المقال رقم 1 من 1 في سلسلة عن لا مؤاخذة الليبراليين
«( عن لا مؤاخذة الليبراليينwp-content/uploads/2025/07/Libral-Theology.jpg
  • عن لا مؤاخذة الليبراليين

في صراع داير وبيتم فيه اتهام بعض قادة الكنيسة بال. والاتهام ده بيجي مع تعريف لليبرالية على إنها إنكار للاهوت المسيح والوحي، وإنها محاولة لإفساد الكنيسة، أو التستر على الرغبة الحقيقية في الفساد وراء ادعاء التحرر… إلخ.

الموضوع ده فكرني بحكاية متداولة عن ، أحد قادة التنوير المصريين ومن أهم مؤسسي أول جامعة مصرية (الجامعة الأهلية أو جامعة فؤاد اللي أصبحت فيما بعد جامعة القاهرة).

الحكاية بتقول إن لما رشح لطفي السيد نفسه في قريته بالسنبلاوين كان مضمون نجاحه. أحد منافسيه استخدم حيلة؛ وهي أنه أخبر أهالي القرية أن لطفي السيد وينادي بمساواة الرجل بالمرأة. أي إن الديمقراطية هي أن تتزوج المرأة من أربع رجال، مثلها مثل الرجل. وسأل: هل تريدون أن تتركوا دينكم وتتبعوا الديمقراطية؟ واقترح عليهم إن لم يصدقوه أن يسألوا لطفي السيد نفسه إن كان ديمقراطيًا أم لا.

في أول اجتماع للطفي السيد مع الناخبين سأله أحدهم: هل صحيح إنك ديمقراطي؟ ابتسم لطفي السيد بفخر  وأجاب، بالطبع ديمقراطي وسأظل حتى الممات!  خسر لطفي السيد الانتخابات بعد أن انفض الناس من حوله، ويقال أنه لم يخض أي انتخابات من بعدها، حتى عرض عليه بعد الثورة رئاسة مصر لكنه رفض.

نفس المنطق الذي استخدمه أحد الدعاة السلفيين عندما تكلم عن ال ومعناها أن أمه تخلع الحجاب! أمي أنا تخلع الحجاب.. كان الشيخ يصيح وسط استهجان جمهوره ولعنهم للعلمانية الكافرة!

ومع أن أغلب المسيحيين رفضوا هذا التصرف وسخروا منه مع من سخروا، إلا أن الطريقة التي اشترى بها بعض المسيحيين الخطاب السائد هذه الأيام عن بعض قادة الكنيسة، دون أن يتساءلوا أو يحللوا ما المقصود بليبرالي؟ وهل الليبرالية هي صنف أو نوع؟  (مثل أن نقول مثلًا رجل أو امرأة، أبيض أو أسود، ليبرالي أو محافظ) أم أنها موقف فكري وسلوكي يرتبط بالمجتمع والأفكار السائدة فيه، فما يمكن أن يحسب ليبرالي في مكان ما هو محافظ أو حتى متشدد في مجتمع آخر.

هل من الإيمان أن تُلقى الاتهامات ويوصم الناس دون تفكير وسماع للآراء المختلفة؟ أقول أن موقف البعض هذا يجعلني أفكر أن رفضنا للتشدد السلفي ليس نابعًا من إيمان حقيقي بقيمة الحرية والتنوير، إنما هو بالأكثر رفض وخوف من تشدد الآخر الذي قد يهددنا، لكن لو جاء التشدد واستخدام الاتهامات المطاطة من جانبنا أو من فريقنا، إذن سنراه إخلاص للإيمان ومحافظة عليه.

فما هي الليبرالية إذًا؟ وهل هي عقيدة لها تعاليم معينة وثابتة؟ هل من الممكن أن تكون محافظًا لاهوتيًا وليبراليًا سياسيًا واجتماعيًا؟ هل هناك من رجال الكنيسة المعروفين من يمكن أن نقول عليهم ليبراليين، أو متفتحين/مفكرين؟ هل كان يسوع ليبراليًا؟

بعض الأسئلة التي سنتعرض لها في المقالات القادمة، التي أتمنى أن ننشغل بالبحث عن إجابات لها والتفكير فيها.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

چورچ مكين
[الموقع الشخصي]   [ + مقالات ]
‎ ‎ نحاول تخمين اهتمامك… ربما يهمك أن تقرأ أيضًا: ‎ ‎