المقال رقم 3 من 19 في سلسلة هؤلاء علموني

المشهور عن جوته أنه أديب عظيم، وقد نقل إلى اللغة العربية من مؤلفاته قصة «آلام فرتر» ودراما «» وله أشعار رائعة تذكر أبياتًا وقصائد؛ لأن كثيرًا من سطورها يحوي الحكمة العالية. وقد كان جوته يكتب يومياته؛ أي إنه كان يدوِّن الحوادث التي مرت به في أيامه يومًا بعد يوم، كي يحاسب نفسه على ما أنجز من أعمال، ونحن ننقل هنا يومين في حياته كما دوَّنهما.

في الصباح انتهيت من المقطوعة الرابعة وأرسلتها للنسخ. قرأت «فروسشموزلر» عن أنواع الحشرات.
تجارب في الكهربية الجلفانية.
في المساء مع شيلر: أثر العقل والطبيعة في سلوك البشر.
ثم في الصباح المبكر صححت قصيدتي… ثم قمت بتشريحات الضفدع.
استراحة في الصباح في حديقة شيلر الجديدة… تحدثنا عن تخطيطها… وقبل ذلك أعدت النظر في المقطوعتين الأولى والثانية. وفي الصباح صنعت جدولًا للألوان.

()

والمتأمل لهذه التدوينات في يومين من أيام جوته يحتاج إلى التساؤل: أأديبًا كان جوته أم عالمًا؟ وهذا السؤال هو موضوع بحثنا هنا.

إن عبقرية جوته لم تكن في الأدب أو العلم أو الفن، وإنما كانت في شخصيته، وصحيح أن له مآثر في هذه الثلاثة، ولكن مأثرته الأولى هي شخصيته، فقد عيب عليه ذات مرة أنه لا يُعنى كثيرًا بموهبته في الشعر والأدب، فكان جوابه: إن من حقي أن أُعنى بشخصيتي، وهي أكبر من أدبي.

إن همَّ الأديب الصغير أن يصقل قصيدة أو يحسن تأليف قصة أو مقال، ولكن همَّ جوته كان تأليف شخصيته وتربية نفسه.

وجمهور القراء يعرف أدب جوته، ولكن قليلًا منهم من يعرفون أبحاثه العميقة في العلوم، فإن له مكتشفات في الة والبيولوجية والبصريات، وقد سُمِّي نوع من الصخر باسمه برهانًا على فضله في الجيولوجية. وكان كبير الاهتمام ب، وهي المشكلة التي أرصد «» بعد ذلك حياته لحلها. وقد استطاع جوته أن يكشف عن أن المخ هو امتداد للنخاع الشوكي. ومما يُذكر عنه عقب هزيمة أنه قَدِمَ إليه نبيل ألماني، فسأله عن رأيه في الزعزعة الجديدة التي تعمُّ أوروبا، فأجابه النبيل بأن «الخلفاء» قد أساءوا السياسة في مؤتمراتهم وأن نابليون…

ولكن لم يكد النبيل يتم جملته حتى صاح به جوته: أنا لا أسأل عن هذا، لستُ أبالي هذا، إنما أسأل عن هذا الخلاف بين سانت هيلير وكوفيه ولا مارك عن أصل الأنواع وتطورها.

وكان هذا الموضوع يزعزع نفس جوته، وكان يهتم به أكثر مما كان يهتم بالسياسة الأوروبية التي زلزلها نابليون، ومن هنا اهتمامه بترتيب الحشرات وتشريح الضفدع والطاقة الكهربية… إلخ.

•••

ومن الخطأ أن يقال إن جوته كان يهتم بالآداب والعلوم؛ لأن اهتمامه الأول كان بالحياة، فكان يحب ويختبر ويسيح ويملأ المناصب الحكومية. بل إنه لم يجعل الأدب أو العلوم هدفه؛ لأن الهدف الوحيد الذي سدد إليه نشاطه هو شخصيته؛ وتعبيره حين كان يقول: إنه يبني «هرم» شخصيته، يدل القارئ على أن الثقافة كانت عنده وسيلة وليست غاية.

وإذا كان لكل كاتب عظيم رسالة، فإن رسالة جوته لم تكن الشعر أو القصة أو العلوم، وإنما كانت الشخصية باعتبارها التحفة الأولى للإنسان المثقف الذي يحيا حياة الوجدان والعقل. ومن هنا كلمة «برانديس» الأديب الدنمركي: إن حضارة الأمم تقاس بمقدار تقديرها لجوته.

والمعنى أن الأمة التي ارتقت في ثقافتها إلى المرتقى الذي تستطيع أن تفهم فيه أن رسالة الحياة هي الحياة نفسها، هي الأمة الراقية، أما إذا كانت تجعل الحياة وسيلة لأي نشاط أو هدف آخر، مثل الثقافة أو الصناعة أو الثراء أو غير ذلك، فهي غير راقية، بل إننا حين نقول إن الحياة هي الهدف، إنما نستوعب بهذا التعريف جميع الألوان الأخرى للنشاط البشري، ونستوعبها مع ذلك في تناسق يتفق والحياة العالية.

وستبقى قيمة جوته خالدة على هذا الأساس، وهو أننا يجب أن نحيا حياتنا في تعلم واختبار واستمتاع.

ولد جوته في سنة ١٧٤٩ ومات في سنة ١٨٣٢، فعاصر وديدرو و ودالمبير، هؤلاء النجوم الذين أحدثوا النهضة الأوروبية الثانية. ثم رأى مخاض العصر الجديد في الثورة الفرنسية، وفي شهابها الساطع نابليون، ورأى — عقب هزيمة نابليون في عام ١٨١٥ — المؤتمرات الأوروبية تومئ إلى الاتحاد الأوروبي بل لقد رأى هذه الفكرة تختمر أيام نابليون.

أجل إنه عاش في عصر عاصف، ولكنه لم يترك العواصف تمر به وهو جامد، بل استجاب لها وتفاعل معها. وقد درس القانون في الجامعة، وعرف دوق فيمار الذي أحبه وعيَّنه وزيرًا لهذه الدوقية الصغيرة، ولم يقبل جوته هذا المنصب لما فيه من أبهة؛ وإنما قبله لأنه وجد فيه وسيلة للتدخل في السياسة الأوروبية وفهمها. وزار إيطاليا، فعرف فيها جمال الشمس وجمال الفن، وتزوَّج واستمتع بمسرات العائلة كما كابد همومها، ومارس الزراعة واقتنى ضَيعة. وأشرف على المسرح وأحب فتاة حبًّا كان يحمله على البكاء وهو في السبعين. وكان مفراحًا يحب الاجتماع. ولكن هذا المزاج الفرح كان أحيانًا — كما هو الشأن فيه — يحمله على الاعتزال والاعتكاف، ولكن أوقات نشاطه وإلهامه كانت تنحصر في أيام الفرح والاجتماع.

•••

من علامات النضج في الإنسان أن يميز بين المعارف والحقائق؛ إذ ليس كل ما نعرف حقيقيًّا، وأن يجمع معارفه واختباراته في فلسفة أو دين؛ أي يستخرج العبرة البشرية والسلوك الأمثل مما عرف واختبر. وأن يعتاد استخراج الكليات من الجزئيات بحيث لا يشتغل بالشجرة قدر ما يشتغل بالغابة. وأن يحس حركة التاريخ في كل يوم من أيامه. وأن يكون على إحساس واتصال بالدنيا، هذه الدنيا، وهذا الكون. وأن يكون قد وصل بما لديه من حقائق وبما تربى عليه من تفكير في الكليات إلى تفاؤل بمستقبل البشر، فالرجل الناضج هو الرجل المتفائل، وتفاؤله يحمله على كفاح ما لمصلحة البشر. والرجل الناضج متدين، يحترم الحياة، وكي نحترم الحياة يجب أن نعمل لرقيها وتطورها إلى أعلى، ومقياس العلو في التطور هو مقياس بشري على كل حال. وقد كان جوته يجمع كل هذه الصفات التي يتكون منها الرجل الناضج.

•••

ومن علامات النضج في الإنسان أن يرتفع من همومه الشخصية إلى الاهتمامات العالمية.

ومن علامات النضج في الأديب أن يرفع الأدب من آراء وإحساسات تكتب إلى ممارسة في الحياة، ففن الكتابة عنده يستحيل عندئذٍ إلى بعض الفن في حياته هو. ومن علامات النضج أيضًا أن يتعرَّف الأديب إلى قوات الخير البازغة فيؤديها وينضم إليها ويكون من جنودها أو قوادها.

وقد حقَّق جوته كل هذه الأنواع الثلاثة من النضج، فإن اهتمامه بالعالم طغى على كل اهتمام شخصي آخر: ، قناة السويس، اتحاد أوروبا، الديانات الشرقية.

وحقق الفن والحب في حياته، فإن كلمة الحب لم تكن من كلمات القصص التي كان يؤلفها وإنما كانت عاطفته الغالبة التي كان يمارسها. وقد عاش في أيام الانتقال من حكم النبلاء والنظم الإقطاعية إلى حكم الصيارفة والصناعيين والتجاريين، هذا الحكم الذي عمم ال والحرية فانضم إلى هذه القوة الجديدة ودعا إلى تأييدها، بل إننا نستطيع أن نجد هذا الاتجاه في قصته «فاوست»، بل لعل هذا الاتجاه هو التفسير الحقيقي لهذه القصة.

وهناك بالطبع مَن يسأل عن مذهب جوته في الحياة والأدب والحضارة، ولكننا نحن الذين أحببنا جوته لا نكسب منه معارف؛ لأن معارفنا أكبر جدًّا من معارفه، كما هي أكبر من معارف طاليس أو ، وإنما نحن نكسب منه منهج الحياة الذي اتبعه، وهو منهج التعلم والاختبار والاستمتاع.

نكسب منه الحياة الفنية، أو كما كان يقول حرية الروح: إن أي إنسان عرف وفهم مؤلفاتي وشخصيتي حق الفهم، يضطر إلى الاعتراف بأني قد حققت لنفسي حرية الروح.

•••

كيف كان يعيش جوته؟ وكيف كان ينظر إلى نفسه؟ أي ما مقدار وجدانه بشخصيته؟

كان جوته يخشى الشتاء؛ لأن النهار يقصر والليل يطول، وكان يتعب من القراءة في ضوء الشموع، وكان هو الذي يقص بنفسه فتيلة الشمعة، وكانت آخر كلمة نطق بها قبل الوفاة: «النور»؛ لأن النور كان عنده وسيلة التثقيف والتفكير، والحياة الحيوية، ولذلك كان يحب الصيف ويكره الشتاء.

وكان يعيش نهاره كله، فلا ينام؛ أي لا يقيل، وكان يفطر في الساعة الحادية عشرة بفنجان من اللبن والشيكولاتة، ثم يتغذى في الساعة الثانية، ثم يتنزه، ثم يكون العشاء، فالقراءة والدراسة.

ولما بلغ الثمانين كتب في يومياته: هل بلغت الثمانين؟ وهل يجب عليَّ لذلك ألا أتغير، بل أعمل كل يوم مثل اليوم السابق؟ إني أحس كأني أختلف عن سائر الناس، وأبذل مجهودًا أكبر منهم كي أفكر كل يوم في شيء جديد، حتى أتجنب السأم، أجل! يجب أن نتغير على الدوام وأن نجدد شبابنا على الدوام، وإلا تَعفَّنا.

ومن أقواله في شيخوخته أيضًا: إني أمتاز بالخط الحسن في شيخوختي؛ لأني أجد في ذهني أفكارًا، لو أني شئت أن أواليها حتى تنكشف لاحتجت إلى أن أعيش حياتي مرة أخرى.

وكان يكتب يومياته، وكأنه يحاسب نفسه على درجات رقيه وبناء شخصيته يومًا بعد يوم.

وكانت حياته خصبة بالحب، ولم يكن يعرف النسك أو التقشف، ولم تكن فترات اعتكافه عن رغبة في النسك، وإنما هي بعض المزاج العام في الفرحين، وكأنها ادخار للقوة للانتفاع بها أيام السرور.

وكانت اختباراته كثيرة واستمتاعاته الإحساسية شاملة، كما كانت ثقافته موسوعية لم يحصر ذهنه في تخصص. فقد أحس الحب الحناني وهو في التاسعة عشرة فألَّف قصة «آلام فرتر» ثم جحدها؛ لأنها تحفل بالحنان واليأس والضعف، وكان يقول إنه يخجل منها عندما أينعت شخصيته وأخذ وجدانه وتعقله مكان إحساسه وعاطفته.

•••

بدأ جوته حياته الذهنية بتعلم القانون وتأليف قصة اليأس والموت في «آلام فرتر»، وانتهى في سِنِي نضجه وإيناعه باتجاه إيجابي بنائي للحياة البشرية، فدعا إلى وحدة أوروبا. وألَّف قصيدة في مدح نابليون قال فيها: إن الذي يقدر على كل شيء، يقدر أيضًا على السلام. ما أبدعه هنا! وكان يفكر في قناة السويس وقناة بنما، ويشتهي أن يعيش خمسين سنة أخرى كي يراهما محفورتين مسلوكتين؛ ذلك أنه اتجه الوجهة العالمية فأصبح يقول، كما كان يقول شيلر: وطني هو العالم؛ ولذلك صار يهتم بهندسة هذا العالم وتنظيمه كما لو كان مملكته الخاصة.

•••

جوته هو واحد من أولئك الذين تعلمت منهم، ولم أتعلم فنًّا أو أدبًا أو علمًا، وإنما هو منهج الحياة التي عاشها جوته كان ينبهني من وقت لآخر كي أعيش على مستواه.

ولست أجد في جميع مؤلفات جوته من الشعر أو القصص شيئًا عظيمًا سوى القليل من اللآلئ، وهو من حيث الشعر يدمن ذلك الطراز الذي يذكر له البيت الذي يتوهج بالحكمة، ولا تذكر له القصيدة التي تعالج موضوعًا؛ ولذلك نحن لا ندهش ولا نتعلم كثيرًا حين نقرأ مؤلفاته، ولكننا نتعلم وننتبه ونحس كأننا كنا نيامًا ثم استيقظنا حين نقرأ حياته.

هو منهج الحياة الذي يعيد إلينا ذكر «» الرسام المثال الجيولوجي المهندس الفيلسوف الأديب الرياضي العاشق، الذي تعددت اهتماماته لا لأنه تعمد هذا التعدد؛ وإنما لأنه نظر إلى الطبيعة النظرة الموضوعية الموسوعية التي تثير الاستطلاع وتهيئ المشكلات الثقافية التي يشتغل بها الذهن.

وكان جوته مثل دافنشي ينظر إلى الطبيعة، بل إلى الفنون، هذا النظر الموضوعي، ومن هنا زاد استطلاعه وتعددت اهتماماته، وأصبحت ثقافته موسوعية. والحق أن الأدب لم يكن عند جوته فنيًّا، وإنما كان الفن الذي اهتم به هو فن الحياة، ثم كان الأدب جزءًا من فن الحياة.

•••

نتعلم من جوته أن غاية الحياة هي الحياة، أي ترقية الشخصية بتربيتنا، وبسط الآفاق أمامنا للتعلم والاختبار حتى نزداد فهمًا لأنفسنا وللطبيعة، فنزداد بذلك استمتاعًا.

ونتعلم منه أننا يجب أن نؤلِّف شخصيتنا قبل أن نؤلِّف أي شيء آخر ليس هناك ما هو أهم منها عندنا؛ وذلك بأن نطلب الاختبارات، ولو كان الخطر فيها.

ونتعلم منه أن التخصص ضرر، وأن الآفاق للثقافة لا حد لها، فيجب أن ندرس الأدب كما ندرس الكيمياء والقنبلة الذرية، بل كما ندرس جنون الشيزوفرينيا وقوانين الوراثة، ونتعلم منه أننا يجب أن نشتري الاختبارات إذا لم تصادفنا، فنقرأ ونسيح ونحب ونمارس السياسة ونختلط بالمجتمع ونشتغل بترقيته.

ونتعلم منه أننا -حتى في الشيخوخة- يجب أن نستبقي شباب الذهن والعاطفة، ولن يكون هذا إلا بهيئة سابقة.

وأخيرًا نتعلم منه أننا أبناء هذا الوطن الكبير: العالم.

•••

قلنا إننا لا نكسب من جوته معارف، وإنما ننتفع به من حيث أسلوب حياته: حياة فلسفية تتغذى بالثقافة وتهدف إلى تربية الشخصية بالنمو الذي يستحيل إلى نضج.

ولكننا مع ذلك نجد أن لجوته عبرته ودلالته في الموقف الثقافي الأوروبي بين عامي ١٨٠٠ و ١٨٢٩.

ذلك أن المذهب الانفصالي كان لا يزال قائمًا بين النفس والجسم أو العقل والمادة، وداعية هذا المذهب الثنوي هو أفلاطون الذي فصل بين الفكرة والمادة. وقد أيدت العقائد الدينية هذا الانفصال. ولكن جوته رأى غير ذلك، بل ربما كان هو أول أديب دعا إلى الوحدة الوجودية في أوروبا؛ أي إن الجماد والنبات والحيوان والإنسان والمادة والعقل كلهم شيء واحد، وأن الإنسان ليس مخلوقًا منفصلًا، وإنما هو تعبير خاص للطبيعة العامة التي في الجماد والحيوان والنبات، وأن الحقيقة الأولى في هذا العالم هي التغير والاستحالة، فالطبيعة دائبة في التغير والتشكل بأشكال مختلفة، وأن الفكر البشري قد نبع من الطينة التي نبضت بالحياة الأولى.

وقد قال ذات مرة إن أعظم ما يصبوا إليه أن يهتدي إلى قانون شامل عام تنتظم به التغيرات والاستحالات في الجماد والنبات والحيوان والإنسان.

ولو كان جوته يعيش في عصرنا لعبَّر عن هذه الشهوة بأنه ينشد التفسير الذري للجماد والحياة والفكر البشري والماء السائل.

وهذا هو ما ننشده جميعًا ونوشك أن نهتدي إليه.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

جزء من سلسلة: هؤلاء علموني[الجزء السابق] 🠼 فرانسوا ماري آروويه، ڤولتير[الجزء التالي] 🠼 تشارلز روبرت داروين
سلامة موسى
[ + مقالات ]

المعرفة عقل وتجربة واختبار، ولكن العقيدة تلقين وإيحاء وتكرار.