عزيزي المتابع، وحضرتك -في الغالب- أعلم مني، تعرف أن الكنيسة لم تقل إن القديسين وسطاء بين المرء والله، بل تؤكد أن الوسيط الوحيد هنا هو (الإنسان) يسوع المسيح حسب تعبير ق. بولس الرسول:
“لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ”.
(رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس 2: 5)
وهو يذكر إنسانية الرب يسوع المسيح لينبهنا إلى واحدة من أهم تداعيات التجسد.
ولكي ندرك ماهية العلاقة بالقديسين، علينا أن ننطلق معًا من لاهوت التجسد، الذي يجمعنا إلى واحد، ونحن منذ أن أتم الرب الفداء على الصليب ونزل -حسب ق. بولس الرسول لإعلان تمام الفداء- إلى أقسام الأرض السفلية وأعتق المأسورين منذ آدم إلى لحظة نزوله، ونحن معهم.
ولا يمكن تصور أنه بالموت الطبيعي نعود فننفصل عن الجسد الواحد، بل به نتخفف من كثافة الجسد المادي، وتتأكد عضويتنا في جسد المسيح.
ومن هنا نفهم علاقتنا بالقديسين وبمعنى إننا نتبادل الصلاة من أجل بعض، بحكم تكامل أعضاء الجسد الواحد. كل في رتبته.
وعندما نعود إلى خاتمة صلاة المجمع، حسب القداس الكيرلسي، وهو القداس الذي أسسه ق. مرقس الرسول، واعتمده القديس كيرلس الكبير أساسًا لقداسه، تتضح رؤية الكنيسة لهم.
إننا يا سيدنا لسنا أهلًا أن نتشفع في طوباوية أولئك القديسين بل هم القيام أمام منبر ابنك الوحيد ليكونوا هم عوضًا عنا يتشفعون في مسكنتنا وضعفنا. كن غافرًا لخطايانا تاركًا لآثامنا من أجل طلباتهم المقدسة ومن أجل اسمك العظيم المبارك الذي دعي علينا
(طلبة من القداس الإلهي)
فقرار الغفران له وحده.
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟
صدر للكاتب:
كتاب: العلمانيون والكنيسة: صراعات وتحالفات ٢٠٠٩
كتاب: قراءة في واقعنا الكنسي ٢٠١٥
كتاب: الكنيسة.. صراع أم مخاض ميلاد ٢٠١٨