في هذا السياق، سأركز على الزواج القانوني بين المواطنين المصريين، تاركًا جانبًا زواج الأجانب. كما لن أتناول المسائل العقائدية للمسيحيين أو المسلمين، بل سأركز على الجانب القانوني البحت. وسأستعين بقصة لتوضيح مفهومي للقراء غير القانونيين.

يتمتع كريستين وأحمد بعلاقة حب مميزة للغاية. يتميز أحمد بأنه متسامح للغاية ويحترم حرية الدين. فقد عبر لكريستين عن موقفه قائلًا: “لا أمانع أن نتزوج وأن نحتفظ كلانا بدينه. فأنا أقدر ارتباطك بدينك وأسعد بأن أوصلك إلى الكنيسة بنفسي كل يوم أحد”.

إشكالية تسجيل عقد الزواج

تقدم أحمد لخطبة كريستين، إلا أن أهلها رفضوا بسبب اختلاف الأديان. لكن كريستين صرّحت أن “اختلاف الدين لن يقف عائقًا أمام قلبين تحابا”. فهربت من منزلها وأعلنت بقوة “أحمد لي وأنا له”.

يقرر أحمد، المعروف باحترامه، إضفاء الشرعية والقانونية على علاقتهما. بدأ أحمد بالاستفسار عن كيفية الزواج، وتلقى الرد التالي: “نأسف لإبلاغك، يا أحمد، أن الزواج في مصر يتم من خلال موثق معتمد من الدولة. بالنسبة للمسلمين، يكون الموثق شيخًا، وللمسيحيين يكون قسيسًا، وللأطراف الأجنبية يكون موظفًا في وزارة العدل”.

صُدمت كريستين وسألت: “كيف سنتزوج؟”، فكان الرد أن الحل الوحيد هو عقد زواج عرفي لدى محامٍ، ثم فيما بعد تُرفع دعوى إثبات زواج أمام المحكمة. وعند صدور الحكم، يتم تسجيله في الأحوال المدنية

إشكالية تسجيل الأطفال وديانتهم

بعد سنتين أو ثلاث، أنجبت كريستين طفلين، صبيًا وفتاة. هنا تظهر إشكالية جديدة حول دين الأطفال، الأطفال سيكون دينهم على حسب الأب أم الأم؟ طبقًا للقانون المصري والأحكام القضائية، الأطفال هنا سيكون دينهم تابعًا لأفضل الأبوين دينًا والمقصود هنا الدين الإسلامي.

إشكالية الميراث

بعد عشر سنوات من الزواج وبعد حياة مستقرة أحمد تعرض لحادث ومات للأسف، نبدأ في إجراءات الدفن والعزاء، ثم أعلام وراثة لحفظ الحقوق، فمَا هي الإجراءات؟

بعد عقد من الزواج، تلقى نبأ محزن بفقدان أحمد إثر حادث مأساوي. بدأت إجراءات ما بعد الوفاة على الفور، بما في ذلك:

إجراءات الدفن والعزاء: (التواصل مع الجهات المختصة لترتيبات الدفن، تحديد موعد ومكان العزاء، إخطار الأقارب والأصدقاء بموعد العزاء.)

إعلام الورثة: (إخطار الورثة الشرعيين بوفاة أحمد، بما في ذلك الزوجة والأبناء والوالدين. تقديم المستندات اللازمة لإثبات الورثة.)

الحفاظ على الحقوق: (حصر ممتلكات المتوفى، بما في ذلك العقارات والسيارات والأموال. تقديم طلب إصدار شهادة حصر الورثة من المحكمة المختصة. استخراج وثائق إثبات ملكية الممتلكات باسم الورثة.)

مدام كريستين: “احنا آسفين حضرتك ملكيش ميراث”، تسأل كريستين: “ليه؟ أنا كنت زوجة عشر سنوات ومات وأنا زوجته!”، فيجيبون: “أصل حضرتك دين مختلف عن دين الزوج واختلاف الدين من موانع الميراث”، “نعم؟!” تسأل كريستين في تعجب واستنكار، فيجيبون: “أيوة يا فندم ده الشرع والقانون ومن باب الأمانة لازم تعرفي أولادك برضو، لا هينفع تورثي منهم ولا تورثيهم، عشان تبقي عارفه، فلو يعني عندك حاجة، لازم تكتبيها ليهم بيع وشراء”.

إشكالية الوصاية على الأطفال

كريستين تفكر وتقول: “مش مشكلة أنا أخدت حظي من الدنيا وكنت عايشه مع إنسان بحبه أنا هعيش عشان أولادي ربنا يخليهم ليّ”. يكون الرد: “معلش يا مدام كريستين، والله ما قصدي أزعلك حضرتك، أمهم على عينينا ورأسنا، لكن الحضانة من حقك حتى لو كنتي كتابيه، القانون قال كده، بس الوصاية مش ليكي، مينفعش يكون ليكي ولاية على الأطفال دول”.

تسأل كريستين: “أمال هتكون لمين؟”، يكون الرد:  “أب أو أخ للزوج، أم الزواج أو أخته”، ترد كريستين: “يعني أخت جوزي اللي كانت مطلعة عيني هي هتبقى الوصي؟”، فيجيبون: “أيوة، وأي فلوس للقاصر أو تعامل مادي أو مصيري أو حتى نقل من مدرسة لمدرسة هي اللي هتعمله”. تسأل كريستين: “يعني إيه؟”، يكون الرد: “يعني زي ما حضرتك سمعتي، ده القانون ودي الحقوق والواجبات”.
تقول كريستين: أيوه بس أنا مكنش أعرف كده!

لأن حضرتك مسألتيش قبل ما تدخلي العلاقة.

كريستين فهمت، فقالت: “أليس هذا هو  نفس وضع الجارية قديمًا؟!”

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

سعيد فايز
[ + مقالات ]