سنتناول في هذا المقال الأساس المستخدم ل وطريقة تحديد التاريخ المناظر لموعد ذبح خروف  (وهو 14 نيسان في السنة العبرية)، على ، بالطريقة الأبقطية الشريفة، وتطبيق ذلك على أحد الأعوام التي جاء بها  متأخرا عن ميعاده الطبيعي المقرر، طبقا لما استقر عليه في ، بأكثر من شهر كامل.

كما اسلفنا في المقال السابق نقسم التقويمين إلى دورات متكررة متساوية الطول، وفي حالتنا نستعمل دورة ميتون وطولها تسعة عشر عاما، كل عام من هذه الأعوام التسعة عشر في مختلف في المعالجة عن باقي الأعوام، لأنه بينما يحتاج العام الأول في الدورة إلى احدي عشر يوما (الفرق في الطول بين السنة الشمسية والسنة القمرية) ليتساوى في الطول مع العام الشمسي، يحتاج العام الثاني إلى ضعف هذا الرقم، (اثنين وعشرين يوما منذ بدء الدورة) وهكذا،

وحين يتخطى عدد أيام التصحيح ثلاثين يوما، فهذا يعني بالتأكيد أن السنة العبرية المناظرة قد زيدت شهرا (سنة كبيسة)، وإذا تخطى العدد ستين يوما، فلابد أن هذه السنة العبرية قد زيدت شهرا هي أيضا،
فالخطوة الأولى هي تحديد ترتيب السنة محل الدراسة في الدورة الميتونية، ومنطقي أن تتراوح بين السنة الأولى وحتى السنة التاسعة عشرة.

بناء على ترتيب السنة المعنية بالدراسة، نستطيع حساب عدد الأيام التي يلزم إضافتها منذ بدء الدورة، لتصحيح السنوات التي مرت في الدورة العبرية، لتماثل الدورة الشمسية حتى هذه النقطة في الدورة، ونحصل عليها باحتساب أحد عشر يوما لكل سنة من بداية الدورة بما فيها السنة المعنية،

إذا كان ترتيب السنة يزيد عن السنة الثانية، فلابد أن هناك شهورا أضيفت، منا أن نخصمها من العدد الذي حصلنا عليه، المتبقي هو ما نسميه: “أبقطي القمر”،

ولأننا نخصم مضاعفات الرقم “ثلاثين”، فالمنطقي أن يتراوح “أبقطي القمر” بين الرقمين واحد، وتسعة وعشرون، إلا أن الأخير نجبره الى الرقم ثلاثين. ثم نخصم “أبقطي القمر” من الرقم “أربعين” فنحصل على تاريخ يوم ذبح الخروف في التقويم القبطي.

وحيث أن ميعاد الاعتدال الربيعي وقت صياغة حساب الأبقطي هو 25 برمهات، فإذا أتي التاريخ بين 25، 30 يكون الاحتفال به في شهر برمهات، عدا هذا يتم الاحتفال به في شهر برمودا، وسنعود للتحدث عن هذه النقطة لاحقا.

 تطبيق: حساب “عيد القيامة” لعام 2021

لحساب ترتيب السنة بالنسبة للدورة الميتونية، نقسم السنة على 19، ونستبعد عدد الدورات الصحيحة،
عام 2021 يعطينا 106 دورة ميتونية صحيحة، وترتيب السنة هو السابع في جدول الدورة التالية.
ما يهمنا هنا هو: 7

يضرب ترتيب السنة (7) في فارق عدد الأيام بين السنة الشمسية و القمرية (11 يوما):
7×11=77
ثم يطرح من هذا الناتج الشهور الصحيحة (2) مضروبة في مضاعفات الرقم 30:
2×30=60
محصلة طرح الخطوتين السابقتين هو:
(7×11) – (2×30)
77 – 60 = 17
إذن، أبقطي القمر: 17

لتحديد يوم ذبح الخروف: يطرح أبقطي القمر من الرقم 40 كما اسلفنا. في سنتنا هذه ناتج الطرح يعطينا أن يوم ذبح الخروف هو السبت 23 برمودة (الموافق أول مايو)، ويكون عيد القيامة هو الأحد التالي له 24 برمودة.

جرجس: دلوقت يا دكتور الحسابات دي بتقول إن ذبح الخروف هو أول مايو، بس فعليا اليهود ح يحتفلوا بيه في 27 مارس، طب إزاي؟!!

العلامة: مالناش فيه يا حبيبي، يحتفلوا زي ما هم عايزين، إحنا ح نعمل عقلنا بعقلهم، هم حرين يا حبيبي.

جرجس: أيوة، هم حرين، بس إحنا مش حرين، إحنا مفروض نحتفل بالقيامة في أسبوع ذبح الخروف حسب مجمع نيقية.

العلامة: لا لا لا يا جرجس، نيقية قال “الحد بعد اكتمال القمر في الاعتدال الربيعي”، مجابش سيرة اليهود.

جرجس: أيوة يا دكتور، مجابش سيرة اليهود لاعتبارات تانية، لكن المناقشات كلها كانت عن 14 نيسان و ذبح الخروف عند اليهود، هو مش الأبقطي دا معمول عشان نحسب ميعاد ذبح الخروف؟ لو الحساب غلط ما نشوف طريقة تانية يا عمي!!

العلامة: طريقة تانية!!! انت مجنون يا جرجس!!! إحنا كنيسة آبائية يا حبيبي، زي ما استلمناها ح نسلمها.

جرجس: طيب حتي حسب كلام نيقية، الاعتدال الربيعي حصل في 21 مارس و القمر اكتمل في 27 مارس، إيه اللي يودينا لشهر مايو؟

العلامة: تؤ تؤ تؤ، الاعتدال الربيعي بتاع 21 مارس دا بتاع الهراطيق، وبتاع ولاد العالم، إنما الاعتدال الربيعي بتاعنا إحنا ولاد ربنا بيحصل في 25 برمهات، ٣ ابريل يعني.

جرجس : عدم المؤاخذة يعني، حد يعرف إنكم بعافية شوية؟ إحنا ح نخالف الطبيعة كمان؟

(حوار مفترض بين جرجس، وأستاذ علم الأبقطي بعموم الإكليريكيات القبطية)

يحتاج صديقي جرجس إلى قليل من التفكير ليعلم أن الخطأ هو الاستمرار في اعتبار يوم الاعتدال الربيعي هو يوم 25 برمهات، بينما فعليا هو يحدث قبل هذا التاريخ بخمسة عشر يوما كاملا.

ولكن، دعنا نعتبر أنه يحدث أبكر بثلاثة أيام فقط [*] ونقول أنه إذا جاء التاريخ من 22 وحتى 30 يكون الاحتفال في شهر برمهات، ونطبق هذا على السنة الواردة بعاليه.
سيكون موعد ذبح الخروف هو الثلاثاء 23 برمهات الموافق أول أبريل، ويكون العيد هو الأحد الموافق 4 أبريل.

وهنا ستكتشف اكتشافا مذهلا، أن هذا التاريخ يتوافق مع نيقية توافقا مذهلا، حيث أن اليهودي هو 27 مارس! والأغرب والأعجب أن الأحد الموافق 4 أبريل هو الميعاد الذي احتفل به الغربيون وسبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله!

وربما يحتاج الأمر إلى مقال ثالث لاحقا، لبيان اثر هذا التعديل على تاريخ الأعياد في عشرة أعوام.

[*] اقتراح قدمه القمص عبد المسيح المسعودي في كتابه: “التحفة البرموسية” منذ ما يقرب من مائة عام، ولا حياة لمن تنادي.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

رجائي شنودة
[ + مقالات ]