"ليا" طالبة جميلة تعيش في ولايه تازمانيا الأسترالية, حين كان عمرها 16 عامًا في ليلة الكريسماس عام 1992 تم اختطافها وضربها بقسوة وعنف من قبل 3 أشخاص تناوبوا على اغتصابها ببشاعة، وبعد ليلة كاملة من الرعب اقتادها، وأمروها أن تحفر قبرها بنفسها حتى يقتلونها، لكنها استطاعت الهرب منهم، ونجت من الموت!
تخطى عمر “ليا” اﻵن 40 عامًا، وما زالت تعيش في صدمة لا تستطيع مواجهتها ولا محوها من ذاكرتها بالرغم من كل المساعدات الطبية والنفسية التي قدمت لها. قالت عنها إحدى المعلمات أنها كانت تلميذة تتسم بالهدوء والوداعة!
1- تُرَى ماذا سيكون رد فعل (ليا) إذا سمعت أن كاهن مشهور بمصر الجديدة (دون ذكر أسماء يعني اسمه القمص داود لمعي)، حيث يقول إن الشر العظيم الذي حدث لها، كان بسماح كامل من الله؟
وأن الله هو من أمر بذلك؟
وأن الله هو المتحكم في الكون،
و”مفيش أي بلوة أو مصيبة بتحصل إلا بإذنه!”.
2- تُرَى ماذا سيكون إحساسها وهي تستمع نفس الكاهن وهو يكمل كلامه قائلا:
إن الشيطان لم يكن يقدر يعمل هذا الشر إلا لو كان بأمر الله؟
وأن الشر الذي حدث لها كان لمصلحتها ولخيرها؟
هي ترى (الاغتصاب) شر، لكن الله يرى أنها تجرِبة، وخير لها!
وأن المسيح لأنه يحبها جدًا، سمح بهذه التجربة الصعبة المرعبة؟
لأن الذي يحبه الله -حسب كلام القمص داود لمعي- يسمح له بالألم والرعب؟
ماذا ستفعل هذه الفتاة لو أكملت بقية العظة، وسمعت القمص داود لمعي يقول إن الشيطان يكرهها فيعذبها، لكن الله يحبها فيؤلمها! والألم مدرسة للتجارب!
3- تُرَى بماذا ستفسر “ليا” كلام القمص لمعي المتناقض، بأن المصائب والبلايا والأوبئة التي تحدث للبشر، وحدثت لها شخصياً، هي مجرد غضب ولعنة من السماء على الأشرار والخطاة والفجار، بالرغم من أنها كانت إنسانه طيبة جدا بشهادة الجميع، ولم تفعل شيئا تستحق عليه كل هذا الغضب!
لكن القمص لمعي قال إنه ليس لديه أي تفسير لحدوث البلايا والمصائب غير ما ذكره! وهو أنها “غضب إلهي” على الأشرار والفجار والشواذ والملاحدة!!
المحزن أن الكاهن داود لمعي ما زال مصراً على تفسيراته هذه، ويتهم المؤمنين العقلانيين الذين يدافعون عن الله الرحوم الصالح الذي لا يمكن أن يتسبب في الأذى إنهم مضللين!! وأنهم سبب لإلحاد الشباب (ده إحنا برضه؟!!).
وأنا بالمثل، أؤكد لجناب القمص لمعي، أن اجتهادات وتفسيرات بعض رجال الدين هي السبب الأول في الإلحاد والابتعاد عن الكنيسة كليًّا! ورأيت نماذجا كثيرة بنفسي وبعضهم ضحايا تفسيرات وتأويلات جناب القمص نفسه!
أخير لدي أكثر من سؤال مشروع:
1- تُرَى ما أول كلمة تأتي على لسان “ليا” حين تسمع كلام الكاهن لمعي؟!
2- تُرَى يا جناب القمص ماذا لديك لتقوله لـ”ليا”؟! غير كلمات جبر الخواطر المستهلكة (صليبك واستحمليه يا بنتي ومعلش مقدر ومكتوب؟)!
3- أعزائي القراء ماذا تريدون أن تقولوا للقمص لمعي شخصيا؟!
"ليا" ليس الاسم الحقيقي للضحية لأن القانون يمنع نشر أسماء الضحايا القصر. الخبر من جريدة نيوز هيرالد في نيوزيلاندا.
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟
نحاول تخمين اهتماماتك… ربما يهمك أن تقرأ أيضا:
- ليفنهوك ونشأة العلم الحديث كانت الحياة في أوروبا في منتصف القرن السابع عشر تسير على وتيرة واحدة، ساد فيها، في ذلك الوقت، أقوالٍ تناقلنها لم تكن على مستوى كافٍ لنمو تلك المجتمعات؛ من ضمنها: "إذا وضعت إحدى الخنافس وسط دائرة من بودرة قرن وحيد القرن، فإنه لن يخرج منها!!". وفي إنجلترا، لندن، واعتراضًا على كثير من هذه الأقوال نشأت......