أخي المحبوب... لقد حاولت تنفيذ ذلك العمل، وتم تسجيل 40 فيديو تحت عنوان "الأربعة الكبار والصراع الذي استمر على مدى الستين عامًا الماضية"، ولو أراد الرب سيصدر في كتاب.
أرى أن بَدْء انحراف الكنيسة القبطية كان بما أسمته مدارس أحد الجيزة بحركة التكريس وكان هدفها تحقيق السيطرة على الكنيسة برسامات بعض أفراد من الجيزة في رتب كهنوتية تصل للبابا نفسه!
أما الصراع الحقيقي فقد بدأ عند ذهاب أبونا متى المسكين للإسكندرية كوكيل للبابا (وهو من مدارس أحد الجيزة) فأحرز شعبية ضخمة جدًا بسبب تعاليمه الروحية، إن ذلك حرك غَيْرَة جبهات متعددة قامت لتحاربه كان أخطرها انقسام في مدارس أحد الجيزة عمن يكون البابا القادم!
كان ذلك سببًا في ترك أبونا متى للإسكندرية، ثم ترك دير السريان عام 1956.
أما الحرب الكبرى فبدِأت عند وصول البابا كيرلس السادس للسدة المرقسية وسيطرة الجيزة على سكرتارية البابا كيرلس، حيث دارات أكبر معركة في محاولات لتدمير كل من أبونا متى المسكين والأنبا غريغوريوس، في الوقت الذي تم فيه التحالف بين الأنبا شنودة والأنبا صموئيل بهدف تدمير الاثنين الآخرين، حيث دارت أكبر معركة شملت محاولة لقتل أبونا متى مع رهبانه بتسميم بئر المياه بالزرنيخ!!! برسامتهما أسقفين في عام 1962 حققا نصرًا كبيرًا ودعما للمقدرة على السيطرة على أي انتخابات بابوية قادمة.
إلا أن ذلك زاد الصراع جدًا مما أرهق البابا كيرلس حيث تعرض هو نفسه لمتاعب جمة من الأسقفين اللذين تناسا تمامًا أي هدف روحي كنسي وكان كل عملهم من أجل الوصول للبطريركية بأي ثمن وعن أي طريق حتى الوسائل الشريرة غير المشروعة.
هنا بدأت الانحرافات اللاهوتية شديدة الْخَطَر للأنبا شنودة بسبب هجومه غير الواعي على كل ما يكتبه الأب متى المسكين دون تروي وبضراوة مع جهل لاهوتي! إن ذلك واضح في مذكرات الأنبا غريغووريوس. انحرافات الأنبا شنودة اللاهوتية كان لابد من مقاومتها من الأول حتى لا تستفحل للحد الذي بلغت إليه خصوصًا بعد أن أصبح بطريرك الكنيسة القبطية! وأصبحت له شعبيته ودعم نفسه بمجموعة من الشخصيات الخطرة التي لم يسبق أن كان لهم أي معرفة لاهوتية فساندوه في كل ما يقول ويفعل من أخطاء كارثية استمرت على مدى 40 عامًا دمرت كل ما كان في الكنيسة القبطية من جمال وتعليم وتقليد أصيل.
أخطاء الأنبا شنودة الخطرة عل الكنيسة بدأت بأخطاء لاهوتية انحرفت بإيمان الكنيسة القبطية أول مرة في تاريخها عبر 2000 عام! ثم أخطاء رعوية وتدبيرية جسيمة جدًا انحرفت بالأداء الكنسي مما أفسد حياة الشعب القبطي في كافة مناحيه.
لقد كسر الأنبا شنودة جميع القوانين الكنسية في كافة المجالات، أهم تلك الأخطاء الكارثية؛ قوانين الأحوال الشخصية، قوانين اختيار وانتخاب البطريرك والأساقفة، المحاكمات الكنسية التي تحولت لمهزلة كبرى، المجلس الملي وطريقة انتخابه ومسئولياته، التوسع في وظيفة الأسقف العام، النظام المخالف للقانون الكنسي تمامًا، حيث صار الأسقف العام عبء على الكنيسة يفسد كل شيء بلا محاسبة، ابتكار نظام المكرسات أحد أخطر الأنظمة المفسدة للكنيسة القبطية، ولقد توسع بعض الأساقفة المستهترين في هذا النظام ونشر الفساد في الكنيسة القبطية.
لقد أُفسدت الرعاية الكنسية في عصر الأنبا شنودة تمامًا كما تفشت السيمونية -أي شراء المناصب الكهنوتية- وارتفعت الأسعار لمستوى لا يملكه إلا الأغنياء من الشعب. ومن الأمور التي فسدت تمامًا التعليم الكنسي وتوقف التعليم وتحول لمجرد دعاية لشخص البابا و”شلة” أساقفته الجهلة، حيث تم الصرف بلا حساب على الإعلام الكنسي المفسد للحقيقة والمضلل للشعب الذي لا يقرأ ولا يتعلم حيث صارت مصادر معرفته هو الإعلام الفاسد المفسد للمعرفة.
إن موضوع الأربعة الكبار والصراع الذي دار الذي أقدمه يعرض أصل المشكلة فقط! لكنه لا يُشكل سوى جزء يسير من حجم الشر والفساد الذي دمر الكنيسة في عصر الأنبا شنودة عبر 40 سنة.
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟