في أوائل القرن التاسع عشر عُثر على بردية إيبوير Ipuwer Papyrus، والتي نشر ترجمتها العالم الأثري الإنجليزي الشهير آلان جاردينر Alan Gardiner. [1] وهي مجموعة من ورق البردي مكتوبة بالخط الهيراطيقي والتي يعود تاريخها إلى نهاية عصر الدولة الوسطى أو بدايات الدولة الحديثة في مصر على أقصى تقدير، [2] وتُسمى “عتاب إيبوير” The Admonitions of Ipuwer. وهذه البرديات محفوظة حاليا في متحف ليدن Leiden في هولندا. [3]
تصف هذه البرديات اضطرابات عنيفة حدثت في جميع أنحاء أرض مصر. وكاتب هذه البرديات مصري يدعى إيبوير Ipuwer والذي يبدو أنه سجل هذه الأحداث كشاهد عيان.
فيما يلي مقتطفات من هذه البرديات والمقابلة بينهما وبين ما ورد في سفر الخروج من توراة موسى النبي.
بردية إبيوير | سفر الخروج |
2: 5-6 الطاعون في جميع أنحاء الأرض. الدم في كل مكان. 2: 10 النهر دم. 2: 10 ينقبض الرجال من التذوق – البشر، والعطش لأجل الماء 3: 10-13 هذا هو ماءنا! هذه هي سعادتنا! ماذا نفعل لأجله؟ كله فسد. | 7: 20-21 فَتَحَوَّلَ كُلُّ الْمَاءِ الَّذِي فِي النَّهْرِ دَما… وَانْتَنَ النَّهْرُ… وَانْتَنَ النَّهْرُ فَلَمْ يَقْدِرِ الْمِصْرِيُّونَ انْ يَشْرَبُوا مَاءً مِنَ النَّهْرِ. وَكَانَ الدَّمُ فِي كُلِّ ارْضِ مِصْرَ. 7: 24 وَحَفَرَ جَمِيعُ الْمِصْرِيِّينَ حَوَالَيِ النَّهْرِ لأجل مَاءٍ لِيَشْرَبُوا لانَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا انْ يَشْرَبُوا مِنْ مَاءِ النَّهْرِ. |
2: 10 حقًا!! البوابات والأعمدة والجدران أهلكت بالنار. 10: 3-6 تبكي مصر السفلى … القصر بأكمله بلا إيرادات. 6: 3 حقا فجأة، الحبوب قد هلكت من كل جانب. 5: 12 فجأة، هلك الذي شوهد بالأمس. الأرض متروكة لخرابها مثل قطعة الكتان. | 9: 23-25 … وَجَرَتْ نَارٌ عَلَى الارْضِ… فَكَانَ بَرَدٌ وَنَارٌ مُتَوَاصِلَةٌ فِي وَسَطِ الْبَرَدِ. شَيْءٌ عَظِيمٌ جِدّا… فَضَرَبَ الْبَرَدُ فِي كُلِّ ارْضِ مِصْرَ جَمِيعَ مَا فِي الْحَقْلِ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ. وَضَرَبَ الْبَرَدُ جَمِيعَ عُشْبِ الْحَقْلِ وَكَسَّرَ جَمِيعَ شَجَرِ الْحَقْلِ 9: 31 فَالْكَتَّانُ وَالشَّعِيرُ ضُرِبَا. لانَّ الشَّعِيرَ كَانَ مُسْبِلا وَالْكَتَّانُ مُبْزِرا 10: 15 لَمْ يَبْقَ شَيْءٌ اخْضَرُ فِي الشَّجَرِ وَلا فِي عُشْبِ الْحَقْلِ فِي كُلِّ ارْضِ مِصْرَ. |
5: 5 كل الحيوانات تبكي. الماشية تئن. 9: 2-3 هوذا تُترك الماشية لتضل، ولا يوجد أحد ليجمعها معا. | 9: 3… تَكُونُ عَلَى مَوَاشِيكَ الَّتِي فِي الْحَقْلِ عَلَى الْخَيْلِ وَالْحَمِيرِ وَالْجِمَالِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وبأ ثَقِيلا جِدّا. 9: 19 … وَالْبَهَائِمِ الَّذِينَ يُوجَدُونَ فِي الْحَقْلِ وَلا يُجْمَعُونَ الَى الْبُيُوتِ يَنْزِلُ عَلَيْهِمِ الْبَرَدُ فَيَمُوتُونَ. |
9: 11 الأرض بلا نور. | 10: 22 … فَكَانَ ظَلامٌ دَامِسٌ فِي كُلِّ ارْضِ مِصْرَ… |
4: 3 حقا فجأة انكسر أبناء الأمراء على الجدران. 6: حقا!! أبناء الأمراء طُرحوا في الشوارع. 6: 3 السجن خراب. 2: 13 في كل مكان هناك من يدفن أخاه في الارض. 3: 14 أنين في جميع أنحاء الأرض، يمتزج مع الرثاء. | 11: 5-6 … فَيَمُوتُ كُلُّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ، مِنْ بِكْرِ فِرْعَوْنَ الْجَالِسِ عَلَى كُرْسِيِّهِ إِلَى بِكْرِ الْجَارِيَةِ الَّتِي خَلْفَ الرَّحَى، وَكُلُّ بِكْرِ بَهِيمَةٍ. وَيَكُونُ صُرَاخٌ عَظِيمٌ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ وَلاَ يَكُونُ مِثْلُهُ أَيْضًا. 12: 29-30 … الرَّبَّ ضَرَبَ كُلَّ بِكْرٍ فِي ارْضِ مِصْرَ مِنْ بِكْرِ فِرْعَوْنَ الْجَالِسِ عَلَى كُرْسِيِّهِ الَى بِكْرِ الاسِيرِ الَّذِي فِي السِّجْنِ وَكُلَّ بِكْرِ بَهِيمَةٍ… وَكَانَ صُرَاخٌ عَظِيمٌ فِي مِصْرَ لأنه لَمْ يَكُنْ بَيْتٌ لَيْسَ فِيهِ مَيِّتٌ. |
7: 1 هوذا قد اشتعلت النيران في الأعالي. حريقها يذهب مقابل أعداء الأرض. | 13: 21 … يَسِيرُ امَامَهُمْ نَهَارا فِي عَمُودِ سَحَابٍ لِيَهْدِيَهُمْ فِي الطَّرِيقِ وَلَيْلا فِي عَمُودِ نَارٍ لِيُضِيءَ لَهُمْ – لِكَيْ يَمْشُوا نَهَارا وَلَيْلا. |
3: 2 الذهب واللازورد والفضة والملكيت والعقيق والبرونز… تُعقد على أعناق الإماء. | 12: 35-36 … طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ امْتِعَةَ فِضَّةٍ وَامْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَابا. وَاعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى اعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ. |
من المقابلة في الجدول السابق، نجد تطابقا كبيرا بين الأحداث المذكورة في البردية وبين ما ورد في سفر الخروج حول الضربات العشر. فقد ذكرت البردية [الطاعون] والذي يمكن أن يقابل ضربة الدمامل (خر 9: 9-10). وتَحَوُّل [النهر دم] والتي تُقابل ضربة تحويل الماء لدم في كل أرض مصر (خر 7: 17). ونجد أثر ضربة النار والبَرَد (خر 9: 23-25) وضربة الجراد (خر 10: 12-15). فتتكلم البردية عن النار: [حقًا!! البوابات والأعمدة والجدران أهلكت بالنار]، وفقدان ال [إيرادات] بسبب فناء [الحبوب] والمحاصيل والذي يرجع لضربة البَرَد الذي يحرق المحاصيل وأيضا أهلك [الماشية] والتي [لا يوجد أحد ليجمعها معا]. وخراب الأرض بالكامل حتى لم يوجد شيء متبقي.
وتشير البردية إلى ضربة الماشية (خر 9: 3) فتقول: [كل الحيوانات تبكي. الماشية تئن]. وأيضا نجد ضربة الظلام (خر 10: 22) الذي جعل [الأرض بلا نور] كما وصفته البردية.
وتُسلط البردية الضوء أيضا على فاجعة موت الأبناء، من أول أبناء الأمراء [انكسر أبناء الأمراء] إلى السجناء [السجن خراب]، وكيف وصل الموت إلى كل بيت [في كل مكان هناك من يدفن أخاه في الأرض]، فالمناحة والأنين في كل مكان [أنين في جميع أنحاء الأرض، يمتزج مع الرثاء]. وهو ما يمكن مقابلته بضربة موت الأبناء الأبكار في (خر 12: 29-30).
كما تُشير البردية لاستيلاء الإماء على نفائس المصريين [الذهب واللازورد والفضة، والملكيت، والعقيق، والبرونز.. تُعقد على أعناق الإماء]، وهو ما يتفق مع (خر 12: 35-36) بأن بني إسرائيل أخذوا من المصريين ذهبا وفضة قبل خروجهم. وتذكر البردية أيضا اشتعال نار مرتفعة [هوذا قد اشتعلت النيران مرتفعة. حريقها يذهب مقابل أعداء الأرض]، وربما يشير هذا لعمود النار (خر 13: 21) الذي كان يسير أمام شعب إسرائيل عند خروجهم من مصر.
وبهذا نجد إشارات قوية في بردية إيبوير على أحداث تقابل على الأقل سبع ضربات (تحول الماء لدم – الدمامل – البرد والنار – الجراد – وباء الماشية – الظلام – موت الأبكار) من الضربات العشر المذكورة في سفر الخروج. بجانب تفاصيل تتفق مع أحداث الخروج، وهو الأمر الذي من الصعب جدا أن يكون مجرد مصادفة.
[1] Gardiner, A. H. (1969). The admonitions of an Egyptian sage: From a hieratic papyrus in Leiden (pap. Leiden 344 recto). J.C. Hinrichs.
[2] Habermehl, A. 2018. The Ipuwer Papyrus and the Exodus. In Proceedings of the Eighth International Conference on Creationism, ed. J.H. Whitmore, pp. 1–6. Pittsburgh, Pennsylvania: Creation Science Fellowship.
[3] Mark, J. J. (2022, May 17). The admonitions of Ipuwer. World History Encyclopedia. Retrieved May 20, 2022
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟
نحاول تخمين اهتماماتك… ربما يهمك أن تقرأ أيضا:
- القدوس: هل تعني “بلا خطية”؟ الصفات الإلهية هي قاعدة حياة الشركة القوية بين الله والإنسان. وقد أعلن الله صفاته الإلهية للإنسان لكي يعرف كيف يؤسس علاقته به. وإن كل دراسة جيدة لصفات الله هي دراسة لحياة الشركة نفسها، وليست مجرد حلية ينبهر الإنسان بها. القدوس هي صفة لله، ولا تعني أن الله بلا خطية لأنها تخلو من المعاني السالبية، بل......