أكثر إجابة غير منطقية تجلط على سؤال يجلط:
س: ليه بناكل سمك في بعض الأصوام؟
ج: لأن السمك بيبيض بدون شهوة، فالأنثى تضع البيض في المياه، ثم يأتي الذكر على البيض، ليجري عملية التلقيح دون شهوة الإيلاج، فيما يعرف علميًا باسم التلقيح الخارجي
.
وبعيدًا عن لا منطقية الإجابة، فالأنثى في جميع الكائنات تبيض بدون أن يتم التزاوج فعليًا، خليني أديك مثال واضح من الطيور زي الفرخة:
الفرخة كدا كدا بتبيض كل يوم بدون تزاوج.. لو الديك خصب البيضة تبقى كتكوت، لو لم يتم تخصيبها بتفضل بيضة. ده معناه إن البيضة التي ظلت بيضة وأكلناها كبيضة، بدون شهوة برضو.
وهنا يأتي سؤال لولبي: ليه مش بنقول بيض الفراخ مسموح في الصيام؟
تصوير إن التزاوج بين المخلوقات دناسة ونجاسة ودرجة أقل، والسمك بيبيض بدون شهوة، ده لا يدل إلا على دناسة ونجاسة الفكر والقلب، فما حلله الله لا تدنسه أنت! وواضح إن كلمات البعض أحيانا تعكس نظرتهم وفكرهم عن الزواج عمومًا، وعن العلاقة الحميمية بين الأزواج خصوصًا.
العلاقة الحميمية هي قدس أقداس الزواج، فيها يتجلى الحب ويقدم كل شخص للآخر ذاته، ويتحدان في قداسة ليشتركا إما في الخلق (الإنجاب) أو ليصنعا سعادة مشتركة ويكون المضجع مقدسًا لا دنسًا.
الصوم في الأساس ليس هدفه ضبط قائمة طعام نباتية، ولكن الهدف منه ضبط النفس، فقطعة من الجبن في عيش يابس بجوار بيضة مسلوقة تعتبر فطرا في مقابل مائدة مملوءة بالجمبري والاستاكوزا والكافيار وغيره تعتبر صيامًا.. يا للعجب!!
انحسار مفهوم الصوم في الطعام أفقد الصوم معناه وفائدته. على مدار التاريخ، كانت الكنيسة تسمح باللبن والبيض والجبن والسمك، بينما ذهب البعض لتحريم عسل النحل أحيانًا، تركوا الكذب والسرقة والكراهية والغش والخيانة وصنع المكائد وتحدثوا عن الشيبسي بطعم البط فطاري ولا صيامي.
من عجائب التاريخ المذكورة في كتاب عن الصوم أن المجمع انعقد ذات يوم لتخفيف الأصوام عن الشعب لأنه كثرته فعل نُسكي رهباني في المقام الأول، فاعترض اثنان من أساقفة الكنيسة الشيوخ في السن، متعللين بأنهم لن يغيروا التُّخوم التي وضعها الآباء.
يُقال في حاشية الكتاب أن هذين الأسقفين كانا كبيرين في السن لا يصومان نتيجة أمراضهما الكثيرة، وخرج المجمع دون قرار يذكر.
طب خلاص بقى، بلاش نصوم؟
الصوم ضروري لأنه بالإضافة إنه شركة ووحدة مع الكنيسة -جماعة المؤمنين- الجسد الواحد، وكمان هو تدريب على ضبط الجسد، وهنا ضبط الجسد مختلف عن قهر الجسد.
طيب إيه شكل الصوم المقبول عند الله والصوم غير المقبول؟
الكتاب نفسه جاوب بوضوح في سفر إشعياء 58:
الصوم المقبول:
أليس هذا صومًا أختاره: أن تحلّ قيود الشر، تفكّ عقد النير، تطلق المسحوقين أحرارًا…
أن تكسر للجائع خبزك، وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك، وإذا رأيت عريانًا أن تكسوه؟(سفر إشعياء ٥٨: ٦–٧)
الصوم المرفوض:
ها أنتم في يوم صومكم توجدون مسرّة، وتسخرون كل أشغالكم… للصوم تخاصِمون وتضاربون وتضربون بلكمة الشر.(إشعياء ٥٨: ٣–٤)
من الأخر الصوم مش قائمة طعام ولا ممنوعات مطبخ، ولا المكونات المكتوبة على ظهر كيس الشيبسي، الصوم تغيير قلب.
مش امتناع عن اللحم لكنه امتناع عن الظلم.
مش منع ألبان وجبن لكنه منع الشر.
دمتم معافين، ماران آثا
