Search
Close this search box.
بمناسبة ذكرى نياحة الأب متى المسكين، (رحل عن عالمنا 8 يونيو 2006)، أذكر  اعتراف بسيط مشابه لاعتراف كثير من الشباب حول نفس الموضوع، وأتذكر من سنوات طويلة إني كنت من "شمامي موقع سانت تكلا" ومتابع ردود الأنبا بيشوي مطران دمياط [1]  وإفحامه للهراطقة والمبتدعين بالردود المتينة، قرأت في الموقع وسمعت نيافته يهرطق الأب متى ويكفره ولما قرأت الاتهامات، الصراحة اتخضيت ولا أخفي عليكم سرا بالرغم من حبي للأب متى لكن، شعرت بالاشمئزاز منه جدًا.

وأكثر تهمة صدمتني وسمعتها من نيافة مَطْرَان دمياط الراحل إن الأب متى يُنكر الوحي الإلهي في نهاية إنجيل مرقس، وهي المشكلة المعروفة باسم “خاتمة إنجيل مرقس”، وقررت -إني أعمل من بنها ولا كأني سمعت حاجة- ومنعت نفسي من التفكير حتى لا أكره أكثر من ذلك، وفي ذات الوقت لا أريد تكذيب الأنبا بيشوي -هو الأنبا بيشوي هيتبلى عليه يعني؟- نيافته وقتها كان يطلق عليه: أسد العقيدة وحائط صد الهرطقات و اللاهوتي الأول. [2] 

لكن لما الواحد ربنا  نور عينيه وبدأ يفوق ويبحث ويقرأ أكثر، تغلبت على الخوف من مجرد التفكير -وضربت شكوكي قفا علي سهوة وغفلتها في لحظة من الزمن وعديت على البر التاني- وبدأت أرى وجهة النظر الأخرى، وهنا لا أتكلم عن الأب متى المسكين تحديدًا، لماذا لا أتعامل مع الأمور  بموضوعية وحيادية، وأحاول أن أكون صورة كاملة وأبني أحكامي بنفسي دون أن أكون مجرد مستمع أو “خروف منساق في قطيع”.

لما قرأت أكثر في السياسة والتاريخ المصري والتاريخ الكنسي، وتاريخ الإصلاح الأوروبي، كنت أبتسم من كم الأكاذيب والمغالطات والتدليس. وجدت بعض الناس، يقولون أنهم مؤتمنين على تعليمنا داخل البلد والمجتمع المصري وداخل الكنائس، يعلمون كما يريدون، وما يودون أن نعرفه وما يوافق رؤيتهم الشخصية للأحداث فقط!

المهم بدأت بموضوع “خاتمة إنجيل مرقس”، ووقع تحت أيدي كم هائل من المعلومات، قرأت لشرقيين وغربيين أرثوذكس وكاثوليك و، وأفاجأ يا مؤمن إن الموضوع أصلًا  قُتل بحث أكاديمي ولاهوتي على مدار قرون مضت -وخلاص شطبوا بحث فيه ولموا الكهارب والكراسي- لكن بعض أسود العقيدة في مصر تقريبًا -موصلهمش أي حاجة عنه ولا هيوصل-

فمثلًا، شخص مثل ذاك الذي يصدر بيانات وتوزيع هرطقات حائرة طائرة على الرايحة والجاية وأقصى تعليم له كان دبلوم (مع كل احترامنا لخريجي الدبلوم)، فهذا الشخص لم يدرس في أي حاجة معتبرة لها اعتبار في اللاهوت أو التاريخ، ورغم ذلك يهرطق خلق الله نفر نفر!!

لن أدخل في تفاصيل موضوع “خاتمة إنجيل مرقس” لأنه طويل ومجرد اتهام ساذج وشخصنة، من المطران الراحل بيشوي، والأسقف أغاثون ضد عالم جليل هو الأب متى المسكين -فأرجو أنك متكونش مغفل زيي وكلف نفسك وأتعب زيينا وأبحث ودور ومش هنديك المعلومة في بقك- أيضا اكتشفت أن ما فعله الأب متى، يفعله أي  أكاديمي/ة محترم/ة لديه/ا أمانة علمية في النقل ومنهجية في البحث ويحترم عقل القارئ، وليس مجرد مجموعة معلومات -تلات أربعاها تزييف وخد بالباقي تدليس-

للأسف علموا الشعب أن البحث حرام وصُدمت (لما فهمت واتنورت) حين قال بعضهم أن علم “النقد الكتابي الأدنى” هو ازدراء بالدين ورفض لقدسية الكتاب ونسوا تعليمهم أنه عليهم البحث في معاني أدق وأعمق وأشمل للنص وخلفياته!!  ومن هنا بدأت مشكلتي مع رجال الدين عمومًا. أحترمهم جدًا كبشر، لكن لا أصدقهم -ولو حلفوا على الميه تجمد-  أصدق فقط  ما أقرأه وأحلله وأجده مناسب للعقل والمنطق ويوافق فكر الكتاب، وليس لمجرد أن هناك رجل دين يكون بالنسبة لنا أن كلامه بمنزلة وحي من السماء، ويستطيع التحدث في الدين والتاريخ والبيولوجيا والفيزياء والفلك، أو شخص لمجرد أن لديه خلفية طبية يتحدث عن الكورونا مثلا.

ومن هنا سقطت أول تهمة عن الأب متى، وكانت كلما سقطت تهمة وراء الأخرى عنه، سقطت أوارق التين ورقة تلو الأخرى عند البعض حتى تمنطق متى المسكين وتعرى الآخرون!!


[1]  دمياط مدينة تقع علي مصب النيل وتشتهر بالأثاث والهريسة والمشبك وعندهم حلواني البدري وأسعاره حلوة وخصم خاص للموظفين والطلبة بس أنت فاصل معاهم.

[2] جماعة هي جماعة منقرضة من سلالة النياندرتال، أناركية فوضوية تؤمن بالهري المقنع لخدمة الهبيدة وشمامي العك. تملك حصرًا منح شهادات ألقاب الأسود على رجالهم: الأسد الأرثوذكسي- ضرغام مغاغة- ليث أطفيح – أسامة المنوفية.. الخ

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟