نقلاً بتصرف عن حبيب المسيح العلامة الدكتور جورج حبيب بباوي:
– كلمة قداس هي كلمة سريانية وتعني الصلوات التي يتقدس بها الشعب والتقدمة.
– أسماء القداسات تحمل أسماء قديسي القرن الرابع والخامس مثل باسيليوس- ذهبي الفم- كيرلس الكبير- اغريغوريوس الثيؤلوغوس.. ألخ.
وهو عصر انتشرت فيه البدع والهرطقات. فأقتضي الأمر أن يراجع هؤلاء الآباء الصلوات التي ورثتها الكنيسة الجامعة، وأن يشهدوا لصحتها. فحملت أسماءهم دون أن يكون لهم فضل كتابتها، وإنما فضل التأكد من سلامتها.
– الغاية من القداس الإلهي هي أن تصبح الكنيسة والمسيح جسداً واحداً ليدخل المسيح بالكنيسة إلى ما وراء الحجاب (أي إلى السماء) حيث دخل يسوع (عبرانيين ٩:٦).
– لذلك يبدأ القداس بتأكيد إننا في السماء وفي حضرة الثالوث منذ بداية القداس عندما يفتح الكاهن ستر الهيكل قائلاً: “مجداً وإكراماً، إكراماً ومجداً للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس”.
(دكتور جورج حبيب بباوي)
علاقة المسيح بالكاهن والشعب في القداس الإلهي:
– إن تقسيم الكنيسة إلى إكليروس وعلمانيين هو تقسيم متأخر تاريخياً.
– فالكنيسة الواحدة هي التي ترث الرسل. وليس الإكليروس فقط هم خلفاء الرسل. فكل الشعب هم بذار للكهنوت والرهبنة. وهذه البذار قد ينمو بعضها يوماً ويثمر كهنة ورهباناً.
– السلطان الكهنوتي تعبير غير معروف في الخولاجيات (كتاب صلاة القداس) الشرقية ولا وجود له في كتب اللاهوت الأرثوذكسية قبل القرن الرابع عشر.
– يوجد فارق ضخم بين عبارة السلطان الكهنوتي وبين إن النعمة الإلهية هي قاعدة عمل الكهنوت وليس السلطان الكهنوتي.
– فالمسيح هو رئيس كهنة الكنيسة الذين يعمل عمله من خلالهم كخدام للأسرار الكنسية التي يقوم بها هو بنفسه. وربما مَثلهم مَثل الخدام الذين قال لهم إن يملأوا الأجران ماءاً في عرس قانا الجليل بينما السادة حضور في العرس مع التلاميذ والسيدة العذراء.
– لذلك فإن “السلطان” هو لنعمة الرب التي تعمل وليس الإكليروس باستقلال عن الرب، وإنما الرب هو الذي يعمل بنفسه والكهنة خدام أسراره المقدسة.
– فعندما قال الرب لبطرس “أعطيك مفاتيح الملكوت” (متى١٦)، فإن هذه المفاتيح كما شرحها الآباء ليست سلطة تُعطَى لتمكِّن البشر مِن أن يفتحوا الملكوت بالشكل الذي يروق لهم، وإنما هي مفاتيح الملكوت حيث الله هو الملِك، لا ينقل سلطانه إلى آخر في كنيسته الواحدة، ولا فصل فيها بين رأسها المسيح وأعضائها من الشعب والإكليروس.
– فالكاهن في حضرة المسيح هو بلا سلطان خاص به، وإنما هو خادم أسرار المسيح.
– والكل قد اجتمع في الكنيسة لكي يضع الخبز والخمر “على هذه المائدة الكهنوتية التي لك (أيها الرب)”. أنها مائدة المسيح، وليست مائدة أي شخص آخر. والكهنوت هو كهنوت المسيح.
– و يعبِّر القداس الكيرلسي عن هذه الحقيقة في أوشية/ صلاة الكهنوت:
“أذكر يا رب هذا الكهنوت المقدَّس الذي لك”.
(القداس الكيرلسي)
– فلا يوجد في العهد الجديد كهنة كما في العهد القديم. ولا يوجد وسطاء بين الله والناس. وأنما يوجد لدينا كاهن واحد يسوع المسيح يعمل عمله بشخصه الإلهي من خلال الذين عيَّنهم في ”وظيفة“ خدام لأسراره المقدسة. لذلك يطلب الكاهن من المسيح قائلاً “يا الذي بارك في هذا الزمان الآن أيضا بارك.. أقسم.. أعطنا وكل شعبك”.
– الكاهن يقف مثله مثل الشعب تماماً في حضرة الله في القداس الإلهي. لذلك نجد أن الكاهن الخديم يصف أن العلمانيين هم آباء أيضا مثل الأكليروس:
“آباؤنا رؤساء الأساقفة- أباؤنا الأساقفة- آباؤنا القمامصة- آباؤنا القسوس- أخواتنا الشمامسة- أباؤنا الرهبان- أباؤنا العلمانيين”
(أوشية الراقدين)
-أن روح الأبوة التي هي عطية الآب السماوي ليست قاصرة على الكهنة وإنما توهب للعلمانيين لأنهم بكل حق هم الذين يميزون الذين يصلحون ولهم روح الأبوة فيختارونهم لوظيفة الأكليروس.
– إن تعبير “أباؤنا العلمانيين“ هو تعبير يعلن الخلافة الرسولية في شكلها العام، وهو أصيل جعل من العلمانيين أصل كل شيء عندنا. أن العلمانيين هم رَحِم الكنيسة الذي يلد للمسيح الرعاة والرعية.
– القداس الإلهي يتم بوجود إكليروس يطلب من الرب من أجل الشعب، ويشترط وجود شعب يطلب بالمثل إلى الرب من أجل الإكليروس: “وصلواتنا نحن (الشعب) أيضا عنهم (الرؤساء من الإكليروس) اقبلها على مذبحك ”.
(يُتبَع)
والسُبح لله.
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟