منذ أن تأسس مجلس كنائس الشرق الأوسط عام ١٩٧٤، وهو منشغل بالقضية الفلسطينية، ولا يكاد يخلو أي اجتماع من اجتماعاته من التعرض لهذه القضية، كما عقد المجلس على مدار نصف القرن من الزمان الكثير من المؤتمرات والندوات مطالبين بإقرار السلام القائم على العدل.
منذ أسابيع، عقدت اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط اجتماعها الدوري في بيروت، يومي الجمعة والسبت ١٧ و١٨ نوفمبر ٢٠٢٣، برئاسة رؤساء العائلات الكنسية الأربع، التي تشكل مجلس كنائس الشرق الأوسط، وبحضور الدكتور ميشيل عبس، الأمين العام للمجلس، وعدد من قيادات كنائس الشرق، كما حضرت هذا الاجتماع بصفتي الأمين المشارك بالمجلس عن عائلة الكنائس الإنجيلية.
في بداية الاجتماع، وقف المجتمعون دقيقة صمتًا، وصلّوا لأجل راحة نفوس الضحايا الذين سقطوا من جراء الحرب الدامية في فلسطين، ولاسيّما في قطاع غزّة.
وكان الموضوع الأبرز الذي توقّف عنده المجتمعون الوضع في فلسطين، فندّدوا بجميع أشكال العنف من أىّ جهة أتى، وشجبوا بشدّة الحرب المستعرة هناك التي تدمّر البشر والحجر، وبشكل خاص في قطاع غزّة، مُخلِّفةً الآلاف من الضحايا والجرحى والمصابين، ولاسيّما في صفوف الأطفال والمُسنِّين والنساء.
طالب المجتمعون بالوقف الفوري والنهائي لإطلاق النار، وإنهاء الإبادة الجماعية والتطهير العرقى والجرائم ضد الإنسانية بحقّ الشعب الفلسطيني، وإطلاق سراح جميع الأسرى، والمباشرة في إرسال الإغاثة والمساعدات الضرورية والمُلِحّة إلى الشعب المنكوب الذي يعانى الجوع والتشرّد.
ناشد المجتمعون الكنائس في العالم والمجتمع الدولي وجميع أصحاب الإرادة الحسنة لبذل كلّ الجهود بغية إسكات الأسلحة وإحلال السلام العادل والدائم والشامل، من خلال إنهاء الاحتلال والحصار، الذي أدّى إلى انفجار ما نراه اليوم من حرب وحشية لا تحترم المواثيق الدولية، التي تحمى المستشفيات والمدارس ودُور العبادة والسكّان المدنيين، وإدانة هذه الأفعال غير الإنسانية التي تتعارض مع إيماننا المسيحي، كما أشادوا بجهود المسؤولين في مصر لتعزيز الاستقرار وقيم الحرّية والعدالة وحقوق الإنسان وتثمين دورها في الحيلولة دون تهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته.
كما طالب المجتمِعون الأمين العام للمجلس بتوجيه خطاب مفتوح إلى رؤساء الكنائس والمجالس المسكونية والمنظَّمات الدولية حول موقف كنائس الشرق الأوسط من أحداث فلسطين والشرق الأوسط.
وفى الختام، رفع المجتمعون الشكر إلى الرب الذي رافقهم في اجتماعهم وأعمالهم، متضرّعين إليه، وهو رب السلام، أن يبسط سلامه وأمانه في العالم بأسره، وبشكل خاص في الأراضي المقدسة وفى الشرق الأوسط، فتصمت الأسلحة، وتنتهى الحروب، وتزول المحن والأزمات التي طال أمدها، وينعم الجميع بالاستقرار والطمأنينة.
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟
صدر للكاتب:
كتاب: "التسامح"، الفضيلة الغائبة ٢٠١٠
كتاب: العنف ضد المرأة ٢٠١٧
كتاب: الإصلاح الديني بين الغرب والشرق ٢٠١٨