الشيخ الفاضل علي جمعة طرح عدة آراء تتميز برجاحة العقل وانفتاح الوعي العام اللي كان مصاب بتخشب بقى له سنين طويلة بسبب ضغط الشحن الطائفي. والراجل ده هو عالم في علوم الدين أوفقيه فيمَا يتصل بفقه الدين الإسلامي لكن رغم كده، ظهر له بعض الناس من مختلف المشارب والبطون والقبائل اللي كل همهم أنهم ينهشوا الراجل ويتهموه بأحقر الاتهامات اللي ممكن تطال قيمة فقهية ودينية زي مفتي الجمهورية الأسبق!
على صعيد آخر، أخواتنا المسيحيين الأقباط، ربنا يعينهم ويقويهم، عندهم صيام اليومين دول من النوع الشاق في محدودية أكلاته ومسموحاته. وفي الموسم ده، يزداد التزمت الديني المسيحي الضاغط على المواطن البسيط -اللي على الله حكايته- ويتعامل مع قسيس الكنيسة على إنه المندوب السامي البريطاني الذي لا تُرد له كلمة ولا يُمس له طرف!
عادي ما يناولكش لما تكون مش صايم، علشان هو فاكر أنه كده الصح، طبيعي يلسعك لا حِل ولا بركة لو اختلفتوا في وجهات النظر.
بالمناسبة، اللي رسخ بقوة للوضع ده وأعطى له قواعد وأسس له تأصيل قوي مستمر لغاية النهاردة، كان المتنيح الأنبا شنودة، البطريرك الـ 117 على كرسي مار مرقس الرسول!
الواقع المصري متأزم فيمَا يتعلق بفهمه للدين، يعني “هذا ما وجدنا عليه آبائنا وأجدادنا” هو شعار رخيص، قصده وضع صاحب الرأي الحر في صدام مباشر مع الأولين ومقدساتهم، بالرغم من أنه في حالة الإدراك الواعي في المسيحية مثلًا (لأني مش دارس الإسلام)، تلاقي إن اللي صادق في فهم تعاليم آباء الكنيسة في القرون الـ 5 الأولى بيقترب بقوة من جوهر العقيدة المسيحية أكتر بكتير من اللي باصم تعاليم حديثة ما أنزل الله بها من سلطان.
آفة حارتنا… اتحاد المُلّاك!!!
اتحاد المُلّاك دول جماعة بتمتلك المبنى وبتقوم بالعمل على إدارة الأصل العقاري بشكل منظم وسليم.
بس دي العمارة يا حاج إسماعيل، مش الإيمان.
مش العقيدة.
مش الوعي.
مش نيابة الله على الأرض، أو خلافة الله، حسب التسمية الإسلامية.
دي بتبقى جماعات الدين الملاكي، الناس اللي واخدة الدين في حضنها ومحوطة عليه علشان ما يقعش في إيدين العوام اللي ممكن يبوظوه أو يشيلوا منه البطاريات فما يشتغلش كويس مثلا، لا سمح الله!
الله لم يوكّل أي شخص أيا كان بأنه يلم فلوس صيانة علشان ها نمسح سلم الجنة، مفيش حد بشري معين، أي حد، مهمته الوحيدة اللي جاية من لدن الله شخصيًا إنه يكون معاه مفاتيح الباب (أي باب مؤدي إلى الله) أو ماسك كشوف الحضور والانصراف بتاعة الآخرة!
لما الواحد بيكون معاه سلطة، جايز قوي بسبب ضعف نفوسنا البشرية إنه يتفرعن زي ما بنقول في مصر. وكل ما السلطة والسطوة بتكبر، تلاقي الفرعنة بقيت بطش وحاجة آخر “الله يحرقكوا ويخرب بيت اللي كان السبب”.
تخيل بقى حد ما، مش امتلك السلطة المطلقة، لااااااااا… ده امتلك المطلق كله في جوهر وجوده! ما بقاش بتاع ربنا، العكس: ربنا بقى هو اللي بتاعه، وله حقوق ملكية شاملة وحصرية عليه (في بلاد الفرنجة، يقال لها إكسكلوسيڤيتي).
متصور الشخص ده ممكن يوصل لغاية فين؟
ممكن يعمل إيه؟
ممكن يتسبب في إيه؟
بص حواليك، جماعات زي الإخوان وحماة الإيمان، اللي هم الاتنين عبارة عن وجهين لعملة مصرية واحدة، بس علشان يبقى نسيج الأمة الواحد ما اتحرمش من حاجة، ده أوضح تعبير لمفهوم: “عاش الهلال مع الصليب”، تلاقيهم واخدين الدين ملاكي وحكر خاص عليهم:
يمجدوا في ساداتهم بس على أساس أنهم هم اللي بيجيبوا التايهة.
آبائهم المؤسسين أهم منزلة عندهم من الله نفسه.
معلميهم ومنظّريهم يميلوا للشعبوية ويستندوا على تجييش الجماهير، زي شيخ كان بيقعد مستربع والناس قاعدة تحت منه مبهورة بما يلقيه عليهم من حُطَام التعليم، أو لابس عمة الأسقفية المسيحية اللي تحدانا نعرف مين اللي “بلّ الميّه” كإثبات لوجود الله وضحد الملحدين وقهر ناكري الألوهة!
يكرهون كل مختلف عنهم من جوه نفس الدين والملة بل ومن نفس العمارة لو دعت الضرورة.
عندنا مثل دمه خفيف بيقول إن: اللي معاه ربنا، يمشي على الميّه.
بالك أنت بقى لو ربنا مش بس معاه، ده هو بيمتلك ربنا ذات نفسه بشكل كامل متكامل، اسرح لي بخيالك بقى نشوف ممكن يعمل إيه!!!
سرحت؟؟؟
شفت مين؟ شفت إيه؟
شفت هيباتيا؟ المستشار الخازندار اللي اتقتل على مجرد الرغبة؟
شفت محاولات تجريد أسقف من لقب الشهيد بس علشان ما كانش على الكيف؟ شفت الثورة على البطرك الحالي علشان مش عايش في ظل اللي قبله بالملي ومش نسخة منه؟ شفت حرق الكنايس والتضييق على الآخر لأن دقنه مش نفس طول دقننا؟
ملكية المطلق من قِبل ناقصين زينا كبشر للأسف تُسقط عنه الكمال وتُسقط عنه الألوهة!
في سعينا لامتلاك الله، كفرنا به، زنقناه في حتة معينة، جردناه من حريته الشخصية، سلبنا منه عدله وبدلناه بصورتنا المبتورة المشوهة عن العدل، جعلناه شريرًا مثلنا، خلينا قياساته على مستوى قياسات طبيعتنا الساقطة المضروبة بالفساد!!!
يا دينااااااااي!
إحنا حرفيًا أشركنا به يوم ما حاولنا نقتنيه حصريا لنا؛ حيث “نا” دي تعود على أي مفهوم: الفرقة الناجية، الإيمان المستقيم، الأرثوذكس، الأقباط، المسلمين السنة، الشقر اللي عيونهم ملونة… أي حاجة من دول متبوعة بكلمة “فقط”.
الـ”فقط”ـية ليست من الله!
الاحتكار ليس من الله!
الإقصاء ليس من الله!
الله لا يُمتلك.
الله لا يُخضع.
الله لا يُجبر.
إحنا في سواد غامق ورايحين على الحالك، آه والله، ولو مش شايفين كده… كل واحد يشمع الفتلة وينزل على قفا أخوه (أخته) بكف ميري مخبرين، يسمع صوته التايه في البحر، يمكن نفوق!
إحنا في وقت صعب وداخلين في أنفاق مظ…، لأ، أنفاق ايه؟ مراجيح مظلمة.
واللي جاي مرعب وضار ومؤذي فوق الوصف، اعقلوا لعل منها مخرج بالوعي.
أخر كلام لجماعة اتحاد المُلّاك: أنتوا خانقين عيشتنا ودايسين علينا وعلى اللي جابونا (دي مش شتيمة، بس بجد بقالنا على الأقل جيلين مضروبين بالنار من ورا الأشكال دي)، في كل ملة ودين، علشان فلوس الأسانسير وناسيين إننا كوووووووولنا….. عايشين في الأرضي!
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟