أعيد نشرها برغم ما لاقيته من انتقادات من البعض لكني حقيقة لا أملك إلا أن أحب كلماتي لأنها ابنتي وقطرات خيالي مهما شطحت وخرجت عن كل المسارات والمسلمات...

بخطوات هادئة، اقتربت من ، وهي تخفي يديها خلف ظهرها.. نظر  إليها آدم ولأول مرة يرى تلك النظرة بعينيها..  رأى عيناها وقد امتزجت فيها جاذبيتها بمكر غريب عليها.

لقد أعتاد أن يرى عينيها الجميلتين وفيهما ذلك البريق الطفولي وهي تنظر له بحب وحنان وتوقير.. أما هذه المرة رأى فيهما نظرة هي مزيج من الجذل والسخرية والظفر.

– أين كنتِ يا حواء؟
ضحكت باستهزاء ضحكة بدت أيضًا غريبة عليها..

– أين كنت؟! إنها المرة الأولى التي تسألني عزيزي عن مكاني أو عن كيفية تمضية الوقت وأنت مشغول عني كعادتك، تاركًا إياي في وحدة وملل.. وكانت أيضًا تلك الكلمات غريبة على أُذني آدم..

– لست مشغولًا عنك يا حواء بل أنا أقوم بواجباتي التي كلفني الله بها. فقد أعطاني سلطان على تلك الخليقة لأعمل فيها وهذا عملي ولست زهدًا في عشرتك ولا تجاهلًا لك.

– وأين أنا من أعمالك واهتماماتك!
ولماذا أنت المنوط بالأعمال الهامة وأنا فقط مجرد تابع لك يدبر شؤونك..
أنت الظاهر في كل شيء وأنا أعمل في الظل!

– الأمر ليس هكذا يا حواء، بل نحن عاملان معًا لنحقق الهدف المنشود من وجودنا سويًا وهو أن نمجد الله في خليقته.. أنت تعتنين بي وتمنحيني حبك وحنانك وهما ما يجعلاني فرحًا وقادرًا على إتمام واجباتي فلولاكِ يا حواء..

قاطعته بصوت مرتفع.. كفى يا آدم..
الرب لم يطلب منك أن تفعل ذلك طيلة الوقت، ألست أنا أيضًا شريكتك ويجب أن تهتم بي حسب وصية الرب لك بكوني نظيرة لك وبكوني من أروع مصنوعاته وعطيته لك. أنت لم تهدني هدية ولكن صديقتي الحية قد فعلت..

واستطردت..
عمومًا هذه المرة أنا من اعتمدت على ذاتي وأتيت لكِ بشيئًا مدهشًا عجزت أنت أن تفعله، لتعلم مدى فطنتي وشجاعتي..

ورأى آدم (الثمرة) بين يدي حواء فأرتاع قائلًا: إن تلك الشجرة على وجه الخصوص مُحرم علينا أن..

قاطعته للمرة الثالثة ولكن هذه المرة وضعت إصبعها على شفتيه في دلال.. ها أنت ذا تريد التقليل من شأني يا آدم وشأن هديتي لك لأبدو بلهاء وعلى غير نفع..

ها أنا أكلت منها ولم تزدني إلا شجاعة وجرأة كما ترى..

هيا يا آدم أثبت لي حبك الذي طالمَا تغنيت به في كلمات رومانسية ساذجة.

– أنا منحتك قلبي يا حواء.

كان آدم لازال نقيًا صادقًا. لازال يعبر عما بداخله ببساطة وبلا رياء.

أما حواء فلقد تغيرت وتبدل قلبها ونظرتها لرجلها، ما عاد الحب يكفيها ولا الصدق يقنعها.

– هيا يا آدم الحبيب اقبل هديتي الشهية، اتبعني هذه المرة واشعرني بأنني جديرة بالقيادة..

– حسنا يا حواء سوف أكل ما بين يديك وأثبت لك حبي لأنه يبدو أنه ما عاد يغنيكِ أن أعبر لك عنه بكلماتي كالسابق..

أنا لم أتسلط عليكِ بل أحبك وأراكِ ابنة قلبي. دعيني أتذوق تلك الثمرة الشهية حبيبتي..

اقتربت منه برقة ودلال وابتسمت ابتسامة ذاب لها قلب آدم وربتت على خده فزال خوفه..

وكان ظلام، وكان للخوف إيقاع آخر..

تُستكمل..

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

غادة سمير
[ + مقالات ]