54]. هذا من الحكمة، والحكمة الرعوية، لتجنب أشكال خطيرة من الفضح أو المسببة للعثرات بين المؤمنين، قد يوحي بأن الخادم المرسوم ينضم إلى صلاة أولئك الأشخاص الذين في علاقات لا يمكن مقارنتها بأي شكل من الأشكال بالزواج، بينما هم يرغبون في تسليم أنفسهم إلى الرب ورحمته، وطلب مساعدته. وأن يهتدي إلى فهم أكبر لخطة المحبة والحقيقة.

 

III. بركات الأزواج في الحالات غير الشرعية

31. في الأفق الموضح هنا، تظهر إمكانية منح بركات للأزواج الذين هم في علاقات غير شرعية [55] وللأزواج من نفس الجنس، والتي لا ينبغي للسلطات الكنسية أن تحدد شكلها طقسيًا لتجنب الخلط مع البركات الخاصة ب. في مثل هذه الحالات، تُمنح البركة ليس فقط ذات قيمة تصاعدية فحسب، بل تتضمن أيضًا استحضار لبركة نازلة من الله نفسه على أولئك الذين يدركون أنهم معوزون وبحاجة إلى مساعدته ولا يطالبون بشرعية وضعهم الخاص، ولكنهم يتوسلون أن يتم استثمار وشفاء ورفع كل ما هو حقيقي وصالح إنسانيًا في حياتهم وعلاقاتهم بحضور الروح القدس. تعبّر أشكال البركة هذه عن دعاء لكي يمنح الله تلك المعونات التي تأتي من نبضات روحه –ما يسميه اللاهوت الكلاسيكي النعمة الفعلية– حتى تنضج العلاقات البشرية وتنمو في الأمانة للإنجيل، وتحرر نفسها من عيوبهم وضعفهم، ولكي يعبروا عن أنفسهم في البعد المتزايد للحب الإلهي.

32. حقًا، إن نعمة الله تعمل في حياة أولئك الذين لا يدعون أنهم أبرار، ولكنهم يعترفون بأنهم خطاة بكل تواضع، مثل أي شخص آخر. يمكن لهذه النعمة أن توجه كل شيء وفقًا لمخططات الله الغامضة وغير المتوقعة. لذلك، بحكمتها التي لا تعرف الكلل واهتمامها الأمومي، تستقبل الكنيسة كل من يقترب إلى الله بقلب متواضع، وترافقه بتلك المساعدات الروحية التي تمكن الجميع من فهم إرادة الله وتحقيقها بالكامل في وجودهم [56].

33. هذه بركة، وإن لم تكن متضمنة في أي طقس طقسي [57]، إلا أنها تجمع بين صلاة الشفاعة وطلب معونة الله من قبل أولئك الذين يلجأون إليه بكل تواضع. الله لا يرد أحداً يقترب منه! في النهاية، توفر البركة للناس وسيلة لزيادة ثقتهم بالله. بالتالي، فإن طلب البركة يعبر عن الانفتاح على السمو والرحمة والقرب من الله، ويغذيه في آلاف الظروف الملموسة للحياة، وهو أمر ليس بالقليل في العالم الذي نعيش فيه. إنها بذرة الروح القدس التي يجب رعايتها، وليس إعاقتها.

34. إن الكنيسة نفسها تدعونا إلى اتخاذ موقف الواثق من هذا، حتى في خضم خطايانا وقلة استحقاقاتنا وضعفنا وارتباكنا، كما تشهد بذلك هذه الصلاة الجميلة المجمعة المأخوذة من كتاب القداس الروماني: أيها الإله القدير الأبدي، الذي في كثرة لطفك، تجاوز استحقاقات ورغبات المتوسلين إليك، اسكب علينا رحمتك: لتغفر ما يخشاه الضمير، ونُعطي ما لا تجرؤ الصلاة على أن تطلبه [58]. كم مرة، من خلال بركة بسيطة من الراعي، الذي لا يدعي أنها تجيز أو تضفي الشرعية على أي شيء، يمكن للناس أن يختبروا قرب الآب، “فوق كل رغبة وكل استحقاق”.

35. لذلك ينبغي أيضًا تكوين الحس الرعوي للخدام المُرسّمِين ليقوموا تلقائيًا ببركات غير موجودة في كتاب البركات.

36. بهذا المعنى، من الضروري أن ندرك اهتمام الأب الأقدس بأن هذه البركات غير الطقسية لا تتوقف أبدًا عن كونها أعمال بسيطة توفر وسيلة فعالة لزيادة الثقة في الله من جانب الأشخاص الذين يطلبونها، ويمنعهم من أن يصبحوا عملاً طقسيًا أو شبه طقسي يشبه السر. والذي من شأنه أن يشكل إفقاراً خطيراً، لأنه سيُخضع لفتة ذات قيمة كبيرة في التقوى الشعبية للسيطرة المفرطة، الأمر الذي يحرم الأساقفة من الحرية والعفوية في مرافقتهم الرعوية لحياة الناس.

37. في هذا الصدد، تتبادر إلى الأذهان كلمات قداسة البابا التالية، والتي سبق أن اقتبسناها جزئيًا: إن القرارات التي قد تكون جزءًا من الحكمة الرعوية في ظروف معينة، لا ينبغي بالضرورة أن تصبح قاعدة. وهذا يعني أنه ليس من المناسب للإيبارشية أو المجلس الأسقف أو أي هيكل كنسي آخر أن يضع بشكل مستمر ورسمي إجراءات أو طقوس لجميع أنواع الأمور. […] لا ينبغي للقانون الكنسي، ولا يمكنه، أن يشمل كل شيء، ولا ينبغي للمجالس الأسقفية أن تدعي أنها تفعل ذلك من خلال وثائقها وبروتوكولاتها المختلفة، لأن حياة الكنيسة تتدفق عبر قنوات عديدة إلى جانب القنوات المعيارية. [59]. هكذا أيضًا ذكّرنا البابا فرنسيس بأن ما هو جزء من التمييز العملي في ظروف معينة لا يمكن رفعه إلى مستوى القاعدة لأن هذا من شأنه أن يؤدي إلى افتاء قضائي لا يطاق. [60].

38. لهذا السبب، لا ينبغي للمرء أن ينشئ أو يشجع طقوسًا لمباركة الأزواج الذين هم في وضع غير شرعي. وفي الوقت نفسه، لا يجوز منع قُرب الكنيسة من الناس في كل موقف قد يطلبون فيه معونة الله من خلال بركة بسيطة. في صلاة قصيرة تسبق هذه البركة التلقائية، يمكن للخادم المرسوم أن يطلب من الأفراد أن يتمتعوا بالسلام والصحة وروح الصبر والحوار والمساعدة المتبادلة، ولكن أيضًا بنور الله وقوته ليكونوا قادرين على تحقيق إرادته بالكامل.

39. على أية حال، لتجنب أي شكل من أشكال الارتباك أو العثرة، عندما يطلب زوجان في وضع غير شرعيّ صلاة البركة، حتى لو تم التعبير عنها خارج الطقوس المنصوص عليها في الكتب الليتورجية، لا يجوز أبدًا إلغاء هذه البركة. يتم نقلها بالتزامن مع مراسم ، وليس حتى فيما يتعلق بها. ولا يمكن إجراؤه بأي ملابس أو إيماءات أو كلمات مُستخدمة لحفل الزفاف. وينطبق الشيء نفسه عندما يتم طلب البركة من قبل زوجين من نفس الجنس.

40. قد تجد مثل هذه البركة مكانها في سياقات أخرى، مثل زيارة مزار، أو لقاء كاهن، أو صلاة جماعية، أو أثناء الحج. في الواقع، من خلال هذه البركات التي تُمنح ليس من خلال الأشكال الطقسية الخاصة بالليتورجيا، بل كتعبير عن قلب الكنيسة الأمومي، على غرار تلك التي تنبثق من جوهر التقوى الشعبية. ليس هناك نية لإضفاء الشرعية على أي شيء، بل بالأحرى لإضفاء الشرعية على أي شيء: افتح حياتك على الله، واطلب مساعدته لعيش حياة أفضل، واستدعاء الروح القدس أيضًا لعيش قيّم الإنجيل بأمانة أكبر.

41. إن ما ورد في هذا الإعلان بشأن بركات الأزواج المثليين يكفي لتوجيه الفهم الحكيم والأبوي للخدام المرسومين في هذا الصدد. وبالتالي، بخلاف الإرشادات المذكورة أعلاه، لا ينبغي توقع أي ردود أخرى حول الطرق الممكنة لتنظيم التفاصيل أو الإجراءات العملية فيما يتعلق بالبركات من هذا النوع [61].

 

IV. الكنيسة هي سر محبة الله اللامتناهية

42. تستمر الكنيسة في رفع تلك الصلوات والتضرعات التي رفعها المسيح نفسه، بصراخ شديد ودموع، في حياته الأرضية [62]، والتي تتمتع بفعالية خاصة لهذا السبب. بهذه الطريقة، لا تمارس الجماعة الكنسية، من خلال المحبة والقدوة وأعمال التوبة فحسب، بل من خلال الصلاة أيضًا، وظيفة أمومة حقيقية في جلب النفوس إلى المسيح [63].

43. الكنيسة إذن هي سر محبة الله اللامتناهية. لذلك، حتى عندما تخيم الخطية على علاقة الإنسان بالله، يمكنه دائمًا أن يطلب البركة، ويمد يده إلى الله، كما فعل بطرس في العاصفة عندما صرخ ليسوع: يَارَبُّ، نَجِّنِي! [64]. في الواقع، إن الرغبة في النعمة وتلقيها يمكن أن تكون خيرًا ممكنًا في بعض المواقف. يذكرنا البابا فرنسيس أن خطوة صغيرة، في خضم القيود البشرية الكبيرة، يمكن أن تكون أكثر إرضاءً لله من حياة تبدو منظمة ظاهريًا ولكنها تتحرك عبر اليوم دون مواجهة صعوبات كبيرة [65]. إن ما يشرق هو جمال محبة الله الخلاصية التي ظهرت في يسوع المسيح الذي مات وقام من بين الأموات [66].

44. إن أيّة بركة ستكون فرصة لإعلان متجدد للبشارة، ودعوة للاقتراب أكثر من محبة المسيح. وكما علّم البابا بندكتس السادس عشر: الكنيسة، مثل مريم، هي وسيط بركة الله للعالم: تستقبلها باستقبال يسوع وتنقلها بحمل يسوع. إنه الرحمة والسلام الذي لا يستطيع العالم أن يمنحه بذاته، والذي يحتاج إليه دائمًا، على الأقل بقدر احتياجه للخبز [67].

45. مع أخذ النقاط المذكورة أعلاه بعين الاعتبار، واتباعًا لتعليم البابا فرانسيس الرسمي، يود هذا المجمع أخيرًا أن يُذكّر بأن جذور الوداعة المسيحية هي القدرة على الشعور بالبركة، والقدرة على اعطاء البركة […] هذا العالم يحتاج إلى البركات، ويمكننا أن نعطي البركات ونستقبلها. الآب يحبنا، ولا يبقى لنا إلا فرح مباركته، وفرح شكره، والتعلم منه […] أن نبارك [68]. بهذه الطريقة، كل أخ وأخت وكل إنسان. سيتمكن من الشعور بأنهم في الكنيسة حجاج دائمًا، ومتوسلون دائمًا، ومحبوبون دائمًا، وعلى الرغم من كل شيء، مباركين دائمًا.

 

فيكتور مانويل. فرنانديز (أسقف مفوّض)
مونس. أرماندو ماتيو (أمين القسم الفقهي)

صدر في 18 ديسمبر 2023.
فرانسيس

 

هوامش ومصادر:
  1. الكلمة الأصليّة: Fiducia هي كلمة ﻻتينية [مدنيّة] قديمة، تعني في القانون الروماني عقد التملّك للأشخاص، بموجب هذا العقد يبيع المرء نفسه كعبد بإرادته الحرّة. يقترن هذا التعاقد على العبودية بشرط مكتوب في العقد، إن تحقق الشرط يتم عتق العبد من عبوديته. تستخدم كلمة Fiducia في الأدبيات الكاثوليكية بمعان عدة ترتكز على رجاء العبد بسيّده، وتتدرج عادة من “الثقة” إلى “الإيمان” [ومنها Sola Fide، أي الاعتقاد بالخلاص نتيجة ، وهي أحد الأحاديات الخمس الكبرى.]، والراجح المعتاد هنا أن تترجم وفقاً للأدبيات الكاثوليكية بأحد مستويات الثقة نهاية بالإيمان، فتكون بمعنى: رجاء المتوسلون، لكني فضّلت ترجمتها بمعنى “الانعتاق” على خلاف الدارج لاهوتيًا. لأن لهذا الإعلان البابوي سمة تحريرية غير منتبه لها، وقصدت إبرازها عبر العودة للجذر اللاتيني المدني لكلمة: Fiducia المذكورة في العنوان: Fiducia Supplicans، فصار المعنى: انعتاق المتوسلون. [🡁]
  2. بقلم الأسقف المفوّض: . [🡁]
  3. الكلمة الأصلية: Dicastero، وهي كلمة إيطالية تعني “تقسيم إداري”، تحولت في الانجليزية إلى Dicastery، والتي تعني تجمع بشري من أجل العبادة، لذا تم ترجمتها بمعنى: كنيسة. [🡁]
  4. الكلمة الأصلية: Congresso الإيطالية، والتي تعني “برلمان” حرفيًا، وجاءت هنا بمعنى “مجلس رسمي”. [🡁]
  5. الكلمة الأصلية: Dicastero الإيطالية، والتي تعني “تقسيم إداري”، وفي الانجليزية Dicastery تحوّلت لمعنى: تجمع بشري من أجل العبادة، وتم ترجمتها هنا بمعنى: “المجلس الأسقفي” [المجمع المقّدس]. [🡁]
  6. الكلمة الأصلية: il Santo Padre [الأب الأقدس] وهو تعبير كاثوليكي يستخدم للإشارة للمنصب الروحي لبابا الفاتيكان. [🡁]
  7. الكلمة الأصلية: Dubia، وتعني شكوك أو doubts الإنجليزية، وتم ترجمتها “مطالبات” لأن السياق يعني مطالبات رسمية -عبر المجمع الفاتيكاني- بإعلان موقف رسمي. [🡁]
  8. الكلمة الأصلية: la Curia romana وحرفيًا تعني “مجلس العدالة الروماني” التي تستخدم في الإشارة لقضاة مجلس الدولة. [🡁]
  9. Ap. Const. Praedicate Evangelium, II, 1. [🡁]
  10. الكلمة الأصلية: Dubia، وتعني شكوك أو doubts الإنجليزية، وتم ترجمتها حرفيًا هذه المرة لكونها الأنسب في وصف الاختلاف. [🡁]
  11. الفارق بين “الإعلان” وغيره من الوثائق، أن الإعلان يعتبر موقف غير مُلزم. فمثلا توقيع مصر على وثيقة “الإعلان العالمي لحقوق الإنسان” يعني تبني مصر لما ورد فيها، لكن دون حق الاحتجاج من بقية الدول الأعضاء على خرق بنود الإعلان إن حدث هذا. بعكس مثلا وثيقة “العهد المدني لممارسة الحقوق السياسية والاقتصادية” التي وقّعت عليها مصر أيضًا، لكونها “تعهّد” مُلزم، يمكن وصمه بالنكوص، وليس مجرد “إعلان” لموقف. [🡁]
  12. التعبير الأصلي: le coppie in situazioni irregolari ويعني حرفيًا: الزوجين بشكل غير منتظم، أو مقنن. وتم ترجمتها في السياق إلى: “الأفراد ذوي العلاقات غير الشرعية”، مع التوكيد أن التعبير يقصد بوضوح مسألة: مباركة الأفراد، وليس مباركة العلاقات. وهو تعبير دقيق لغوياً في الفصل بين هذا وذاك في اللغّة الأصليّة. [🡁]
  13. يمكن الترجمة بمعنى “دون المباركة” أيضًا، على أساس أن الكنيسة ﻻ تملك حق المنع أو الإباحة الرسمية لأي أمر. [🡁]
  14. بداية من هنا، فالنص صادر عن الفاتيكان، اللجنة الفقهية والقانونية، بالاضافة للبابا فرانسيس. [🡁]
  15. رسالة إلى أهل رومية 5: 8. [🡁]
  16. البابا فرانسيس، تعليم حول الصلاة: البركة، نُشر في مجلة: أوسيرفاتوري رومانو، بتاريخ 2 ديسمبر 2020، ص. 8. [🡁]
  17. الكلمة الأصلية: Dicastero، الإيطالية التي تعني “تقسيم إداري”، وفي الانجليزية Dicastery، التي تعني تجمع بشري من أجل العبادة، وتم ترجمتها هنا بمعنى: المجمع الكنسيّ. [🡁]
  18. الكلمة الأصلية: Dubia، وتعني شكوك أو doubts الإنجليزية، وتم ترجمتها “مطالبة” لأن السياق يعني مطالبة رسمية -عبر المجمع الفاتيكاني- بإعلان موقف رسمي. [🡁]
  19. الجلسة الرسمية للجنة العقيدة والإيمان، المجاوبة على “الشكوك” حول نعمة اتحاد الأشخاص من نفس الجنس، مذكرة توضيحية: أعمال الكرسي الرسولي 113  لعام 2021، الصفحات من 431 إلى 434. [🡁]
  20. حرفيّا: التجاوب بالنفي. [🡁]
  21. البابا فرانسيس، رسالة: “الفرح الإنجيلي”، 24 نوفمبر 2013، برقم 42، أعمال الكرسي الرسولي 105 لعام 2013، ص. 1037-1038. [🡁]
  22. البابا فرنسيس، ردود الأب الأقدس على المُطالبة التي اقترحها اثنان من الكرادلة بتاريخ 11 يوليو 2023. [🡁]
  23. Ibidem, ad dubium 2, c. [🡁]
  24. Ibidem, ad dubium 2, a. [🡁]
  25. تأسست الطقوس الرومانيّة الحاليّة [بشقّيها: الروم كاثوليك، والروم أرثوذكس] بموجب مرسوم صادر عن المجمع المسكوني المقدس، في ، تحت سلطة البابا يوحنا بولس الثاني. راجع مجلة مدينة الفاتيكان لعام 1985، العدد 12؛ في الطبعة الإسبانية للجنة الليتورجيا، أيضًا أنظر: Bendicional، Coeditores litúrgicos، برشلونة 1986، العدد 12. [🡁]
  26. Ibidem, n. 11: Quo autem clarius hoc pateat, antiqua ex traditione, formulae benedictionum eo spectant ut imprimis Deum pro eius donis glorificent eiusque impetrent beneficia atque maligni potestatem in mundo compescant.  [🡁]
  27. Ibidem, n. 15: Quare illi qui benedictionem Dei per Ecclesiam expostulant, dispositiones suas ea fide confirment, cui omnia sunt possibilia; spe innitantur, quae non confundit; caritate praesertim vivificentur, quae mandata Dei servanda urget. [🡁]
  28. Ibidem, n. 13: Semper ergo et ubique occasio praebetur Deum per Christum in Spiritu Sancto laudandi, invocandi eique gratias reddendi, dummodo agatur de rebus, locis, vel adiunctis quae normae vel spiritui Evangelii non contradicant. [🡁]
  29. البابا فرانسيس، راجع ردود الأب الأقدس على المطالبة التي اقترحها اثنان من الكرادلة، رقم  2، فقرة d. [🡁]
  30. عدد ٦ : ٢٤-٢٦ [🡁]
  31. مزامير ١٠٣ : ١ [🡁]
  32. راجع تكوين 14: 19 [🡁]
  33. راجع تكوين 24: 60 [🡁]
  34. راجع تكوين 27: 27 [🡁]
  35. راجع تكوين 47: 10 [🡁]
  36. راجع تكوين 48: 20 [🡁]
  37. راجع تكوين 49: 28 [🡁]
  38. راجع خروج 39: 43؛ لاويين 9: 22 [🡁]
  39. راجع لوقا 1، 64 [🡁]
  40. راجع لوقا 2، 34 [🡁]
  41. راجع متى 11، 25 [🡁]
  42. راجع مرقس 10: 16 [🡁]
  43. راجع لوقا 24: 50-51 [🡁]
  44. Ibidem, ad dubium 2, e. [🡁]
  45. البابا فرانسيس، عظة: “إنها الثقة”، بتاريخ 15 أكتوبر 2023، ترقيم 2، 20، 29. [🡁]
  46. لجنة الطقوس ونظام الأسرار، دليل التقوى الشعبية والطقوس الدينية. المبادئ التوجيهية، مكتبة الفاتيكان، مدينة الفاتيكان 2002، ترقيم 12. [🡁]
  47. Ibidem, n. 13. [🡁]
  48. البابا فرانسيس، رسالة: الفرح الإنجيلي، بتاريخ 24 نوفمبر 2013، ترقيم 94، أعمال الكرسي الرسولي 105 لعام 2013، ص. 1060. [🡁]
  49. البابا فرانسيس، ردود الأب الأقدس على الطلبات التي اقترحها اثنان من الكرادلة، ترقيم 2، فقرة e. [🡁]
  50. Ibidem, ad dubium 2, f. [🡁]
  51. البابا فرانسيس، تعليم حول الصلاة: البركة، بتاريخ 2 ديسمبر 2020، مجلة: أوسيرفاتوري رومانو، عدد 2 ديسمبر 2020، ص. 8. [🡁]
  52. معناها الحرفي: “من النِعم”. [🡁]
  53. كتاب De Benedictionibus [من النِعم]، ترقيم 258 في الطبعة الإسبانية للجنة الليتورجية الأسقفية، أيضا أنظر: المحررون الليتورجيون، برشلونة 1986، عدد 260. [🡁]
  54. البابا فرانسيس، ردود الأب الأقدس على المطالبة التي اقترحها اثنان من الكرادلة، برقم 2، فقرة g. [🡁]
  55. حرفيا: علاقات غير منتظمة. [🡁]
  56. البابا فرانسيس، رسالة: الفرح الإنجيلي، 19 مارس 2016، ترقيم 250، أعمال الكرسي الرسولي 108 لعام 2016، ص. 412-413. [🡁]
  57. راجع لجنة الطقوس ونظام الأسرار، دليل التقوى الشعبية والقداس، ترقيم 13، الفقرات:  يجب أن يكون الفرق الموضوعي بين ممارسات التقوى وممارسات العبادة فيما يتعلق بالليتورجيا واضحًا في التعبيرات الثقافية […] تجد أعمال التقوى والعبادة مكانها المناسب خارج الاحتفال بالإفخارستيا والأسرار الأخرى. [🡁]
  58. طلبة تقال في الأحد السابع والعشرين من السنة. [🡁]
  59. البابا فرانسيس، ردود الأب الأقدس على المطالبة التي اقترحها اثنان من الكرادلة، برقم 2، فقرة g. [🡁]
  60. البابا فرانسيس، رسالة: الفرح الإنجيلي، 19 مارس 2016، ترقيم 304، أعمال الكرسي الرسولي 108 لعام 2016، ص. 436. [🡁]
  61. البابا فرانسيس، ibidem. [🡁]
  62. راجع عبرانيين 5: 7 [🡁]
  63. تم التقرير بهذا وفقًا لمراسيم المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، والتي أصدرها قداسة البابا ، قداس الساعات وفقًا للطقس الروماني، مبادئ ومعايير قداس الساعات، المؤتمر الأسقفي الإسباني، المحررون الليتورجيون، برشلونة 1979، عدد 17. [🡁]
  64. راجع إنجيل متى 14:30 [🡁]
  65. البابا فرانسيس، رسالة: الفرح الإنجيلي، 24 نوفمبر 2013، ترقيم 44، أعمال الكرسي الرسولي 105 لعام 2013، ص. 1038-1039. [🡁]
  66. البابا فرانسيس، Ibidem, n. 36, AAS 105 (2013), 1035. [🡁]
  67. ال، عظة القداس الإلهي، مناسبة عيد القديسة مريم والدة الله، اليوم العالمي الخامس والأربعون للسلام، كاتدرائية الفاتيكان، 1 يناير 2012، تعاليم 8، 1 (2012)، 3. [🡁]
  68. البابا فرنسيس، تعليم حول الصلاة: البركة، 2 ديسمبر 2020، نُشر بمجلة: أوسيرفاتوري رومانو، عدد 2 ديسمبر 2020، ص. 8. [🡁]

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

باسم الجنوبي
[ + مقالات ]