منذ ، وبدأت حملات المتاجرة الإخوانية بالقضية الفلسطينية كعادتهم، ولكنها بدأت مبكرًا، لكن هذا ليس غريبًا عليهم، فالحياء والخجل والضمير، تلك عملات لا تُصرف في ساحات وبنوك الإخوان، بدأت الأبواق المستأجرة في قنواتهم تشن هجومًا على مصر، وتختلق الأكاذيب، هؤلاء من المرتزقة المؤلفة جيوبهم، والذين هم كالمناديل الكلينكس تُستعمل وقت الحاجة ثم يرميها من يؤجرهم، هم منسحقون أمام من يمنحهم رواتب الخيانة والعمالة، لكنهم ضباع على بلدهم الذي هو بالنسبة لهم كان مجرد سكن لا وطن.

الإخوان وفلسطينهل نسى الإخوان بداية خيانتهم للقضية عندما شكّلوا جماعة شباب محمد ١٩٤٨، وجمعوا أموالًا على حساب القضية الفلسطينية، والتي تم اكتشاف أنها لتمويل الإخوان؟! هل نسى الإخوان أو تناسوا مندوب مكتب الإرشاد ورئيسهم مرسى الذي وصف شيمون بالصديق في أحد خطاباته؟!

يريدون استخدام القضية لتأليب الشعوب وإيقاد نار الفتن، يراهنون على هذه الألاعيب حتى يعودوا إلى الشارع، وللأسف تنطلى اللعبة على التيارات ال الأخرى حتى الذي أحيانًا يمشى في ركابهم رغم العداء التاريخي، نسيت تلك التيارات أن كان أول من حوّل القضية إلى دينية وفرّغها من محتواها السياسي عندما كتب في رسالة الجهاد: وجوب قتال أهل الكتاب، وأنّ الله يضاعف أجر من قاتلهم، فليس الجهاد للمشركين فقط، ولكنه لكل من لم يُسلم. وقال أيضًا: المعركة بين الأمة المسلمة وبين أعدائها هي قبل كل شيئ معركة هذه العقيدة.

الذاكرة ذاكرة أسماك، مثقوبة كالغربال، هل نسينا عام ١٩٤٧ عندما جمع الإخوان 30 ألف جنيه لمساعدة أهل فلسطين، ولكن أحمد السكري، وهو الرجل الثاني في الجماعة، اكتشف آنذاك أن 3 آلاف جنيه فقط ذهبت إلى فلسطين، بينما ذهبت بقية أموال التبرّعات إلى مسارات إنفاق أخرى للجماعة، وهو ما دفعه للاستقالة.

أحداث صنعت التاريخويكفى اعتراف محمود عبد الحليم، عضو الهيئة التأسيسية للتنظيم، في كتابه «: أحداث صنعت التاريخ»، عندما قال: النقود التي كنا نجمعها لفلسطين من المساجد والمقاهي والبارات، لم يكن القصد من جمعها إعانة إخواننا المقاتلين الفلسطينيين، مبررًا حديثه بأنهم كانوا في غير حاجة إليها؛ لأن الأغنياء من أهل فلسطين كانوا وراء هؤلاء المقاتلين.

وأضاف: إنما كان جمعنا للتبرّعات أسلوبًا من أساليب التأثير في نفوس الناس بهذه القضية، والذي يتيح الحصول على تبرّعات من جميع المسلمين وليس الإخوان فقط، وأضيف الآن إلى ذلك أن هذه المبالغ لم تكن ترسل إلى المقاتلين، بل كانت تُصرف في شئون الدعاية لهذه القضية بأمر اللجنة العليا.

واعترف أن الدعاية عندهم هي الأهم، فلو مات كل الشعب بينما بقى الميكروفون والكاميرا، فهم مستعدون للتضحية!، يقول «عبد الحليم»: إن قضية الدعاية كانت اللجنة العليا تعتبرها أهم وألزم للقضية من الجهاد المسلح الذي يقوم بأعبائه المجاهدون في فلسطين نفسها.

ونختم بما قاله «أبو مازن» الرئيس الفلسطيني، رئيس منظمة التحرير، الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، عندما كشف عن متاجرة الإخوان بالقضية الفلسطينية، واستخدامها لتحقيق أهداف الجماعة، ولو على حساب قضية العرب الأولى، فقد أكد «أبو مازن» أنه: خلال تولى جماعة الإخوان الحكم في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسى رئاسة مصر، عرض علينا الحصول على قطعة من سيناء ورفضنا، مشيرًا إلى أن هذا مشروع إسرائيلي أطلق عليه اسم «جيورا آيلاند» بهدف تصفية القضية الفلسطينية تمامًا. وأكد «عباس» أنه رفض المشروع، وأبلغ الرئيس محمد مرسى بذلك، وقال له إن: الفلسطينيين لن يقبلوا بذلك، ولن يتركوا أرضهم، ولن يعيشوا على أراضى الغير.

فأين أنت يا حمرة الخجل؟

 

السودان، إلى أين؟

على الجانب الأخر، لم نجد في الأسابيع والشهور الماضية، تصريحًا واحدًا من المؤلفة جيوبهم عن السودان، رغم تغلغلهم في صناعة بيئة تحتضن الصراع الأخير إن لم يكونوا بالأصل سببًا فيه، هل لأن الفريقين اللي بيضربوا وبيطحنوا في بعض مسلمين؟؟! هل نحن ﻻ يحركنا إلا الصراع الديني مع أهل الكتاب وإننا نقلب القضايا مباراة مصارعة دينية عشان نكسب التعاطف؟؟!

السودان في القلب والروح، أشقاؤنا هناك يعانون، والسيناريو يتصاعد وينذر بنهاية التقسيم الليبي والتفتت اليمني والتحلل الطائفي القبلي، وهذه كارثة، ومن لا يدرك أنها كارثة بحكم طغيان أخبار غزه على الميديا العالمية، ستخبره الأرقام التي هي تقريبية وأقل من الواقع:

• أدت الحرب بين الجيش وقوات الدعم إلى مقتل أكثر من 12 ألف شخص.

• تسببت المعارك في نزوح أكثر من ستة ملايين شخص، وتدمير معظم النية الأساسية في السودان.

• في مدينة أرداماتا (غرب دارفور)، قتل مسلحون 800 شخص وتم تدمير 100 مأوى في معسكر للنازحين، ما دفع ثمانية آلاف شخص للفرار إلى تشاد المجاورة خلال أسبوع واحد، وفق الأمم المتحدة.

• سقوط “حوالي ألف قتيل” في زهاء يومين في أرداماتا في ما يبدو أنها حملة “تطهير عرقي”.

• منذ بداية النزاع، أحصت الأمم المتحدة أكثر من 1,5 مليون نازح داخل إقليم دارفور الذي يعيش فيه ربع سكان البلاد البالغون 48 مليونًا.

•عبر حوالي 1.3 مليون شخص إلى البلدان المجاورة” تشاد ومصر و أفريقيا الوسطى وإثيوبيا وجنوب السودان،5.3 ملايين شخص نزحوا داخليًا في 4.473 موقعًا في جميع ولايات البلاد (18 ولاية)

• أُجبر ما لا يقل عن مليوني طفل على ترك منازلهم.

• أبلغت منظمة الصحة العالمية عن 3046 حالة يشتبه في إصابتها بالحصبة و84 حالة وفاة مرتبطة بها.

• لم يتم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية للسودان لعام 2023 إلا بنسبة 26.4 في المئة، حيث تم استلام 676.9 مليون دولار حتى 31 أغسطس.

• كشفت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “فاو” عن معاناة 20 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

• 14 مليون طفل لا يحصلون على الخدمات الأساسية التي يحتاجونها للبقاء، بينما يتعرض 3.4 مليون طفل تحت سن الخامسة لخطر الإسهالات الحادة والكوليرا، فضلًا عن عدم تلقي 1.7 مليون طفل اللقاحات.

• ذكرت المنظمة الأممية أن 19 مليون طفل لا يحصلون على التعليم، ولا يصلون إلى الأمان وخدمات الدعم النفسي، منبهة أن 700 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد ومعرضين لخطر الوفاة.

• 1300 قتيل، خلال الفترة من 28 أكتوبر، إلى 24 نوفمبر الماضيين فقط.

• تقارير عن حالات لا حصر لها من اغتصاب واستغلال جنسي وعبودية واتجار بالبشر قد تكون في بعض الحالات ذات دوافع عنصرية وعرقية وسياسية.

• تسببت الحرب في توقف 70 بالمئة من المستشفيات والمراكز الطبية في مناطق النزاع الرئيسية، فضلًا عن تأثر نحو 20 بالمئة من المؤسسات الطبية البعيدة عن النزاع بشكل حاد.

• هناك 4 ملايين سيدة حامل أو مرضعة يعانون من سوء التغذية.

• وفق بيان رابطة للأطباء في السودان، تم تسجيل 3398 حالة إصابة بحمى الضنك في ولايات القضارف والبحر الأحمر وشمال كردفان والخرطوم من أبريل إلى سبتمبر الماضي فقط.

• أصيب 265 بالكوليرا في ولاية القضارف.

• تلقت اليونيسف بلاغات بوقوع أكثر من 3100 انتهاك جسيم، بما في ذلك قتل وتشويه الأطفال.يفتقر حوالي 7.4 مليون طفل إلى مياه الشرب الآمنة.

• حوالي نصف هؤلاء الأطفال تقل أعمارهم عن خمس سنوات ويواجهون خطر الإصابة بأمراض الإسهال والكوليرا.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

خالد منتصر

خالد منتصر

[ + مقالات ]

صدر للكاتب:
لماذا سقط الإخوان؟ - الختان والعنف ضد المرأة - العلم بين المعمل والمسجد - النكتة الشبابية في عصر الإنترنت - لكم سلفكم ولي سلفي - الحب والجسد - الجنس تواصل لا تناسل - دفاعًا عن العقل - أوهام وحقائق في الجنس - فوبيا العلم - وهم الإعجاز العلمي - بورتريهات بألوان الشجن - مكان في القلب - هذه أصنامكم وهذه فأسي - لماذا انتصر العلم المزيف؟