لماذا رفع الأنبا شنودة هذا الشعار؟
أول مرة ظهر هذا الشعار كان في أول عدد من مجلة الكرازة في عام 1965.
هذه المجلة صدرت للهجوم على البابا الأنبا كيرلس السادس كما فعل في مجلة مدارس الأحد عندما هاجم الأنبا يوساب الثاني وشوه سمعته على مستوى شعبي حتى تم عزل البابا من كرسيه! كان متصور أنه سيفلح في عمل نفس الشيء مع البابا كيرلس، فرفع شعار “من حق الشعب أن يختار راعيه”.
وكان لهذا الشعار جانبين:
أولًا: كان يهاجم نظام القرعة الهيكلية حيث كان أول مرة يطبق في انتخابات البابا كيرلس،
وهو فعلًا نظام غير قانوني فالمفروض أن كل الشعب يختار الأسقف (البابا) حسب الدسقولية وقوانين المجامع المسكونية، بينما في انتخابات البابا الأنبا كيرلس مُنع الشعب لأول مرة من الانتخاب طبقا للائحة 1957، واختاروا عددًا محددًا معظمهم من هيئة الأوقاف القبطية والمجلس الملي لينتخبوا البابا، وحتى يرضوا الشعب الذي كان غاضبًا، عملوا نظام القرعة الهيكلية وهو أيضا نظام غير قانوني!
طبعا الأنبا شنودة كان غاضبًا جدًا على هذه اللائحة لأنه كان الغرض منها هو استبعاد مرشحي مدارس الأحد من الانتخابات، وكان هو أحدهم، حيث كان جمال عبد الناصر رافضًا ترشيحهم بسبب موقفهم المزري من الأنبا يوساب!
الأنبا شنودة كان دائمًا يرمي الكلام عن البابا كيرلس أنه وصل للكرسي بنظام غير قانوني وهو نظام القرعة الهيكلية!
ولما هو وصل بالقرعة أصبح المختار من الله!
ثانيًا: كان الأنبا شنودة يحاول أن يفرض على البابا بعض من رجاله ليرسمهم أساقفة (مثلما فعل الأنبا صموئيل) فكان عندما يتنيح أسقف يذهب لمقر المطرانية ويعمل عدة عظات ونشاط روحي ضمن عمل دعاية انتخابية لمرشحه ليفرضه أسقفًا. فيقدم الشعب تزكيات لمرشح الأنبا شنودة!
البابا كيرلس كان منتبهًا لهذا الموضوع وكان يعرف أنه يحاول أن يعمل له أغلبية داخل المجمع المقدس، فكان حذر جدًا من ذلك.
فلما كانت تصله التزكيات للمرشح التابع للأنبا شنودة كان يرفضها!
لذلك رفع شعار “من حق الشعب أن يختار راعيه” ليحرج الأنبا كيرلس مع شعب الإيبارشية التي يرفض مرشحهم.
وظل الأنبا شنودة يضغط بشدة على البابا كيرلس في مجلة الكرازة، حتى اضطر البابا أن يغلق المجلة التي أسماها مجلة “القذارة” وذلك في عام 1967،
كما حبسه في الدير لعدة شهور، ثم رسم الأنبا غريغوريوس أسقفًا للبحث العلمي عام 1968.
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟