الله وحده له عدم الموت وهو مصدر الحياة الله الذي يُحيي الكل ، الذي وحده له عدم الموت (تيموثاؤس الأولي ١٦:٦)

لذلك هو الذي يقيم الأموات لكي لا نكون متكلين علي أنفسنا بل علي الله الذي يقيم الأموات (كورنثوس الثانية ٩:١)

والفساد هو الانحلال وصولًا إلي العدم والفناء. وهو يدُّب في كيان الخليقة بعد موتها.

أما الله فهو عديم الموت وعديم الفساد روحك غير الفاسد هو في الكل (سفر الحكمة ١:١٢)

ويقارن الوحي المقدس بين الله وسائر الكائنات وأبدَلوا مجد الله الغير الفاسد بشبه صورة الإنسان الذي يَفسَد (رومية ٢٣:١)

وصفة عدم الموت وعدم الفساد لا تُعطَي للإنسان. فالنفس غير خالدة بطبيعتها، وإنما تنال الخلود كمنحة إلهية وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا (رومية ٢٣:٦). أما عند فإن النفس خالدة بطبيعتها.

إن صفات الله تُوهب للإنسان في الخلق والخلاص، وصفة ”عدم الموت“ هي منحة المسيح للإنسانية، ونحصل عليها مجانًا. وإن فداء المسيح للبشر كان بمثابة شركة للإنسانية كلها في عطايا الله. وهذه العطايا هي الحياة الإلهية نفسها، لاسيما ”عدم الموت“.

وأيضًا ”عدم الفساد“ هو من هبات الله للخليقة في المسيح يسوع. 
إن تجسد المسيح أبن الله نقل خليقة – التي ماتت بالخطية لأن أجرة الخطية هي موت (رومية ٢٣:٦) نقلها من رتبة الخليقة الأولي في آدم القابلة للانحلال أي الفساد، إلي رتبة جديدة هي الخليقة الجديدة في ناسوت المسيح يسوع ربنا التي نالت عدم الفساد باتحادها باللاهوت في شخص المسيح الإله: عالمين أنكم أفتُديتم لا بأشياء تفني بل بدم المسيح (١بطرس ١٨،١٩:١). مولودين ثانية، لا من زرع يفنى، بل مما لا يفنى، بكلمة الله [والمسيح هو ”كلمة الله“] الحية الباقية إلى الأبد (١بطرس ٢٣:١).

إن خليقتنا الفاسدة نالت ”عدم الفساد“ بمجئ المسيح في الجسد. لأن ظهور مخلصنا يسوع أبطل الموت وأنار الحياة والخلود [الخلود =عدم الفساد والعدم] (١تيموثاؤس ١٠:١).

إن القيامة من الأموات والخلود هي نعمة تجسد وقيامة المسيح إلي كل الخليقة: هكذا أيضا قيامة الأموات : يُزرَع في فساد ويُقام في عدم فساد… ولا يرث الفساد عدم الفساد…لأن هذا الفاسد لابد أن يلبس عدم فساد، وهذا المائت يلبس عدم موت (١كورنثوس ٤٢:١٥)

ولكن شهود يهوده يحصرون القيامة فقط لذوي الأعمال الصالحة، أما الأشرار فيموتون ويَفسَدون ويرجعون إلي العدم. وبالمقارنة مع مايقوله شهود في هذا الشأن فقد يتسائل أحدهم ويقول بأن نعمة الله بخلود البشر عامةً بقيامة المسيح لا تتماشي مع ما نعرفه عن حب الله المطلق ورحمته الواسعة، لأنه – سبحانه – يُنعِم علي البشر الأشرار بالخلود ثم يبقي عليهم في مصير العذاب الأبدي دون أفتقادهم بالتوبة والإيمان مرة أخري، بينما معتقد شهود يهوه في الله أنه – سبحانه – أكثر رحمة بالأشرار، إذ أن شهود يهوه يعتقدون بفناء الأشرار وليس بعذابهم إلي الأبد.

لذلك فإن عقيدة ”الخلاص الشامل“ هي عقيدة أرثوذكسية قال بها كثير من الآباء ولها براهينها في الكتاب المقدس وتقول بأن هلاك الأشرار ليس أبدي بل هناك فرصة بعد حساب الله لهم، إذ أن الله سيفتقدهم بفرصة التوبة والإيمان والرجوع إليه.

فإن الله لا يفشل في خلاص مَن خلقهم، ولن يتركهم، بل يخرج يفتقد خروفه الضال حتي يجده دون أعتبار للزمن المخلوق والذي ينتهي بنهاية عمر كل أنسان. هذا مع أعتبار ضرورة الحساب الأخير لكل نفس بعد القيامة العامة.

أما الذين أتحدوا بالخليقة الجديدة للإنسان في المسيح يسوع بالإيمان بشخصه المبارك وبعمل الروح القدس الذي يوحدهم به في كلمة الإنجيل وفي تناول جسده ودمه الكريم، فإنهم ينالون عدم الفساد الذي له – سبحانه – ويكونون معه حيث هو سبحانه حيثما أكون أنا هناك يكون خادمي.

والسُبح لله.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

الذي ﻻ يموت [غير الفاسد] 1
[ + مقالات ]