حديث الرب في إنجيل يوحنا إصحاح 5 قد يوضح لماذا رفضت الإدارة الكنسية خلال ما يقرب من نصف قرن مضي كلام وشخص أبونا  وكل مَن شابهه في  مثل أنبا إبيفانيوس؟

وَلكِنِّي قَدْ عَرَفْتُكُمْ أَنْ لَيْسَتْ لَكُمْ مَحَبَّةُ اللهِ فِي أَنْفُسِكُمْ. أَنَا قَدْ أَتَيْتُ بِاسْمِ أَبِي وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَنِي. إِنْ أَتَى آخَرُ بِاسْمِ نَفْسِهِ فَذلِكَ تَقْبَلُونَهُ. كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تُؤْمِنُوا وَأَنْتُمْ تَقْبَلُونَ مَجْدًا بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَالْمَجْدُ الَّذِي مِنَ الإِلهِ الْوَاحِدِ لَسْتُمْ تَطْلُبُونَهُ؟

(يوحنا 5: 42- 43)

لقد انتشرت في الكنيسة القبطية منذ تلك الحِقْبَة ظاهرة لم يعتادها منهج الروحانية الأرثوذكسية وهي التعظيم المبالَغ للكهنة ورؤسائهم من نواحٍ كثيرة مثل زينة الملابس والزركشة المباَلغ فيها، ومظاهر الحفاوة التي قد لا نراها لحكام المحافظات. بل وصار مألوفاً أن نرى الأساقفة يتبارون في تبادل كلام الكرامة المستفزِّ دون تأفف، ولا يمتعضون أو يعترضون على أي واحد منهم يعلو بسقف كرامته الشخصية والتعليم برأيه الخاص، مادام يصُّب في كرامة وعظمة سلطانهم  كمجموعة وكزمرة على رأس الشعب القبطي.

ولكن إذا جاء إنسان كانت أجندته وهدفه هو شخص المسيح وتعليمه بوصفه رئيس الكهنة الأعظم، فإنهم يقاومونه خَشْيَة أن يفقدون سلطتهم لأن الناس ستذهب حيث المسيح،  بالتالي وراء هذا الإنسان.

هذا الوصف رأيناه وسجلته الأناجيل عن مجمع كنيسة اليهود (ال) في زمن المسيح. قال رؤساء اليهود عن المسيح أن الناس قد ذهبت وراءه، وهذا يشكِّل خطراً على مناصبهم كرؤساء كهنة ومتسلطين على اليهود لأن الرومان سوف يسحبون منهم السلطة، لذلك قرر رجال الدين أن يتخلصوا من رجل الله بأن يقتلوه.
وما زال سيناريو ما قالوه وقتها ”خير أن يموت واحد“ يتكرر في كنيسة مسيحاً مصلوباً بأيديهم واحداً تلوا الآخر في شخص، سواء كان أبونا متى المسكين، دكتور ، الأنبا غريغوريوس، دكتور ، أو أنبا إبيفانيوس، والحبل على الجرار:

فَجَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ مَجْمَعًا وَقَالُوا: «مَاذَا نَصْنَعُ؟ فَإِنَّ هذَا الإِنْسَانَ يَعْمَلُ آيَاتٍ كَثِيرَةً. إِنْ تَرَكْنَاهُ هكَذَا يُؤْمِنُ الْجَمِيعُ بِهِ، فَيَأْتِي الرُّومَانِيُّونَ وَيَأْخُذُونَ مَوْضِعَنَا وَأُمَّتَنَا».
فَقَالَ لَهُمْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ، وَهُوَ قَيَافَا، كَانَ رَئِيسًا لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ: «أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ شَيْئًا، وَلاَ تُفَكِّرُونَ أَنَّهُ خَيْرٌ لَنَا أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ وَلاَ تَهْلِكَ الأُمَّةُ كُلُّهَا!».
وَلَمْ يَقُلْ هذَا مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ إِذْ كَانَ رَئِيسًا لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ، تَنَبَّأَ أَنَّ يَسُوعَ مُزْمِعٌ أَنْ يَمُوتَ عَنِ الأُمَّةِ، وَلَيْسَ عَنِ الأُمَّةِ فَقَطْ، بَلْ لِيَجْمَعَ أَبْنَاءَ اللهِ الْمُتَفَرِّقِينَ إِلَى وَاحِدٍ. فَمِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ تَشَاوَرُوا لِيَقْتُلُوهُ. 

(يوحنا 11: 47- 53)

ولكن اسمعوا ما يقوله الرب لأولئك وأتباعهم في ذكرى استشهاد الأنبا إبيفانيوس:

وَيْلٌ لَكُمْ! لأَنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ، وَآبَاؤُكُمْ قَتَلُوهُمْ. إِذًا تَشْهَدُونَ وَتَرْضَوْنَ بِأَعْمَالِ آبَائِكُمْ، لأَنَّهُمْ هُمْ قَتَلُوهُمْ وَأَنْتُمْ تَبْنُونَ قُبُورَهُمْ.
لِذلِكَ أَيْضًا قَالَتْ حِكْمَةُ اللهِ: إِنِّي أُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَ وَرُسُلًا، فَيَقْتُلُونَ مِنْهُمْ وَيَطْرُدُونَ لِكَيْ يُطْلَبَ مِنْ هذَا الْجِيلِ دَمُ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ الْمُهْرَقُ مُنْذُ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ، مِنْ دَمِ هَابِيلَ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا الَّذِي أُهْلِكَ بَيْنَ الْمَذْبَحِ وَالْبَيْتِ.

(لوقا 11: 47-51)

 

وإليكم هذا البوست المنقول من الفيسبوك ويتناول نفس الموضوع:

[ونحن نقترب من تَذْكار استشهاد أنبا إبيفانيوس الأسقف الجميل والنموذج الحقيقي لما يجب أن يكون عليه الأسقف في التاسع والعشرين من شهر يوليو الحالي، اسمحوا لي أن أصف حالة التحريض والشحن والزن على الآذان التي  تفنن فيها المحرضون ضده. فهي نفس طريقة التحريض الشريرة ضد ال  التي أدت إلى خطفه وموته حزيناً.
وهي نفس سياسة التحريض، التي اتبعوها ضد ال، التي نغَّصت عليه عيشته وأقلقت منامه. وهي نفس سياسة التحريض ضد ال، التي يقوم بها البعض بشكل مباشر أو غير مباشر بالغمز واللمز في العظات أو من خلال مجموعات إلكترونية أو أفراد  لهم مصداقية مزيفة عند السذج والبسطاء.
إن التحريض ضد البابا تواضروس -بحجة المحافظة على الإيمان- يتم بشكل ممنهج لإثارة البسطاء بواسطة اتهامات باطلة يروجونها ضده ليظهروا إنهم حماة للكنيسة ضد ما يفترون به عليه من اتهامات مثل: ضم كنيستنا إلى كنائس مخالفة، مقاومة الشذوذ، السماح بكهنوت المرأة، وغيره من الاتهامات الباطلة. أو بتأثيم تحديث صناعة الميرون واستعمال الروله في تكريس الكنائس.
المهم هو الزن على ضمائر البسطاء وإحساسهم بأن هناك خطر ما على الكنيسة. وهذا كان نفس الأسلوب الذي اتبعه ونجح فيه أمثالهم زمن المسيح .
إن قتل الأنبا إبيفانيوس سببه تحريض لرهبان سذج زرعوهم  في الدير من أجل ذلك. والتحريض كان واضحاً جدًا من رد فعل بعض الأساقفة بعد قتل الأنبا إبيفانيوس وما قاله بعضهم في زيارة لأمريكا بهذا الصدد.
وهناك سيدة على الفيسبوك مسيطرة على مئات من السذج الواثقين فيها وتمارس التحريض يوميا ضد البابا تواضروس وضد المثقفين والآباء الكبار والعلماء مثل الأب ، الذين يشهدون للحق. و هي بذلك تخدم  وتثبت أقوال وأفكار البطريرك ١١٧ المتنيح واستمرارها وكأن الكنيسة بدأت به وتأسست على آرائه الخاصة. بينما غالبية أساقفة وكهنة الكنيسة جالسين في مقاعد المتفرجين  للأسف. إن العلمانيين والشباب المثقف هم الأمل الآن لنهضة الكنيسة وصحوتها].

والسُبح لله،،

بقلم د. رءوف إدوارد

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

لماذا قتلوه في بيت أحبائه؟ 1
[ + مقالات ]