‏ما بقي من هذا العالم، لا أراه
أجول بذاكرة، بمخيلةٍ أُرجوانية
أعلق بصري في كونٍ صامت
لا تُعرفُ أرضهُ من سماه!

شعور لا يخفى
تحت وطأة الحياة القاسية
ساعات وأيام تمر تباعاً
في طريق التحول
تجر قوانين خلفها
قد لا أجد مكانا مناسب لها

‏هكذا
أختلف مع الغيب في رسم الغد
وأختلف مع اللحظة التي أنا فيها ومع القادمة
فالخيارات شجون الوجع
وما تبقى رهاناتٌ على
أمس ذُل
ويوم يُهان
وغدٍ سيُقتل
غِدْنا أرجوحة في يد الريح
تقودنا
تتركنا
وتترك الأنفاس مشتتة
حتى تتوحد في النفس الأخير.

أنا الدفُّ الذي يتباهى القدر بصفعه والكلُّ حولي غير عابئ، لا مبالي
أنا الغِرْبال الذي تمرّ مِن جروحه الأفراح
وتتراقصُ على وجهه الحصى والأحجار
أنا التي تلد قصائد أدمنت تقبيل الصمت
كلما اعتصمت الحبال الصوتية لأرشي السكوت بالمكتوب.
‏أنا التي تحتاط من عينيكَ لا قطاعِ الطرق و المجرمين.
‏أنا التي تهاب أمواجك، لا السُّفن.
أنا التي تُبصر رحيلك قبل مجيئك وذهابك قبل وصولك
أنا التي ‏تعبثُ بعقلها مثل فكرةٌ معقدة
تعبثُ بقلبها مثل شوق لا يهدأ
أنا كل هذا حين التفت حولي ولا أجدك…

‏قلبك
الذي أتسع العالم،
بقيت خارجه
وحدك
بقيت والغربان
في خرابك
تنعق

‏قلقةٌ
كسحابةٍ
يحملها الهواء
تنتظرُ شغف الهطول
تعبة
كسفينةٍ
صارعت لُجج وأمواج
راودها الوصول
في داخلي
أفرع شجر اللغاتِ،
وشعلةُ المعنى،
وخارطةُ البحور
وبكل كلمة
فيضٌ من دهشتي…
وبكل نص نبي
برسالته يجول

‏رحل
وترك لي
ميراثا وافرا
بالأنين
وظننت أنني صامدة
في وجهه كنخله رعناء
وفقدت نفسي في
غياهب نفسي
بحثت عنها
فألفيتها في ذيل نفسي
واهنه ضعيفه كهندباء
تئن و
تحمل في يدها
المبتورة لليأس
لواء

كُنتُ
ربيعاً لا يذبل
ومحضُ طفلاً لا يكبر
والآن
عَتماً مثقوبا
أنزفُ صقيعاً لا يرحل

‏وحين تلهث خيول الوجع على مساحة الصدر
تستبيح النبض
تأخذنا لذلك الصليب
وتتركنا معلقين إلى الأبد.

‏ارتكبا الإثم سويا…
– لم يمسك إلا بطرف ظله الغائر بالعتمة
– لم تمد له خيطا من نور يهديه إليها
كلاهما غرق بالخطية، وأَبى التوبة… والغفران

ولم نجد طريق النورِ بعد
فكُلما بحثنا،
ضاقت بنا الجُدران وِسعاً
ووقفتُ الظنونُ لنا نِداً

‏كان الجدار المتكأ
وكان الجدار مبكاي
وشعرت لو له أذرعا
ما احتضن إلا سواي

كلما اتضحت الصور لمرأنا
رأينا لها بعداً آخر لا يؤدي إليها
قبح الصور وخداع البصر

‏كسطرٍ تائه من قوافي القصيدة…
كغُربة نوتةٍ غارقة على شواطئ الأُمنيات

‏ينحتني الأمل بأنامل من يقظة
ويغفو على شفتي كعصفور نسي الطيران…

‏أحاولُ طمرَ ماضٍ
يناضلُ ليحيا
أينَ سيعيش يا تُرى
وكيف سيبقى؟!
حتماً بذاكرةِ طفلةٍ
يُقال أنها نضِجت
بعد صفعةٍ تلو الأخرى
إنني معتادةٌ على كذبةٍ
تقطنُ على رأسِ لساني
وهي أنني سأنسى

‏تنهار الغرفة
حين تدرك الأركان أنها تتعانق من بعيد
لكنها لن تلتقي…

ما ‏الأحلام سوى كوابيس.
تخلص منها
ألقى بها على الأرض
وستشعر براحة عظيمة
لِئَلّا أحد يلحق بك…

لا شيء يُغادر، رغم مرور زمننا
هي أشياء ترافقنا… ولا ترفق بنا

صوتٌ معدومّ…
صُلبَ على أغشية جدار المَّدى بحرف ولحن،
يمزقه الصدى

وكُتلة من وجع وأنين
أبْكَت ثقوب النايات.

‏علام يقف المشهد الأخير..
في مكان مظلم..؟
الوطن الذي ركضنا إليه…
يركض هو الآخر..
مبتعداً عنا..!
وقفنا طويﻻ…
في النهاية نصحونا..
أن نكتب الشعر…
لنتقي مطارق الحنين..

‏في أحيانٍ كثيرة
علينا تقبل الأشياء الغريبة
والأمرّ… علينا أن ننسى نعتها بالغرابة!

‏وإن مررت بقربي
تمهل
وسر على رؤوس أصابعك
حتى لا توقظ
وحدتي من سباتها
فتلتهمني.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

ريهام زاهر
rizaher7@gmail.com  [ + مقالات ]