– منذ أن كنت طالباً في ثانوي و فكرة ” الإستعمار الجديد “ للبلدان النامية تتبلور في مخيلتي سبيلاً لنهضة العالم الثالث بعد أن فشل ” الوطنيون الجدد “ في إدارة وتنمية أوطانهم بعد “طرد المستعمر” منها .
– و علي ما أفتكر كان زمن مجلس الأمة و د. حمدي السيد نقيب الأطباء وقتها. و طُرح عرض من اليابان لشق طريق من الأسكندرية لأسوان مع حق إنتفاع لسنوات معينة علي مجلس الأمة . و أتذكر الكّم الهائل من هلفطة ” الوطنيون الجدد “ ، و أن مصر لن تعيد ”مأساة “ قناة السويس . تهريج طبعاً . فشق قناة السويس كان مشروعاً ناجحاً عاد علي مصر بالخير وليس كما يدَّعون أنه سبباً في الإحتلال الإنجليزي لمصر. ورفض ” الوطنيون الجدد “ العرض . فقد كانوا ساعتها لهم نفس وضع ” الإسلاميون الجدد“ الآن .. يسدون عين الشمس ( وهم فعلاً الآن محتلين منطقة عين شمس في القاهرة الكبري “ و السبب الرئيسي ( رغم أنه سبب غير مباشر ) في تأخر مصر في العصر الحديث ، و لكن هذا موضوع لوحده .
– من وقتها والفكرة تزداد وجاهة في نظري . فالدول العظمي لم تعد راغبة في الإستعمار بصورته القديمة بَعد ، بل الفوز بفرص الإستثمار في البلاد التي استعمرتها قبلاً . و لكن من غباء تلك الدول – ونحن منها – أنها نشجع الإستثمار وليس الإستعمار الإقتصادي !
فالمستثمر الأجنبي يريد ربحاً مضموناً وسريع بدون مخاطر ضياع رأس ماله . لذلك فهو لا يخاطر في إستثمار ثقيل وطويل يختص بالبنية التحتية للبلاد . فنجده مثلاً يتهافت علي التنقيب عن الثروات الطبيعية و أخذ ربح سريع في مدي قصير ويرحل ، أكثر جداً من الإستثمار في بناء مدن كاملة جديدة مثلاً أو تعمير الصحاري أو شق الطرق …
و النتيجة أن أجيالاً بعد أجيالٍ من المواطنين يعيشون ويموتون محرومين من العيش الآدمي ولا زالت دولهم تعمل لإنجاز ما كان سيتحقق في جيلٍ واحد علي أيدي ” الإستعمار الجديد “ ؛ هذا إذا حدث و لم ينهب ” الوطنيون الجدد “ و ” الإسلاميون الجدد“ المشاريع في مهدها ، و الأجيال لازالت صابرة علي كأس مُر أوطانها في العالم الثالث .
إن فكرة ” الإستعمار الجديد “ تُحاكي ما حدث لهونج كونج . هل كانت الصين قبل مائة عام تَقدر أن تقيم هونج كونج وقتها ؟. طبعا لا . إن إستفادة الصين من هونج كونج علي مدي مائة عام لا تُقدَّر بثمن . هونج كونج إستحضرت حضارة وتقدم العالم الأول إلي أبواب الصين دون عناء من الصين وإضافةً لهذا سمحت بإقامة مدينة هونج كونج العظيمة و البنية التحتية لها من الألف للياء دون خوف علي ضياع رأس المال أو دون تحقيق المكسب المُجزي.
فإذا بلع ” الوطنيون الجدد “ و ” الإسلاميون الجدد“ ريقهم و تَفَكر المصريون فيما أقول وعلي نطاق أصغر طبعا من هونج كونج و زمن أقصر ، والإستعانة بعدة دول عظمي فماذا ستصبح مصر مثلاً خلال ٣٠ عاماً من الآن .
تخيل معي لو قامت اليابان بتأجير محافظة الوادي الجديد إدارياً ، و كذلك الصين تؤجر محافظة من محافظات البحر الأحمر . و محافظة أخري لألمانيا . و هكذا … لمدة ٣٠ سنة مثلاً ، فكيف ستكون مصر في خلال هذه الفترة من السنة الأولي و ليس فقط في إنتظار إنتهاء هذه الفترة . فهونج كونج كانت جنة من يومها وليس بعد مائة سنة .
و لمنع المخاوف السياسية و السيادية نقوم بهذه المبادرة العالمية بإشراف من الأمم المتحدة . إيه رأيكم يا مصريين .
و علي ” الوطنيون الجدد “ و ” الإسلاميون الجدد“ أن يمتنعون .
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟