تجلس في الكنيسة في الثامنة صباحًا يوم الجمعة العظيمة. يتلو الشماس مزمور باكر باللحن الجنائزي الذي يُطلق عليه “الأدريبي”. تقرأ النص العربي للمزمور من كتاب طقس أسبوع الآلام أو من تطبيق “دلال أسبوع الآلام” على هاتفك المحمول. ثم يدفعك الفضول إلى البحث في تطبيق “الكتاب المقدس” عن بقية آيات المزمور، فتكتشف أن النص مختلف اختلافًا تامًا!
كتاب البصخة المقدسة: باكر الجمعة العظيمة | الكتاب المقدس: المزامير |
[مزمور 26: 15]لأنه قام عليّ شهود زور.وكذب الظلم لذاته.[1] | [مزمور 26: 15] مزمور 26 ليس به العدد 15 لأن به 12 عدد فقط! |
[مزمور 34: 13، 14، 19]قام علىّ شهود جور، وعما لا أعلم سألوني.[2] | [مزمور 34: 13، 14، 19] 13 صن لسانك عن الشر، وشفتيك عن التكلم بالغش.[3] 14 حد عن الشر، واصنع الخير. اطلب السلامة، واسع وراءها.[4] 19 كثيرة هي بلايا الصديق، ومن جميعها ينجيه الرب.[5] |
يُثير هذا الاختلاف فضولك أكثر، فتُراجع إحدى نُبوءات باكَر ليوم الجمعة العظيمة:
كتاب البصخة المقدسة: باكر الجمعة العظيمة، النبوة السادسة | الكتاب المقدس: سفر إشعياء |
[إشعياء 24: 1-13] [6] | [إشعياء 24: 1-13] [7] |
1 ها إن الرب يُفسد المسكونة ويُخليها ويكشف وجهها ويُبدد سكانها، | 1 هوذا الرب يُخلي الأرض ويفرّغها ويُقلّب وجهها ويُبدد سكانها. |
2 ليكون الشعب كالكاهن والعبد كالسيد والأمة كسيدتها والشارى كالبائع والمُقرض كالمقترض والمديون كالدائن، | 2 وكما يكون الشعب هكذا الكاهن. كما العبد هكذا سيده. كما الأمة هكذا سيدتها. كما الشاري هكذا البائع. كما المقرض هكذا المقترض. وكما الدائن هكذا المديون. |
3 وتفسد الأرض فساداً وتُنهب الأرض نهباً لأن فم الرب تكلم بهذا. | 3 تُفرّغ الأرض إفراغًا وتُنهب نهبًا، لأن الرب قد تكلم بهذا القول. |
4 حزن مرتفعوا الأرض والأرض آثمت لأجل سكانها من اجل أنهم تركوا عنهم الناموس وبدلوا أوامري وعدلي الأبدي. | 4 ناحت ذبلت الأرض. حزنت ذبلت المسكونة. حزن مرتفعو شعب الأرض. |
5 من أجل هذا اللعنة تاكل الأرض لأن سكانها آثموا. | 5 والأرض تدنست تحت سكانها لأنهم تعدوا الشرائع، غيروا الفريضة، نكثوا العهد الأبدي. |
6 لجل هذا السكان في الأرض يسيرون فقراء ويبقى أناس قليلون، | 6 لذلك لعنة أكلت الأرض وعُوقب الساكنون فيها. لذلك احترق سكان الأرض وبقي أناس قلائل. |
7 يحزن الخمر وتحزن الكرمة ويتنهد جميع الفرحين بنفوسهم | 7 ناح المسطار، ذبلت الكرمة، أنَّ كل مسروري القلوب. |
8 وكف فرح الطبول وفنى تعاظم المنافقين وكف صوت القيثارة، | 8 بطل فرح الدفوف، انقطع ضجيج المبتهجين، بطل فرح العود. |
9 خزوا ولم يشربوا خمراً، صار المسكر مراً للشاربين، | 9 لا يشربون خمرًا بالغناء. يكون المسكر مرًا لشاربيه. |
10 خربت كل المدينة، تغلق البيوت ليلا لئلا يدخلها أحد | 10 دُمرت قرية الخراب. أُغلق كل بيت عن الدخول. |
11 ويُولول من أجل الخمر بكل موضع. كف كل سرور الأرض | 11 صراخ على الخمر في الأزقة. غرب كل فرح. انتفى سرور الأرض. |
12 وبقيت البلاد خراباً والبيوت المتروكة تهلك، | 12 الباقي في المدينة خراب، وضرب الباب ردما. |
13 كل هذا يكون في الأرض في وسط الأمم مثل من يقلع شجرة الزيتون، هكذا أيضاً تدمر الأرض لأن فم رب الجنود تكلم بهذا. | 13 إنه هكذا يكون في وسط الأرض بين الشعوب كنفاضة زيتونة، كالخصاصة إذ انتهى القطاف. |
ليس الاختلاف الكامل كما كان في حالة المزامير، ولكن هناك الكثير من التعبيرات المختلفة لغويًا. والسؤال الذي يشغلنا هو: ما سر هذه الفروق والاختلافات بين النصوص الكتابية الموجودة في كتب القراءات الكنسية وبين الترجمة العربية للكتاب المقدس المنتشرة في الكتب المطبوعة وتطبيقات الهواتف المحمولة؟ سنحاول الإجابة عن هذا السؤال في السطور القادمة.
ما هي القراءات الكنسية؟
القراءات الكنسية: هي مقاطع من الكتاب المقدس تُقرأ في الطقوس الكنسية اليومية المختلفة. وقد جُمعت هذه القراءات في كتب تسمى القطمارس، وهي تعريب للكلمة اليونانية καθημερινός التي تعني حرفيًا حسب الفصل أو المقطع
. وتنقسم كتب القطمارس إلى:
- القطمارس السنوي: ويضم جميع القراءات اليومية التي تُقرأ في طقس القداس الإلهي وطقس العشية وباكر. عادةً ما يُقسم القطمارس السنوي إلى جزأين: قطمارس الأيام: ويحتوي على القراءات اليومية للأيام العادية. قطمارس الآحاد: ويحتوي على القراءات الخاصة بأيام الأحد [القداس الإلهي].
في القداس الإلهي، وخاصةً في قداس الموعوظين، تُقرأ المقاطع التالية:
* مقطع من رسائل بولس [البولس]
* مقطع من رسائل بطرس أو يعقوب أو يوحنا [الكاثوليكون]
* مقطع من سفر أعمال الرسل [الإبركسيس]
* مقطع من المزامير [المزامير]
* مقطع من أحد الأناجيل الأربعة [الإنجيل]
أما في قراءات العشيّة وباكر، تُقرأ مقاطع المزامير والإنجيل فقط.
- قطمارس الصوم الأربعيني: وبه القراءات اليومية في أيام الصوم الأربعيني المقدس. حيث يضاف إلى صلوات باكر مقاطع من العهد القديم تحت مسمى النبوات. بينما تبقى قراءات القداس الإلهي الخمسة كما هي. أما صلوات العشية فلا تقام في الصوم إلا عشية يوم السبت فقط.
- قطمارس البصخة المقدسة: ويضم قراءات أيام البصخة المقدسة، بدءًا من أحد الشعانين وانتهاءً بأحد القيامة المجيد.
وقد قُسِّمت الصلوات في هذا الأسبوع إلى خمس سواعٍ نهارية وخمس سواعٍ ليلية. وتُقرأ في كل ساعة من سواعي البصخة المقدسة، بدءًا من الساعة التاسعة ليوم أحد الشعانين وحتى الساعة الحادية عشرة من يوم الخميس الكبير، مقاطع من العهد القديم (النبوات) ثم مقطع من المزامير ومقطع من أحد الأناجيل الأربعة.
ثم بدءًا من ليلة الجمعة العظيمة وحتى نهايتها في الساعة الثانية عشرة من يوم الجمعة، تُقرأ أربعة مقاطع، واحد من كل أنجيل من الأناجيل الأربعة.
بينما تُقرأ المقاطع المعتادة للقداس في كل من قداس أحد الشعانين وقداس أحد القيامة.
بينما لا يُقرأ الكاثوليكون ولا الإبركسيس في قداس الخميس الكبير.
- قطمارس الخمسين المقدسة: ولا يختلف في مقاطع القراءات عنها في الأيام العادية.
وقديمًا كان هناك قطمارس منفصل لشهر كيهك تحت اسم ” القطمارس الكيهكي” وآخر لصوم الرسل، ولكن تم جمعهما لاحقًا في القطمارس السنوي. بينما تم وضع قطمارس صوم يونان في بداية قطمارس الصوم الأربعيني.
بالإضافة إلى ذلك، يوجد كتاب الإچبية الذي يحتوي على الصلوات اليومية، ويتضمن نصوصًا للمزامير ومقاطع من الأناجيل مقسمة على ست صلوات تغطي ساعات اليوم. كما تحتوي كل طقوس أسرار الكنيسة المختلفة، مثل سر المعمودية وسر مسحة المرضى وسر الزواج، وكذلك صلوات الكنيسة على المتنقلين ورسامة الشمامسة والكهنة والأساقفة وغيرها من الطقوس، على قراءات من الكتاب المقدس، التي عادة ما تتضمن مقطعًا من رسائل القديس بولس ومقطعًا من المزامير ومقطعًا من أحد الأناجيل الأربعة.
على ماذا تعتمد القراءات الكنسية؟
اعتمدت كتب القراءات الكنسية على الترجمة القبطية للكتاب المقدس، التي بدأت أولًا بترجمة البشائر الأربعة وسفر المزامير في القرنين الثاني والثالث الميلاديين، نقلًا عن الأصل اليوناني للعهد الجديد وعن الترجمة اليونانية السبعينية للعهد القديم. وعندما بدأت العربية في الانتشار بين الأقباط بدايةً من القرن التاسع الميلادي، تمت ترجمة القراءات في الكتب الكنسية المختلفة من القبطية إلى العربية [8]. كذلك تمت ترجمة كتب العهد الجديد وبعض من أسفار العهد القديم من القبطية إلى العربية.
وعلى هذا، فإن القراءات الكنسية العربية التي وصلت إلينا في المخطوطات والموجودة حتى الآن في كتبنا المطبوعة هي ترجمة عن القبطية وليس عن اللغات الأصلية.
الترجمات العربية للكتاب المقدس
على الجانب الآخر، تمت ترجمة أجزاء من الكتاب المقدس إلى العربية منذ القرون الأولى بعد انتشار المسيحية في الجزيرة العربية والشام، لكنها كانت ترجمات عن السريانية أو الآرامية. وتلاها محاولات كثيرة للترجمة العربية نقلًا عن اللاتينية أو الترجمة السبعينية. وكان من أهم هذه الترجمات في مصر ترجمة الأسعد أبو الفرج بن العسال للبشائر الأربعة التي أتمها عام 1253 [9].
وفي منتصف القرن التاسع عشر، وفي بيروت، قامت الإرسالية الأمريكية بتكليف عالي سميث
، وهو قس أمريكي يجيد العربية، بترجمة الكتاب المقدس نقلًا عن اللغات الأصلية [10]. ثم أكمل العمل كرنيليوس ڤان دايك
، وهو مستشرق أمريكي، بعد وفاة سميث، وضبط اللغة العربية للنص العالم بطرس البستاني
والشيخ ناصيف اليازجي
اللبنانيان. ولهذا يطلق على هذه الترجمة (سميث-ڤاندايك-البستاني) أو الترجمة البيروتية أو أحيانًا الترجمة الأمريكية.
طُبعت الطبعة الأولى من هذه الترجمة في عام 1865، واستمرت دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط والعالم في طباعتها حصرًا حتى الآن. وهي النسخة العربية الأكثر انتشارًا في مصر وبين الناطقين بالعربية في العالم.
لاحقًا، صدرت عدة ترجمات عربية أخرى، مثل:
– ترجمة الآباء اليسوعيين، التي صدرت في عام 1876.
– ترجمة كتاب الحياة، التي صدرت في عام 1982.
– الترجمة العربية المشتركة (وسميت بذلك لاشتراك لجنة من كافة الطوائف في العمل عليها)، التي صدرت في عام 1993.
بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك محاولة لترجمة الكتاب المقدس كاملًا في عهد القديس البابا كيرلس السادس، الذي شكّل لجنة برئاسة المتنيح الأنبا غريغوريوس لإنجاز هذا العمل [11]. وقامت اللجنة بالفعل بترجمة الأناجيل الأربعة في أربعة كتب مستقلة، وعُنيت بطباعتها مؤسسة دار المعارف
. جدير بالذكر أنه كانت هناك طبعة رخيصة ذات حجم صغير من هذه الترجمة، وكانت منتشرة في الكنائس حتى وقت قريب. إلا أنه بعد نياحة البابا كيرلس، توقف عمل اللجنة ولم تُكمل بقية أسفار الكتاب المقدس.
ولغياب ترجمة عربية كاملة للكتاب المقدس سواء عن القبطية أو عن اللغات الأصلية، اعتمدت الكنيسة القبطية على الترجمة البيروتية في الدراسة والتعليم الكنسي، ولكن ليس في القراءات الكنسية أو كتب القطمارس، التي حافظت على الترجمة العربية نقلًا عن القبطية.
ما حجم الاختلاف بين القراءات؟
لقد قمنا بالمقارنة بين عدد من نصوص لقراءات يوم الجمعة العظيمة بهدف بيان حجم الاختلافات بين الترجمة العربية المأخوذة عن القبطية والمستخدمة في كتب القراءات وبين الترجمة العربية للكتاب المقدس الأكثر انتشارًا وهي ترجمة سميث-ڤان دايك. وقد اخترنا يوم الجمعة العظيمة تحديدًا نظرًا لأنه اليوم الأهم بين أيام أسبوع البصخة المقدسة ولكون نصوص قراءاته مألوفة للجميع ومحفوظة غيبًا للكثيرين.
اعتمدنا في هذه المقارنة على أكثر من مصدر: الأول هو كتاب البصخة المقدسة حسب ترتيب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
[12]، الذي أصدرته لجنة التحرير والترجمة والنشر بمطرانية بني سويف والبهنسا، وطُبع لأول مرة عام 1921 في عهد البابا كيرلس الخامس. ويُعد هذا الكتاب من أوائل الكتب المطبوعة لقراءات البصخة المقدسة، والمصدر الأول لكل الكتب التي صدرت لاحقًا. ثم صدرت منه طبعة ثانية مزيدة ومنقحة عام 1949، وعُني بإعادة طبعه أكثر من مرة بعد ذلك، ولكن دون تعديل [13]. ويتضمن هذا الكتاب النبوات والمزامير ونصوص الأناجيل والعظات لسواعي البصخة. حيث لم يكن هناك حتى سبعينات القرن الماضي كتاب شامل لكل طقوس البصخة المقدسة بما فيها تفاصيل الطقس والألحان وطروحات السواعي كما الآن.
وتدين الكنيسة القبطية بالفضل إلى كهنة وخدام كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت بالإبراهيمية بالإسكندرية في إصدار أول كتاب شامل لطقوس أسبوع الآلام تحت اسم طقس أسبوع الآلام
الذي صدرت طبعته الأولى في عام 1981 بتصدير للمتنيح القديس القمص بيشوي كامل
[14]. وتوالى بعد ذلك صدور كتب مماثلة، مثل:
– كتاب ترتيب وقراءات أسبوع الآلام
الذي أعده القمص متياس فريد
، كاهن كنيسة العذراء بالفجالة، وأصدرته مكتبة المحبة في طبعة أولى عام 1986، وأعيد طبعه مرارًا بعد ذلك، وإن كان لم يشمل نصوص الأناجيل بالقبطية مثل الكتاب الأول [15].
– كتاب ترتيب أسبوع الآلام
الذي صدر عام 1995 من مطرانية بني سويف وأعده الأغنسطس إبراهيم عياد
[16].
وغيرها من الكتب.
وبالنسبة لنصوص المزامير، عدنا أيضًا إلى كتاب مزامير داوود النبي
الذي حرره الدكتور شاكر باسليوس
وطُبع عام 1990 [17]. وكذلك كتاب سفر المزامير قبطي-عربي
للقس شنودة ماهر
، الطبعة الثانية الصادرة عام 2002 [18]. وهناك بعض الاختلافات الطفيفة بين هذين المصدرين وكتاب البصخة المقدسة
. كذلك عدنا لمخطوطة سفر المزامير
المسماة المخطوطة الفاتيكانية رقم (Vat.copt.6) المؤرخة عام 1102 للشهداء الموافق لعام 1386 ميلادية [19].
أما عن نصوص الأناجيل العربية القبطية، فقد عدنا إلى كتاب الأناجيل الأربعة المقدسة
، وهو أقدم كتاب مطبوع يحوي النصوص العربية والقبطية، وقد طُبع في لندن عام 1827. وكذلك عدنا إلى الترجمة التي قامت بها لجنة من الكلية الإكليريكية برئاسة القديس الأرشيدياكون حبيب جرجس
، التي طُبعت عام 1935 [20] . وأيضًا عدنا إلى الطبعة الحديثة من كتاب العهد الجديد
(عربي-قبطي) التي أصدرتها دار الكتاب المقدس عام 2017 [21].
في المقابل، اعتمدنا في المقارنة على الكتاب المقدس، طبعة دار الكتاب المقدس بمصر، ترجمة سميث-ڤان دايك، وهي الترجمة العربية الأكثر انتشارًا.
أولًا: مزامير يوم الجمعة العظيمة
كما أوضحنا في المقدمة، فإن مزمور باكر يوم الجمعة العظيمة يختلف اختلافًا تامًا بين كتاب البصخة المقدسة والكتاب المقدس المتداول. ولكن ما سر هذا الاختلاف التام في نصوص المزامير، الذي لم نجد مثله في نصوص الإنجيل؟
السبب في ذلك هو أن الترجمة العربية في كتاب البصخة المقدسة وكتب القراءة الكنسية هي ترجمة عربية تمت عن النص القبطي كما أسلفنا، وهو بدوره مترجم عن الأصل اليوناني للترجمة السبعينية لأسفار العهد القديم. أما الترجمة العربية (سميث-فان دايك) فهي مأخوذة عن الأصل العبري. والفرق بين الترجمة اليونانية السبعينية للعهد القديم والتوراة العبرية هو أولًا في عدد الأسفار، حيث لا تحتوي التوراة العبرية على الأسفار المسماة بالأسفار القانونية الثانية، وثانيًا، وهو ما يهمنا الآن، في ترقيم المزامير كما يأتي [22]:
الترجمة العربية (سميث-ڤان دايك) – الأصل العبري | الترجمة السبعينية اليونانية والترجمة القبطية |
المزامير من 1 إلى 8 | المزامير من 1 إلى 8 |
المزمورين 9 + 10 | المزمور 9 [دمج المزمورين 9+10 في مزمور واحد] |
المزامير من 11 إلى 113 | المزامير من 10 إلى 112 |
المزمورين 114 + 115 | المزمور 113 [دمج المزمورين 114+115] |
المزمور 116: عدد 1 إلى 9 | المزمور 114 |
المزمور 116: عدد 10 إلى 19 | المزمور 115 |
المزامير من 117 إلى 146 | المزامير من 116 إلى 145 |
المزمور 147: عدد 1 إلى 11 | المزمور 146 |
المزمور 147: عدد 12 إلى 20 | المزمور 147 |
المزامير من 148 إلى 150 | المزامير من 148 إلى 150 |
وما يزيد الارتباك هو اختلاف الأعداد داخل كل مزمور في النص العبري عن تقسيم الأعداد في الترجمة السبعينية وبالتبعية في الترجمة العربية عن القبطية.
وبناءً على ذلك تكون المقارنة الصحيحة لمزامير يوم الجمعة العظيمة كما يلي:
كتاب البصخة المقدسة | الكتاب المقدس (سميث-ڤان دايك) |
مزمور 26: 15 | مزمور 27: 15 12 لا يوجد العدد 15 بل ينتهي المزمور بالعدد 14. ولكن المقطع الثاني من العدد 12 يقول: |
15 لأنه قام عليّ شهود زور وكذب الظلم لذاته. | 12 لأنه قد قام عليّ شهود زور ونافث ظلم.[23] |
مزمور 34: 13، 14، 19 | مزمور 35: |
13 قام على شهود جور، وعما لا أعلم سألوني. 14 جازوني بدل الخير شرا، 19 صارين علىّ بأسنانهم. | 11 شهود زور يقومون، وعما لم أعلم يسألونني. 12 يجازونني عن الخير شرا،… 16 … حرقوا علي أسنانهم. |
كتاب البصخة: الجمعة العظيمة: مزمور الساعة الثالثة | الكتاب المقدس (سميث-ڤان دايك) |
مزمور 37: 17 | مزمور 38: 17 |
17 أما أنا فمستعد للسياط، ووجعي مقابلي في كل حين. | 17 لأني موشك أن أظلع [24]، ووجعي مقابلي دائما. |
مزمور 21: 15 | مزمور 22: |
15 قد احاطت بي كلاب كثيرة، وزمرة من الأشرار أحدقت بي. | 16 لأنه قد أحاطت بي كلاب. جماعة من الأشرار اكتنفتني.… |
كتاب البصخة: الجمعة العظيمة: مزمور الساعة السادسة | الكتاب المقدس (سميث-ڤان دايك) |
مزمور 37: 21، 22 | مزمور 38: |
21 رفضوني أنا الحبيب مثل ميت مرذول، وجعلوا مساميرًا في جسدي،[غير مُطابق] 22 فلا تهملني ياربي وإلهي. | 20 والمجازون عن الخير بشر، يقاومونني لأجل اتباعي الصلاح.[غير مُطابق] 21 لا تتركني يا رب. يا إلهي، لا تبعد عني. |
مزمور 21: 8، 9 | مزمور 22: |
8 تكلموا بشفاههم وحركوا رؤوسهم وقالوا: 9 عن كان آمن وإتكل علي الرب، فليخلصه ولينجيه إن كان أرده. | 7 كل الذين يرونني يستهزئون بي. يفغرون الشفاه، وينغضون الرأس قائلين: 8 «اتكل على الرب فلينجه، لينقذه لأنه سر به». |
مزمور 21: 16-17 | مزمور 22: 16- |
16 ثقبوا يدي ورجلي، وأحصوا عظامي. 17 إقتسموا ثيابي بينهم، وعلي لباسي إقترعوا. | 16 … ثقبوا يدي ورجلي. 17 أحصي كل عظامي، وهم ينظرون ويتفرسون في. 18 يقسمون ثيابي بينهم، وعلى لباسي يقترعون. |
كتاب البصخة: الجمعة العظيمة: مزمور الساعة التاسعة | الكتاب المقدس (سميث-ڤان دايك) |
مزمور 68: 1 | مزمور 69: 1-2 |
1 أحييني يا الله فإن المياه قد بلغت إلي نفسي، وتورطت في حمأة الموت، | 1 خلصني يا الله، لأن المياه قد دخلت إلى نفسي. 2 غرقت في حمأة عميقة، وليس مقر.… |
مزمور 68: 19 | مزمور 69: |
19 وجعلوا في طعامي مرارة، وفي عطشي سُوقي خلًا | 21 ويجعلون في طعامي علقمًا، وفي عطشي يسقونني خلًا. |
كتاب البصخة: الجمعة العظيمة: مزمور الساعة الحادية عشر | الكتاب المقدس (سميث-ڤان دايك) |
مزمور 142: 6 | مزمور 143: 6، 7 |
6 بسطت يدي إليك، فاستجب لي يا رب عاجلاً فقد فنيت روحي. ولا تصرف وجهك عني، فأشابه الهابطين في الجب. | 6 بسطت إليك يدي، نفسي نحوك كأرض يابسة. سلاه. 7 أسرع أجبني يا رب. فنيت روحي. لا تحجب وجهك عني، فأشبه الهابطين في الجب. |
مزمور 30: 3، 4 | مزمور 31: |
3 في يديك أستودع روحي، 4 ولقد فديتني أيها الرب إله الحق. | 5 في يدك أستودع روحي. فديتني يا رب إله الحق. |
كتاب البصخة: الجمعة العظيمة: مزمور الساعة الثانية عشر | الكتاب المقدس (سميث-ڤان دايك) |
مزمور 87: 4 | مزمور 88: 4 |
4 جعلوني في جب سفلي في مواضع مظلمة وظلال الموت،… | 4 حُسبت مثل المنحدرين إلى الجب. صرت كرجل لا قوّة له. |
مزمور 22: 3 | مزمور 23: |
3 وإن سلكت في وسط ظلال الموت، فلا أخشي من الشر لأنك معي. | 4 أيضًا إذا سرت في وادي ظلّ الموت لا أخاف شرًا، لأنك أنت معي.… |
مزمور 44 : 9، 11 | مزمور 45: |
9 كرسيك يا الله إلي دهر الدهور، قضيب الإستقامة هو قضيب ملكك، 11 المُر والميعة والسليخة من ثيابك. | 6 كرسيك يا الله إلى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب ملكك. 8 كل ثيابك مُر وعود وسليخة.… |
نلاحظ من هذه المقارنة ما يلي:
* وجود اختلافات واضحة في تقسيم الإعداد بين الترجمتين، مما يتسبب في ارتباك عند محاولة المقارنة.
* وجود اختلافات في الصياغة نتيجة لاختلاف الترجمة، تكون طفيفة في بعض الأحيان وكبيرة في أحيان أقل.
* الملاحظة الأهم هي أن المزمور 37، العدد 21 في الترجمة العربية عن القبطية، غير مُطابق في المزمور 38 المقابل له في ترجمة سميث-ڤان دايك.
أين العدد 21 من المزمور 37؟!
للبحث عن هذا العدد، سنستعرض آخر ثلاثة أعداد في المزمور 38 في جميع نسخ الترجمات العربية المتاحة:
النسخ العربية المترجمة عن القبطية | الترجمات العربية للكتاب المقدس |
المخطوطة الفاتيكانية: صفحة 52 | ترجمة سميث-ڤان دايك |
مزمور 37 (الأعداد غير مُرقمة) | مزمور 38: 20-22 |
رفضوني أنا الحبيب مثل ميت مرذول ومسامير جعلوا في جسدي لا تتركني عنك أيها الرب ألهي ولا تبتعد عني أصغ لمعونتي يا رب خلاصي | 20 والمجازون عن الخير بشر، يقاومونني لأجل اتباعي الصلاح. 21 لا تتركني يا رب. يا إلهي، لا تبعد عني. 22 أسرع إلى معونتي يا رب يا خلاصي. |
كتاب مزامير داوود النبي | الترجمة العربية المشتركة |
مزمور 37 :21-23 | مزمور 38: 20- 23 |
21 رفضوني أنا الحبيب مثل ميت مرذول ومساميرا جعلوا في جسدي 22 فلا تهملني يا ربي وإلهي ولا تتباعد عني 23 التفت إلى معونتي يا رب خلاصي | 20 أعدائي بلا سبَبٍ عَظُموا، وكثُرَ المُبغِضونَ لي باطِلاً. 21 يُجازونَني عَنِ الخيرِ بالشَّرِّ، ويُقاومونَني لأنِّي أتبَعُ الخيرَ. 22 يا ربُّ لا تترُكْني وَحيدًا. يا إلهي، لا تتَباعدْ عَنِّي. 23 أسرِعْ إلى نَجدَتي يا ربُّ، فَبِكَ أنتَ خلاصي! |
كتاب المزامير قبطي – عربي | الترجمة اليسوعية (الكاثوليكية) |
مزمور 37: 21-23 | مزمور 38: 20-23 |
[مطابق للنص السابق] | 20 من بِلا سببٍ يُعادوني كَثيرون ومَن ظُلْماً يُبغِضوني عديدون. 21 ومَن عنِ الخَيرِ بِالشرّ جازَوني لأّنِّي أَسْعى إلى الصَّلاح عادَوني. 22 لا تَترُكْني أيُّها الرَّبُّ إِلهي ولا تَتَباعَدْ عنِّي. 23 أَسرعْ إلى نُصْرتي أَيُّها السَّيِّدُ خَلاصي. |
كتاب البصخة المقدسة | ترجمة العهد القديم العبري بين السطور |
مزمور 37 : 21-22 | مزمور 38: 20-23 |
21 رفضوني أنا الحبيب مثل ميت مرذول، وجعلوا مساميراً في جسدي. 22 فلا تهملني ياربي وإلهي. | 20 ومعاديّ أحياء عظموا وكثروا مبغضيّ زورًا. 21 ومجازو شر بدل خير يشاطنونني بدل اتباعي خيرًا. 22 لا تتركتي يا يهوه إلهي لا تبتعد مني. 23 أسرع إلى مساعدتي يا أدوناي خلاصي.[25] |
كتاب المزامير الشريف | |
مزمور 37: 20-23 [26] | |
20 الذين يجازون عن الخير بالشر افتروا عليّ لاتباعي الصلاح. 21 فلا تهملني أيها الرب إلهي ولا تتباعد عني. 22 أسرع إلى معونتي يا رب. يا خلاصي. |
وبناء على ما سبق، نجد أن هذا العدد موجود في كافة المصادر القبطية، ولكنه غير موجود بتاتًا في كل المصادر العربية المترجمة عن الأصل العبري، وأيضًا غير موجود في المصادر العربية المترجمة عن الترجمة اليونانية السبعينية، التي هي مصدر الترجمة القبطية. بينما الأعداد التي قبله وبعده موجودة وبنفس المعنى مع اختلاف التعبيرات.
لن يكتمل البحث والتدقيق إلا بالعودة إلى أقدم المخطوطات القبطية، ومقارنتها بأقدم المخطوطات العبرية واليونانية السبعينية، لتحديد مدى أصالة هذا النص، وهو ما ليس في إمكان كاتب هذه السطور حتى الآن.
ثانيًا: نبوات يوم الجمعة العظيمة
سنجري المقارنة على مثالين فقط:
النبوة الثانية من الساعة السادسة ليوم الجمعة العظيمة | الكتاب المقدس (سميث-ڤان دايك) |
سفر إشعياء 53: 7-12 | سفر إشعياء 53: 7-12 |
مثل خروف سيق إلى الذبح، وكحمل صامت أمام الذي يجزه، هكذا لم يفتح فاه فرفع حكمه في تواضعه وجيله من يقدر أن يصفه. ستنزع حياته من الأرض، ولأجل آثام الشعب جاء إلى الموت، وسأعطي المتجاوزي الناموس مجازاة دفنة والأغنياء مكافأة موته لأنه لم يصنع إثمًا، ولم يوجد في فمه غش أما الرب فشاء أن يشفيه من الكلوم، وإذا ما أسلمتم ذواتكم ذبيحة عن الخطية فستري نفوسكم زرعًا عزه كثير، وشاء الرب أن ينزع الآلام من نفسه ويريه النور ويوجد الفهم ويصنع البر ويكون عبدًا حسنًا للجماعة، إذ يحمل خطاياهم، ومن اجل هذا هو يرث الكثيرين ويقسم غنائم الأقوياء حيث أسلم نفسه للموت وأحصي مع الأثمة، وهو قد حمل خطايا كثيرين وأسلم من أجل الإثم. | 7 ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه. كشاة تساق إلى الذبح، وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه.8 من الضغطة ومن الدينونة أخذ. وفي جيله من كان يظن أنه قطع من أرض الأحياء، أنه ضرب من أجل ذنب شعبي؟9 وجعل مع الأشرار قبره، ومع غني عند موته. على أنه لم يعمل ظلما، ولم يكن في فمه غش.10 أما الرب فسر بأن يسحقه بالحزن. إن جعل نفسه ذبيحة إثم يرى نسلا تطول أيامه، ومسرة الرب بيده تنجح.11 من تعب نفسه يرى ويشبع، وعبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين، وآثامهم هو يحملها.12 لذلك أقسم له بين الأعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة، من أجل أنه سكب للموت نفسه وأحصي مع أثمة، وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين. |
نبوة الساعة الثانية عشر من يوم الجمعة العظيمة | الكتاب المقدس (سميث-ڤان دايك) |
مراثي إرميا 3: 1-5 [يُقرأ الاصحاح كاملًا حتى العدد 22] | مراثي إرميا 3: 1-15 [الأصحاح ينتهي بالعدد 66] |
1 أنا هو الرجل الذي رأى المذلة. أتى عليَّ بقضيب غضبه وقادني وسيّرني في الظلمة لا في النور، والآن رد يده عليّ النهار كله.2 أبلي لحمي وجلدني وسحق عظامي. أحاط بي ونكس رأسي، أذلني وأجلسني في مواضع مظلمة، مثل الموتى منذ القدم.3 سيج عليَّ حتى لا أخرج، ضاعف ربطي ووثق سلسلتي، أدعوه فلم يستجب لي، وأصرخ إليه فلم يسر وصد صلاتي، سيج سبلي وأغلق طرقي المسكونة.4 صار لي كدبّ كامن وأسد في موضع مختفي، طاردني وصرعني وتركني هالكًا، أوتر قوسه وأقامني هدفًا ليلقي في سهامه. 5 أدخل في كليتي نبال جعبته، صرت ضحكة لكل شعبي وأغنية لهم النهار كله جرعني الحنظل، أسكرني من العلقم. | 1 أنا هو الرجل الذي رأى مذلة بقضيب سخطه.2 قادني وسيّرني في الظلام ولا نور.3 حقًا إنّه يعود ويرد علي يده اليوم كله.4 أبلى لحمي وجلدي. كسر عظامي.5 بنى علي وأحاطني بعلقم ومشقة.6 أسكنني في ظلمات كموتى القدم.7 سيّج عليّ فلا أستطيع الخروج. ثقّل سلسلتي.8 أيضا حين أصرخ وأستغيث يصد صلاتي.9 سيّج طرقي بحجارة منحوتة. قلّب سبلي.10 هو لي دب كامن، أسد في مخابئ.11 ميّل طرقي ومزّقني. جعلني خرابًا.12 مد قوسه ونصبني كغرض للسهم.13 أدخل في كليتي نبال جعبته.14 صرت ضحكة لكل شعبي، وأغنية لهم اليوم كله.15 أشبعني مرائر وأرواني أفسنتينا، |
نلاحظ الاختلافات في التعبيرات النبوية بين الترجمتين كما هو الحال في المزامير. وتبدو لغة الترجمة البيروتية في معظم المقاطع أكثر وضوحًا وسلاسة من الترجمة العربية عن القبطية. كما توجد اختلافات في تقسيم الأعداد، وهو ما يتضح جليًا في مراثي إرميا.
ثالثًا: أناجيل يوم الجمعة العظيمة
ننتقل لمقارنة نصوص القراءات المأخوذة من البشائر الأربعة:
الإنجيل الثاني للساعة السادسة من يوم الجمعة العظيمة | الكتاب المقدس (سميث-ڤان دايك) |
إنجيل مرقس 15: 26–33 | إنجيل مرقس 15: 26–33 |
26 وكان عنوان علته مكتوبًا: ملك اليهود.27 وصلبوا معه لصين واحدًا عن يمينه والآخر عن يساره،28 فتم الكتاب القائل: وأحصي مع الأثمة.29 وكان المجتازون به يجدفون عليه ويحركون رؤوسهم قائلين: يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام30 خلص نفسك وانزل عن الصليب.31 وكذلك رؤساء الكهنة كانوا يستهزئون فيما بينهم مع الكتبة قائلين: خلص آخرين وأما نفسه فلم يقدر أن يخلصها،32 إن كان هو المسيح ملك إسرائيل فلينزل الآن عن الصليب لنري ونؤمن. وكان اللذان صلبا يعيرانه أيضًا.33 ولما كانت الساعة السادسة كانت ظلمة على الأرض كلها إلى الساعة التاسعة. | 26 وكان عنوان علته مكتوبا: «ملك اليهود».27 وصلبوا معه لصين، واحدا عن يمينه وآخر عن يساره.28 فتم الكتاب القائل: «وأحصي مع أثمة».29 وكان المجتازون يجدفون عليه، وهم يهزون رؤوسهم قائلين: «آه يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام!30 خلص نفسك وانزل عن الصليب!»31 وكذلك رؤساء الكهنة وهم مستهزئون فيما بينهم مع الكتبة، قالوا: «خلص آخرين وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها!32 لينزل الآن المسيح ملك إسرائيل عن الصليب، لنرى ونؤمن!» واللذان صلبا معه كانا يعيرانه.33 ولما كانت الساعة السادسة، كانت ظلمة على الأرض كلها إلى الساعة التاسعة. |
الإنجيل الأول للساعة التاسعة من يوم الجمعة العظيمة | الكتاب المقدس (سميث-ڤان دايك) |
إنجيل متى 27: 46–50 | إنجيل متى 27: 46–50 |
46 فلما كانت الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلًا: إيلي إيلي لما شبقتني؟! أي إلهي إلهي لماذا تركتني؟!47 فقوم من الواقفين هناك، لما سمعوا قالوا: إنه ينادي إيليا48 وللوقت أسرع واحدًا منهم وأخذ إسفنجة وملأها خلًا وجعلها على قصبة وسقاه،49 وأما الباقون فقالوا: دعوه لنري هل يأتي إيليا ليخلصه.50 فصرخ يسوع أيضًا بصوت عظيم وأسلم الروح. | 46 ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلًا: «إيلي، إيلي، لما شبقتني؟» أي: إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟47 فقوم من الواقفين هناك لما سمعوا قالوا: «إنه ينادي إيليا».48 وللوقت ركض واحد منهم وأخذ إسفنجة وملأها خلًا وجعلها على قصبة وسقاه.49 وأما الباقون فقالوا: «اترك. لنرى هل يأتي إيليا يخلصه!»50 فصرخ يسوع أيضًا بصوت عظيم، وأسلم الروح. |
الإنجيل الرابع للساعة الحادية عشر من يوم الجمعة العظيمة | الكتاب المقدس (سميث-ڤان دايك) |
إنجيل يوحنا 19: 31–37 | إنجيل يوحنا 19: 31–37 |
31 فأما اليهود إذ كان يوم الجمعة، ولكي لا تبقي الأجساد على الصليب في السبت، لأن يوم ذلك السبت كان عظيمًا، فسألوا بيلاطس أن تكسر سيقانهم ويرفعوا.32 فأتي العسكر وكسروا ساقي الأول والآخر اللذين صلبا معه،33 وأما يسوع فلما جاءوا إليه لم يكسروا ساقية لأنهم رأوه قد مات،34 لكن واحدًا من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء،35 والذي عاين وشهد شهادته حق، وهو يعلم أيضًا أنه يقول الحق، لتؤمنوا أنتم أيضًا36 لأنه هكذا كان ليتم الكتاب القائل: أن عظمًا لا يكسر منه.37 وأيضًا يقول كتاب آخر: ستنظرون إلى من طعنوه. | 31 ثم إذ كان استعداد، فلكي لا تبقى الأجساد على الصليب في السبت، لأن يوم ذلك السبت كان عظيمًا، سأل اليهود بيلاطس أن تُكسّر سيقانهم ويُرفعوا.32 فأتى العسكر وكسروا ساقي الأول والآخر المصلوب معه.33 وأما يسوع فلما جاءوا إليه لم يكسروا ساقيه، لأنهم رأوه قد مات.34 لكن واحدًا من العسكر طعن جنبه بحربة، وللوقت خرج دم وماء.35 والذي عاين شهد، وشهادته حق، وهو يعلم أنه يقول الحق لتؤمنوا أنتم.36 لأن هذا كان ليتم الكتاب القائل: «عظم لا يكسر منه».37 وأيضًا يقول كتاب آخر: «سينظرون إلى الذي طعنوه». |
وهنا نلاحظ أن الاختلافات بسيطة ومعظمها في الصياغات اللغوية، مع اتفاق الأسفار والشواهد بين الترجمتين. وربما يكون الاختلاف الأبرز في مقطع إنجيل يوحنا، في الساعة الحادية عشرة، في الإصحاح 19، العدد 31، الذي يؤرخ لعادة كسر السيقان في يوم الجمعة استعدادًا ليوم السبت.
فيما يلي استعراض ليوحنا 19: 31 في كل الترجمات المتاحة:
النسخ العربية المترجمة عن القبطية | الترجمات العربية للكتاب المقدس |
كتاب البصخة المقدسة | ترجمة سميث-ڤان دايك |
إنجيل يوحنا 19: 31 [27] | 31 ثم إذ كان استعداد، فلكي لا تبقى الأجساد على الصليب في السبت |
31 فأما اليهود إذ كان يوم الجمعة، ولكي لا تبقي الأجساد على الصليب في السبت | الترجمة العربية المشتركة |
البشائر الأربعة عربي-قبطي، طبعة لندن 1827 | 31 كان ذلك يوم التهيئة للسبت، فطلب اليهود من بيلاطس أن يأمر بكسر سيقان المصلوبين وإنزال جثثهم عن الصليب لئلا تبقى يوم السبت |
إنجيل يوحنا 19: 31 [28] | الترجمة اليسوعية (الكاثوليكية) |
31 وأما اليهود فلئلا تبقى الأجساد في السبت، لأنه يوم الجمعة، لأن يوم ذلك السبت كان عظيمًا | 31 وكان ذلك اليوم يوم التهيئة، فسأل اليهود بيلاطس أن تكسر سوق المصلوبين وتنزل أجسادهم، لئلا تبقى على الصليب يوم السبت |
الكتاب المقدس، العهد الجديد، حبيب جرجس 1935 | ترجمة كتاب الحياة |
إنجيل يوحنا 19: 31 [29] | 31 ولما كان الإعداد يتم في ذلك اليوم، طلب اليهود من بيلاطس أن تكسر سيقان المصلوبين، فتؤخذ جثثهم لئلا تبقى معلقة على الصليب يوم السبت |
31 ثم إذ كان الاستعداد [30] فلكي لا تبقى الأجساد على الصليب في السبت | الترجمة البولسية |
العهد الجديد: عربي–قبطي، 2017 | 31 إذ كان يوم التهيئة، فلئلا تبقى الأجساد على الصليب في السبت |
إنجيل يوحنا 19: 31 [31] | ترجمة العهد الجديد بين السطور |
31 فأما اليهود إذ كان يوم الجمعة، ولكي لا تبقى الأجساد على الصليب في السبت | 31 على تبقى لا كي كان استعداد إذ اليهود ف يوم عظيمًا، لأن كان السبت[32] |
نكتشف هنا إجماع كل الترجمات عن الأصل اليوناني، بما فيها الترجمة التي قام بها القديس الأرشيدياكون حبيب جرجس، أن التعبير الأدق هو يوم الاستعداد
وليس يوم الجمعة
. وهذا الاختلاف بين الترجمتين ربما يعود إلى أن المترجم عن القبطية رأي أن يوم الاستعداد للسبت هو بالضرورة يوم الجمعة. وبالعودة للنص القبطي لم نجد تعبير يوم الجمعة
مذكور نصًا.
ما أهمية هذا الموضوع من الأصل؟!
تكمن أهمية هذا الموضوع في أنَّ المتابع للصلوات في الكنيسة، في كل الأيام والمناسبات، خاصةً مع انتشار تطبيقات القراءات الكنسية على الهواتف المحمولة، يجب ألا يُصاب بالارتباك من اختلاف القراءات بين الترجمات المختلفة. وفي حالة المزامير، يجب ألا تُشكِّلَ الاختلافات في أعداد وأرقام المزامير عائقًا أمام المتابع والقارئ في إيجاد هذه النصوص في الترجمة العربية المُنتشرة. وللأسف، مثل هذه الاختلافات في ترجمة المزامير، والمثال الصارخ لها هو النص الذي بحثناه مُعمَّقًا من مزمور 37 [مزمور 38]، الموجود فقط في الترجمة القبطية وغير الموجود في الترجمات الأخرى، تُؤدِّي إلى فتح الباب أمام التشكيك في النص المُقدَّس، مما يستوجب التدقيق والمراجعة والشرح.
ما العمل؟ وعلى أي الترجمات نعتمد؟
هناك أكثر من اقتراح، أولها اعتماد الترجمة البيروتية (سميث-ڤان دايك) كترجمة رسمية للكنيسة القبطية، بالتالي تحويل جميع كتب القراءات إلى هذه الترجمة. وهو ما قامت به بالفعل بعض الكتب والمواقع والتطبيقات بالنسبة لِـ”قطمارس الأيام”، حيث تم استبدال نصوص العهد الجديد كاملة بنصوص الترجمة البيروتية عوضًا عن الترجمة العربية القديمة. إلا أنه لم يتم ذلك في نصوص المزامير لسابق المشكلة التي تم شرحها بخصوص ترقيم المزامير والآيات.
مع العلم أن هذا قد تم بمبادرات فردية وليس بقرار من المجمع المقدس. ولهذا، فإن المتابع حاليًا للطقوس اليومية سيجد أن القراءات التي تُتلى من كتب المنجلية هي وفقًا للترجمة العربية القديمة كما هي. بينما عند استخدام الكتب أو المواقع أو تطبيقات الهاتف، فإنه يجد أن النصوص مختلفة لاختلاف الترجمة! وبناءً على ذلك، فإنّه إذا كانت الكنيسة ستتبنى استبدال الترجمة القديمة بترجمة ڤان دايك، فليكن ذلك بقرار من المجمع المقدس، ومن ثم يتم تغيير جميع كتب القراءات الكنسية المختلفة وفقًا لذلك.
الاقتراح الثاني هو أنْ تقوم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بترجمة الكتاب المقدس ترجمة جديدة خاصةً بها من اللغات الأصلية مع الأخذ في الاعتبار النص القبطي. وهو جهد كبير سيستغرق عشرات السنوات، ولكنه لن يبدأ من الفراغ، إذ هناك بعض المحاولات التي بدأت ولم تكتمل، ويجب البناء عليها.
الاقتراح الثالث، وهو الأقرب إلى الواقعية، هو الاستمرار في العمل بالترجمة العربية القديمة بعد مراجعتها وضبطها. وهذا هو العمل الذي بدأته الكنيسة بالفعل في عهد البابا تواضروس الثاني، حيث تمت مراجعة وإصدار قطمارس الصوم الأربعيني المقدس عام 2021، الذي حوفظ فيه على الترجمة القديمة مع بعض الضبط للتعبيرات والألفاظ والقواعد.
ونحن لنتمنى، أولًا، أن يكتمل العمل بمراجعة جميع كتب القطمارس، وثانيًا، أن تُضاف هوامش تتضمن أرقام الإصحاح والآيات المقابلة للنص في الترجمة البيروتية ليسهل على القارئ الرجوع إليها، خاصةً في حالة نصوص المزامير.