– مزجٌ أوّل –

أجل، لا أؤمن بإلهٍ يدنوني إنسانية، يباغت اﻹنسان في لحظة خطيئة… لا أؤمن بإله معدوم القلبِ يعاقبُ الأطفال بالمرض وبالإعاقةِ وبالموت من قبل أن يفعلوا شراً أو خيرا… لا أؤمن بإلهٍ لا يشعرُ بالتعاسةِ والحزنِ لرفضه، وإنما الغضب المفتقر لضبط الذات،، إله لم يتذوق طعمَ الألم، أو الهجر، أو فراق الموتى، ولم يختبر النوم جائعاً، ولا السجن ظلماً، ولم يتسول أو يتذلل من أجل فرصةِ عمل… إلهٌ يمتهن السياسة، ينكّلُ بالخصوم، يقود الحرب، وتنقصه بسالة المحاربين فليس لديه أي فرصة لشجاعة الموتِ بشرف…

– مزجٌ ثانٍ –

ولن أؤمن أبدا بإلهٍ تحتكره فرقةٌ من البشر، لا يفهمهُ إلا رجال الدين، يحبُ الألم، يكرهُ الفرح، يعقمُ عقل الإنسان، يَفرضُ عليهِ إن أبتغي الإيمان أن يتنازل عما يجعلُ منه إنسانا… لن أؤمن أبدا بإلهٍ لا يعرفُ البكاء، يشجب الجنس، يصطفي الخصيان، يفضّلُ الطهارةَ على الحب، ولا تختلج مشاعره أمام ألوان زهرة… لن أؤمن أبدا بإلهٍ يُفرض بالرعبِ في القلب، يضع الشريعةَ فوق الضمير، يرفضُ حقَّ الخطأ، لا يرضى إلا بالعلامةِ القصوى، ينقصهُ الغفرانَ لأيّةِ خطيئة، وينتشي برغبةِ الانتقامِ صارخا: سوف تدفعُ الثَّمن!

خوان أرياس: راهب ولاهوتي أسباني… صديقه الأول كان ملحدا… تحدى نفسه في إيجاد قواسم مشتركة بين الإيمان والإلحاد، تتجلى في شكل الإله الذي يرفضه كلاهما… وكان نتيجة هذا مقال مُبهر اسمه “لا أؤمن بهذا الإله“، ثم مقال آخر ليس بقوة الأول اسمه “إلهي مختلف”… بعدها سلسلة من المقالات تم جمعها في كتاب حمل اسم مقاله الأول…

يشار لكتابه كأحد أدبيات “لاهوت التحرير” لكنه واقعيا كان يحوي شيئا مختلفا عن النزعة الثورية، عرف لاحقا باسم: “اللاهوت الليبرالي

هل يمكنك السير على خطى “خوان أرياس” في إبداع قواسم مشتركة بين طرفي النقيض؟
أم أن الأسهل دوما هو إيجاد الفوارق حتى بين يديك الإثنين المنتميين لجسدك الواحد؟

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

باسم الجنوبي
[ + مقالات ]