كلا، كلا، لست أتكلم عن تلك المسرحية الكوميدية A Mid Summer Night's Dream التي كتبها الكاتب الشهير وليام شكسبير، لكني أتكلم عن واقع حدث معي، إذ في إحدى الليالي رأيت، كما يقول الآباء، في رؤى الليل، وكأنني رأيت قطعة أرض على شكل قوس ممتد على شكل حبة الفاصوليا، ومقسَّم إلى عشرة أقسام للشمال وعشرة أقسام إلى الجَنُوب.
ثم دققت النظر فيمَا أرى، فرأيت في القسم الأول أشياء عدة، ها أنا أفصلها لك أيها القارئ:
(1) رأيت في هذا الجزء من تلك البانوراما، مكتبة لبيع الكتب، وكلها كتب أنيقة ملونة ومزخرفة، وكأنها طبعت لهذا المكان فقط.
(2) كما اشتمل على شاشة لعرض فيلمًا تسجيليًّا.
(3) وفي إحدى أركان هذا القسم رأيت صالونًا للجلوس، مزين بشكل مميز، يوحي بأنه من فترة زمنية خاصة!! فبدأت أعي أنني أرى ما يعبِّر عن زمن القرن الأول من بعد ميلاد المسيح، إذ رأيت رمز السمكة التي ترمز إلى المسيح واضحًا في هذا الصالون.
(4) ثم رأيت نماذج من أنواع المأكولات والمشروبات التي كان العامة يشربونها ويأكلونها في تلك السنين الأولى من الزمن المسيحي الأصيل، وكلها لها رونقها الخاص الذي يجذب الأنظار.
(5) وفي وسط الصالون رأيت نموذج مصغَّر لإحدى الكنائس المشهورة في ذلك العصر، وهي محصنة داخل غلاف زجاجي يحفظها من التلف أو السرقة.
(6) ثم رفعت رأسي قليلًا وإذ بي أقرأ لافتة مكتوب عليها: “القرن الأول”، فأدركت للحال إني أرى بانوراما الأجيال المسيحية، وكل قسم يعبِّر عن العصر الذي يمثله، ففرحت لأني أيقنت إنني سوف أرى كل عصر بما يميزه عن باقي العصور، وهكذا أمعن البحث والتدقيق في هذا العصر الذي ربما كان غامضًا بالنسبة لي.
وهكذا يمكن أن يتم عرض بعض من هذه الأقسام على الإنترنت لجذب الزائرين، بل ودعوة بعض الطلاب المتميزين لزيارة هذه البانوراما لزيادة المعرفة.
ويمكن أن يكون الدخول بتذكرة محددة ملونة معنونة باسم البانوراما، ولها طابع خاص يدل على الهُوِيَّة القبطية.
ويمكن أن تكون هذه البانوراما في وسط منطقة الأديرة في وادي النطرون، في الموضع المسمى “وادي أبو مقار”، حيث استمرت الحياة في هذا المكان منذ العصر المسيحي الأول، وهذا كله حتى يجذب السائحين من مختلف جهات العالم.
وبعد أيها القارئ، هيا نبدأ في الدعوة لهذا النموذج الجيد من الجذب السياحي الذي تحتاجه بلادنا الآن. وبالتأكيد فإن هناك من المفكرين والمبدعين من يستطيعون أن يبدعوا في هذا المجال.
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟