قبل نحو أربعة عشر عاماً أطلقت صرخات تحذير وتنبيه حملتها صفحات كتابي "العلمانيون والكنيسة ـ صراعات وتحالفات"، وحملت أول نسخة منه وسلمتها لسكرتارية قداسة البابا شنودة الثالث (يناير 2009)، على أمل أن تضع سطوره وأطروحاته نقطة في أخر سطر مرتبك ومحتشد بالأزمات، وهو ما لم يحدث. فور إعلان وصول البابا تواضروس الثاني إلى الكرسي البابوي ذهبت إليه مهنئاً في مقره بدير الأنبا بيشوي قبل تجليسه، ومعي نسخة من الكتاب.
ورغم إصداري لكتابين لاحقين طرحا ما استجد من إشكاليات كنسية وقبطية يبقى هذا الكتاب الأكثر تناولاً لجذور أزماتنا ورؤى تفكيكها، بالرغم مما أثاره من زوابع كادت تقتلعني مشيعاً بوابل من اتهامات الهرطقة(!!) والعمالة التي لم تتوقف حتى اللحظة، لكن واقعنا ينتصر لأطروحاتي، وما زالت سطوري تصرخ… ومازال قلبي ينزف، ومازال صراع الديوك قائماً ومازال العشب يتحطم تحت أقدام الفيلة.
وقد حمل الغلاف في ظهر الكتاب هذه السطور:
هذا الكتاب
ـ يقرأ الدور الشعبي في إدارة الكنيسة.. ويدعو إلى حتمية العمل الرسمي داخلها لوضع تقنين كنسي موثق ومكتوب يضبط حركتها بشكل معاصر على أرضية التقليد الآبائي، خاصة في المحاكمات الكنسية والمجلس الملي وانتخاب البابا.
ـ يتعرض بعمق لفترة من أخصب الفترات الكنسية وأكثرها ثراءً في الحراك الشعبي الذي قاوم محاولة اختطاف الكنيسة والقضاء على توجهها الشعبي، من خلال أوراق “جماعة مدارس الأحد”، (1947ـ1954) تقارن ماذا قالوا حينها وماذا نفذوا عندما دانت لهم مقاليد قيادة الكنيسة. و”جماعة الأمة القبطية”، (1952ـ1954) التي لم تقف توجهاتها عند إصلاح الكنيسة وحسب بل سعت إلى إحياء “الأمة القبطية”، لغة وحياة وتاريخ، وهو ما عجل بمحاصرة تلك الجماعة والقضاء عليها.
ـ يطرح السؤال المتواتر ماذا بعد غياب البابا شنودة؟ هل تملك الكنيسة آليات أو رؤى محددة للإجابة؟ وهل يملك البابا القادم أدوات وخلفيات البابا شنودة؟
ـ ويتلامس مع الطرح العلماني عبر مؤتمرات التيار العلماني (2006ـ2008).
ـ ويشتبك مع إشكالية “أقباط المهجر”، المسمى والحراك، في محاولة لقراءة الجذور والدور، الكنسي والوطني، خاصة وقد ذهب البعض إلى تحميلهم مسئولية الاحتقان الطائفي واتهامهم بالاستقواء بالخارج، فيما يراهم آخرون أنهم الصوت الصارخ في الخارج لرفع الظلم الواقع على أقباط الداخل، في إطار تداعيات العولمة وعلى خلفية المد الحادث لمنظمات حقوق الإنسان وصعود نسق المواطنة، وتغيرات موازين القوى، في تواز مع المد الطائفي الإجرامي.
ـ وينتهي بالاقتراب من منظومة الرهبنة كواحدة من الآليات المؤثرة والحاكمة كنسياً، وباعتبارها منظومة شعبية تولدت بمبادرة عَلمانية، ووجدت فيها الكنيسة قيمة مضافة، يقرأ الضوابط ويقترب من الحاضر وانكساراته، ويطرح رؤى إنقاذها وتفعيل رسالتها.
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟
صدر للكاتب:
كتاب: العلمانيون والكنيسة: صراعات وتحالفات ٢٠٠٩
كتاب: قراءة في واقعنا الكنسي ٢٠١٥
كتاب: الكنيسة.. صراع أم مخاض ميلاد ٢٠١٨