لم أكن أعرف أن سطوري تؤرق مضاجعهم إلى حد تكليف لجانهم الإلكترونية بتمزيق كاتبها، أيما تمزيق، كان أبرز هؤلاء المستكتبين، يتخذ من “الدهاليز” عنوانًا لدكانه، ويحشد كل معلوماته -الهزيلة- ليبنى سياجًا يظن أنه يحمي مواليه، وفي جرأة يحسد عليها، يزعم ما لم تقله سطوري، أو حتى تشير إليه، ويبنى عليه مرافعته القشيبة، فلم أُشِر أو ألمح إلى أن مولاه قد تقدم بأوراق ترشحه للمقام الرفيع، وكيف له أن يزاحم أستاذه؛ مكتشفه وربيب نعمته؟
ولعل صاحب الدهليز يخبرنا ما هي رتبة مولاه، وهل الألقاب التي يحيطون بها أنفسهم وردت في طقس رسامتهم، وهل لم يسمع عن أبرز مطارنة الشرق، وأغزرهم ثقافة واشتباكًا مع هموم رعيته ووطنه، أن لقبه المتداول إعلاميًا وفى دوائر الحراك الثقافي هو “المطران جورج خضر” دون أن يحسبه أحدًا تقليلًا من شأنه؟ وقد اعتاد أن يزور مصر مرتين كل عام، وفيهما يستقبله البابا شنودة، في الكاتدرائية وفى الكلية الإكليريكية.
وراح صاحبنا المستكتب يبني على أساس فريته ثلاث أرباع صراخه ويختمه بها، ولا يعلم أن ما بني على باطل فهو باطل.
لكنى أشهد أنه خفيف الظل فقد قرأ وصف السكرتير المناظر بأنه الأثير عند البابا السابق، على أنه إساءة للبابا (هكذا) وراح يتساءل هل يليق أن يقال عن البابا إنه البابا الأثير؟ لا أعرف من أين أتى بهذا، يبدو أنه قرأها الأسير!!. عفارم عليه.
وهاله أن أشير إلى لائحة مجمع الأساقفة بأنها بحاجة إلى ضبط في صياغتها، وهي أصلًا ليست تقليدًا ولا أنجيلًا، وإنما مجموعة من القواعد التنظيمية الإدارية تنظم عمل هذا المجمع، ويمكن لطالب قانون مبتدئ أن يكتشف قصورها، بعيدًا عن صراخ الفرق بين الخضوع للرئاسة الدينية والخضوع للحق، لكنها واحدة من تداعيات الكتابة برعونة.
وخلط -عن عدم علم- بين موقع بابا الإسكندرية وبين موقع بابا روما، فالأول رئيس ديني لكرسي رسولي، بينما الأخير يجمع بين كونه رئيس ديني لكرسي رسولي ورئيس لدولة الفاتيكان، لأسباب تاريخية، ويمثله سفراء لدى غالبية دول العالم، يعرف السفير منهم بـ”القاصد الرسولي”، وهو بهذه الصفة يتكلم في السياسة ويتدخل لحل المنازعات الدولية.
ويعترض المستكتب على الإشارة إلى تنظيم إدلاء الأساقفة بآرائهم في الشأن العام والكنسي المجتمعي عبر آلية منضبطة، تحمى الكنيسة. ويعتبره تطاول لمن يقربه.
عدت إلى القاموس لأعرف معنى كلمة دهاليز، وجدته:
(دهاليز السِّياسة: منعطفاتها وأماكن لقاءاتها الخفيَّة.)
وعلى سبيل حب الاستطلاع تتبعت ما قاله القاموس فصدمني مصطلح مشتق منه وهو “أبناء الدهاليز”؛ واعتذر للقارئ، على سبيل المزحة، لعدم قدرتي على إيراده هنا.
أتذكر سلسلة مقالات كتبتها في زمن عنفوان السكرتير الأسبق لسنودس الكنيسة، والتي استغرقت نحو اثنتي عشر مقالة بجريدة روز اليوسف اليومية، آنذاك، تحت عنوان موحد “المطران بيشوى… مرحبا!!”، كان العنوان الفرعي للمقال الأخير فيها؛ “إن عدتم عدنا”.
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟
صدر للكاتب:
كتاب: العلمانيون والكنيسة: صراعات وتحالفات ٢٠٠٩
كتاب: قراءة في واقعنا الكنسي ٢٠١٥
كتاب: الكنيسة.. صراع أم مخاض ميلاد ٢٠١٨