للأسف لازال يُعبَد تحت كلمات ومفاهيم شكلها روحي!!

لازلنا نَعبُد الإله الغامض ده، اللي متفهموش، ولا تقدر توصله ده، اللي متعرفش هو عايز إيه ده، البعيد ده اللي موجود في المنطقة الرمادية هناك، اللي ما تفهملوش هو بيمرض ولا بيشفي، اللي هو عظيم وقدير وليه سلطان، بس مش فاهمين هو سايب العالم يتدمر بالأمراض والفساد والجنس والحروب، أيوه الإله ده اللي متفهملوش واحنا مجرد فئران تجارب في هذا العالم!!

ذلك المجهول!! غير المفهوم!! الغامض!! الذي يتدخل في حياتنا دون أن يُفهمنا ماذا يفعل!!

ذلك المجهول اللي حسب بختك يا أبو بخيت، حسب مزاجه بقى، صاحي متنرفز فيقوم لاطشنا بالأمراض! وبعد كده نسأل هو الناس بتلحِد ليه؟!

الإله اللي يطلب مِنَّا أشياء نَعملها دون وعي!! ويحاسبنا أخيرا على تقصيرنا فيها!!

لو لازالت بتؤمن بهذا الإله الغامض، واللي مش فاهمينله أوي، ومش عارفين له مَسكه، أصل ربنا كبير ما نقدرش نعرف كل تعاملاته، اللي بيعمل الحاجة وعكسها، متذبذب، مش مستقر نفسيًا، متعرفلوش مَسكه، مانتاش فاهم له هو بيشفى ولا بيمرض، بيموّت ولا بيحيي، معانا ولا علينا ولا تركنا لحال سبيلنا وخلع!

أي كلام ضد الإله المتجسد الواضح هو مرفوض،

متصدقش حد يقولك إحنا مش عارفين كل حاجه عن ربنا،

كل ما يحتاجه الإنسان في علاقته ومعرفته عن الله، موجود ومشروح وواضح في يسوع المسيح،
واللي متشوفوش في المسيح متصدقوش عن الله.

نتيجة هذا التعليم عن هذا الإله الغامض المجهول إننا نشَأنا جيلًا هزيلًا، ضعيفًا، سطحيًا، غير قادر على مواجهة الحياة وذلك بسبب السطحية، والإيمان بالغيبيات، والتأملات، وعدم الوعي الكتابي، اللاهوتى الآبائي السليم!

وتَمَّ إيهامَنَا أنَّ التَّعَمُّق في السطحية هو أقصى ما نستطيع الوصول إليه !! وكأن “الإِله المَجْهُول” (أع١٧ : ٢٣) لازال يُعبَد حتى بعد الإله اللي صار معلوم وقال عنه :

“وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ”

(رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس 3: 16)

لكن وبرغم من إن الإله صار معلوم لا زالت الدعوة إلى السطحية وإحنا أصلنا مش هنفهم كل حاجه وربنا كبير مايتفهمش، ومنعرفلوش مَاسكه!!

للأسف كل ده أدَّى إلى عدم احترام العقل والتفكير بحُجَج واهية وممارسة عادات بدون وَعي لمجرد الخضوع والطاعة فقط، هي دعوة لعبادة الإله المجهول!
لكنني أنا أعرف إلهي ولا أتبع ذلك المجهول، المسيح هو إلهي المعلوم اللي ال القبطية أعلنت أنه من خلال تجسده أنه:

“أظهرت لنا نور الآب، وأعلمتنا بمعرفة الروح القدس الحقيقية”

(القداس الغريغوري)

يا رب يسوع، يا مَن أتيتَ لتُعلِّمنا عن الآب، يا مَن أظهرتَ لنا نور الآب، ووداعة وتواضع الآب، فلم يَعُد مجهولًا لنا، بل رأيناه فيِك، اخترق ظلماتنا بنعمتك.

آمين..  الرب صالح.. ليكُن نور.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

الإله المجهول 1
[ + مقالات ]