إن الإصرار على الفهم و للكتاب المقدس كارثة وجنون مطبق، وليس منظورًا مسيحيًا على وجه الإطلاق.

وحي الكتاب مسيحيًا هو وحيًا إلهاميًا لا وحي إملائي فوقي قسري لاغي لإرادة وشخص كاتب الوحي، كما هو الوحي عند بعض الديانات الأخرى، قلت هذا وهاجمني من هاجمني، وها هو يرتد على عاقبيه بعد رحيل شاب كنيسة قصر الدوبارة “بيتر مجدي” في حادثة دامية وموجعة جدًا، ويلف ويدور ليقدم تفسير وتخاريج للإحباط والاكتئاب الذي أصاب كل من صلى له من أجل القيامة والشفاء دون جدوى.

كفى عند وكفى جمود وكفى تصلب وبالأكثر كفى لف ودوران، مرة أخرى عندما ننظر إلى معجزة إقامة لعازر، فهي معجزة أحادية المصدر، وهذا لا يتناسب مع حجمها، هل هذا المعطى من ضمن معطيات كثيرة قابل للإنكار؟ هل ذُكرت في الأناجيل الأربعة وفاتني هذا؟ حسنًا كيف يتناسب هذا الإغفال مع حجم الحدث؟ هل تقدمون تفسيرًا منطقيًا أم ستواصلون اللف والدوران؟

ماذا نخرج من هذا؟ نفهم إننا بحاجه لتعريف هل الله ساحر أم الله إله راشد عاقل يضع القانون ويسهر على تنفيذه؟

الله كما علمتني قصر الدوبارة ليس المشرع فقط بل هو من له سلطة التنفيذ أيضًا، ليس هو من يضع القانون فقط بل هو من يسهر على حفظه وتنفيذه أيضًا بل هو وحده المسؤول عن ديمومة القانون زمانيًا ومكانيًا أيضًا. منهجية جديدة في فهم وتفسير النص المقدس وإلا بإصراركم على توثينه وتصنيمه ستقضوا على أي احترامٍ بقي في نفوس الشعب له.

التوراتية ليست سردية، لا توجد حمير تتكلم، ولا توجد حيتان تبلع بشر، ولا سفينة حوت كل الخليقة وعلى امتداد الخط لا يوجد جبل للمقطم انتقل أو حتى سينتقل ولا يوجد نور مقدس يظهر لسحرة القدس ولا يوجد ظهور إلهي لعذراء الزيتون. فإن كان الله ليس ساحرًا، فهو بالأولى ليس إلهًا استعراضيًا عبثيًا يغطي باستعراض عظمته على شعوره بالنقص فيقدم “معجزة شو” لانتزاع التصفيق من جَمهور الحضور الكرام.

فنحن من نحتاج أن نعرفه و نتيجة المعرفة نُبهر به، لا هو من في حاجة على وجه الإطلاق لإبهارنا. الله مبهر بطبيعته ولا يحتاج منا لتجميل كي ما نُبهر الآخرين به وبمعتقداتنا عنه.

الحياة الأبدية أن نعرف الإله الحقيقي فنشغف به والجحيم الأبدي أن نجهل به فنتجاهله، ولا يدخل عبقري ليقول إن أنكرت هذه فستنكر تلك، وإن نفيت وجود الأول ستنفي آدم الثاني أي يسوع المسيح.

الكذب يظل كذب يا سادة أيًا كانت عواقبه، والعواقب ليست مبرر لخداع النفس، كونوا أمناء، قبل أن تكونوا مخلصين، إقامة لعازر رواية أحادية المصدر، دفنتم رؤسكم في الرمال أم أخرجتموها؟

فهم جديد و منهج جديد نحن جميعا في أمس الحاجة إليه.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

أزمة التفسير الحرفي للكتاب المقدس 1
[ + مقالات ]