لماذا  أكتب هذا المقال؟ ولماذا اخترت هذا الفيديو بالرغم من مرور عدة سنوات عليه؟ حتى نرصد معا تطور الفكر المتشدد ضد عقيدة "" كمثال لأمور أخرى كثيرة.


الفكر بدأ بالإنكار والهجوم والاتهام المباشر بالكفر والشرك، ثم تحول موقفهم حينما بدأوا بالظهور بمظهر غير المتعلمين وبدأوا خلال السنوات الأخيرة  عن طريق أسقف كبير وكاهن نجم للشباك شهير وغيرهم أيضاً انهم يحوروا ويقولوا: (أوبسس) آه التأله موجود لكن نحن نخاف أن يُعثر  الناس، آه الاتحاد بالمسيح فعلا موجود لكن ليس بهذه الطريقة.. وهكذا!!

يقول نيافته في الفيديو: “.. أصل الحكاية إن الناس دول (س و ص) وقوعوا في خطية البر الذاتي والكبرياء وحب الذات وعدوا أنفسهم فوق مستوى المحاسبة وفوق مستوى الخطأ لأنهم في نظر أنفسهم تعدوا حدود البشر.. وبقوا أنصاف آلهة!!”.

(يا مثبت العقل في النافوخ.. حد فيهم قال كده؟!)، وبالطبع يهاجم الأب دون تسميته، لأنه غير معقول أن تمر مناسبة مثل هذه دون أن يتم سب  الرجل و(تقطع فروته) حي وميت!

للأسف أتبع نفس الأسلوب الذي كان يتبعه غيره من رموز الحرس القديم في شرح الأمور العميقة جدا والمسائل المستعصية وتبسيط اللاهوت لعموم الشعب البسيط الطيب الجميل المهاود الذي يقول آمين دون أن يقرأ أو يراجع أي شخص، تحوير الكلام وصنع اتهام مزيف ثم يبني العظة بكاملها على هذا الاتهام فيسمي التهمة بدعة “تأليه الإنسان” وليس الـ”تأله”.

الأغرب لما نيافته حب يفسر النص الوارد في التسبحة القبطية “أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له، نسبحه ونمجده ونزيده علوا”، قال بكل غرابة:

“.. بصوا يا ولادي محدش يضلكم.. معنى أنه (أخذ الذي لنا) أنه أخذ جسد طبيعتنا وإنسانيتنا… أما تفسير (أعطانا الذي له) مالهاش سوي تفسير ومعنى واحد بس: أعطانا سلطان في الكهنوت!!!”.

(بس كده؟!! .. أومال حضرتك فاكر إيه يعني.. أنا أقتنعت… آمنت بالله!) حتى نص التسبحة فسره بعقلية ال وفصله على مقاس الإكليروس ودمتم!! واتضح أنه هو وحده لا شريك له الذي يأخذ مما للمسيح، طب بقية شعب المسيح؟ بالنسبة له هم غير مهمين مجرد “شوية عبيد”.

ويقول في رده على “الهرطيق متى وشريكه الزنديق بباوي”:

“يا أخي الحبيب بلاش تكبر وتعالي، عاوز أنت والمسيح تبقوا واحد “اتقي الله يا شيخ!! وطالما بقوا آلهه، يبقي مالهاش لزوم التوبة، ونلغي سر الاعتراف برضه، ما خلاص دول آلهه مين هيحاسبهم!!”.

(وإذا كان اللي فات ده أدهشك.. فاللي جاي هيبسطك على الآخر).

فيكمل نيافته:

“… وكمان الأقوال المأخوذة عن الآباء ( وكيرلس وساويرس.. الخ) ربما تكون محرفة، حتى يا أولادي لو طلعت مش محرفة.. يعني هو الآباء (أثناسيوس وكيرلس) غير معصومين من الخطأ “.

طبعاً في وجهة نظره أثناسيوس و وغيرهم من مؤسسي اللاهوت الإسكندري ممكن يخطئوا، لكن أي بطريرك أو مَطْرَان معاصرين أو راحلين لا يمكن يكونوا أخطأوا ولم ينسب حضرته ولا غيره إليهم خطأ تعليمي أو لاهوتي أو رعوي أو إداري أو شخصي واحد لكن أثناسيوس وكيرلس عادي!

(بالمناسبة: أنا أؤمن أن البشر كلهم أنبياء ورسل وقديسين وبطاركة وشهداء.. حتى خدام غير معصومين من الخطأ (ضحكات ساخرة)

وأكد نيافته على “أننا نأخذ ونتناول الناسوت فقط ولا نتناول اللاهوت”

وأنا هنا أتساءل: أليست بدعة التي فصلت ما بين اللاهوت والناسوت؟ أم يهيأ لي؟ في النهاية أخذ يقارن بين ما الأب متى المسكين ودكتور وبين سقوط وسقوط و وخطية هيرودس وعقابه بالموت؟!

فيقول: “يا ولادي الكنيسة انتفضت لما سمعت الكلام الغريب ده، وقالت ده مش تعليم إنساني، ده تعليم شيطاني، عارفين آخرة الناس دي إيه.. أقولكم أنا بقى، عارفين الشيطان لماذا سقط؟ سقط بسبب كبريائه وبره الذاتي وتعاليه وحواء سقطت بسبب إيه؟! وهيرودس ضربه الملاك ليه يا ولاد؟ علشان عاوز يتمجد ويبقي زي ربنا سبحانه وتعالى عاوز يبقي زيه زي المسيح والعياذ بالله، بيقولوا: “إننا نصير مسيحاً” عاوزين يبقوا زي السيد المسيح.. شفتوش كفر وإلحاد أكتر من كده!!”.

وأنا أيضا لم أر أغرب من هذا الكلام، لكل تفسير رأيت منتهى أما هذه التفسيرات!! لن أقول ماذا يعني أن يكون كل إنسان مسيحي لازم يكون “مسيح” بمعنى الكلمة وأن الاتحاد به هي غاية الرب منذ البَدْء.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

تامر فرج
[ + مقالات ]