""، قصة مشهورة في الأدب العالمي تتناول خبرة "فاوست"، الذي قرر أن يبيع روحه للشيطان، شرط أن يسهِّل له  الوصول إلى قمة السعادة. وقد تناول المسلسل المصري "ونّوس" هذه الرواية، وكان "" هو من يمثِّل الشيطان في مسلسل بنفس الاسم.

أما فاوست المصري فهو رب عائلة مكوَّنة من ثلاثة أبناء وبنت وتعيش معهم ابنة خالتهم. باع ذلك الأب نفسه لونوس (الشيطان) واستعرض المسلسل أدوار الشيطان مع الأسرة بكاملها.

وقد وُفِّق كاتب المسلسل حين عرض مواقف متباينة ومختلفة بين من يسلِّم نفسه دون قيد أو شرط لونوس، وبين متردِّد يريد أن يخطو خطوة ثم يتراجع، وبين رافض له وكاشف لنواياه.

يتنقَّل المسلسل بين مشاعر وأفكار شتى وصراعات بين الاستسلام والمقاومة وبين رغبة الأب في حماية الأسرة من “ونوس” والعجز عن فعل شيء، إلا أن ونوس خسر في النهاية وعندما انتهى بالفشل أظهر حقده على البشر ولام الله لأنه يغفر للبشر ولا يغفر له مع أنه -أي ونوس- خُلَق قبلهم.

تراوح تفاعل المشاهدين مع أحداث المسلسل فالبعض (شاهد) رواية تحكي قصة عائلة استطاع الشيطان أن يضحك عليها وخلصت القصة، البعض أخذ خطوة أكثر فرأى محاولات “ونوس” للإيقاع بأفراد العائلة في حبائله وضعفهم أمامه، لكن من المشاهدين من استطاع أن يتفاعل مع ما قصد العمل من إيصاله للمشاهدين من شد وجذب يعتمل داخل النفس البشرية وصراع حاد بين المقاومة والاستسلام وبين الإغراء والإغواء والاحتواء مما يظهر في مواقف أبطال المسلسل من تفاوت وتباين.

ترى لو استطاع الفريق الأول من المشاهدين أن يتابع هذا العمل من جديد وبنظرة أعمق جعلته يستوعب ما يدور أمامه بشكل مختلف فمن سيكون قد تغيَّر؟ موضوع المسلسل أم المشاهد؟!

فهل يقرأ الناس الكتاب المقدس على نمط متابعة المشاهدين لمسلسل ونوس؟

وماذا لو أن المتابع متابعةً سطحيةً بدأ يدرك أبعادًا لم يكن قد أدركها في مشاهدته للمسلسل في المرة الأولى؟

ومن سيكون قد حدث له تغيير؟ وما دلالة هذا التغيير؟

هل هو عمق معاني الكتاب المقدس، بل في الواقع مصداقيته التي تكفي عمق المعاني لإثباتها؟

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

فنيس بولس
[ + مقالات ]