Search
Close this search box.
كان يا ما كان، يا إخوة يا كرام، مواطن قبطي غلبان، قاده حظه العاثر، لطرح سؤال شائك على أسقف قوص ونقادة، فقاله يا صاحب السعادة: أريد السفر أنا وكام نفر، لبلاد الله البعيدة، لبداية حياة جديدة، وكان هذا هو السؤال وبداية الموال. فبدأ الأسقف بالتهزيق، والشخط والزعيق، وتكسير المجاديف، وسرد بعض التخاريف، وانتهار المواطن المتعوس، الذي كان يبحث عن الرزق والفلوس، وقال له حساباتك مضروبة وأفكارك معطوبة، عايزة تتفرمت وتقدم عنها توبة، بقي دي بلاد تروحها يا فسل، وتسيب مصر يا عديم الأصل، دي بلادنا جحيمها جنة، وأوروبا جنة ما تتهنى، رايح فين؟ خليك إستنى، راح أرسيك على الإنجازات!! الكوبري طالع من الفابريكا والمحور جديد أنتيكا، والعمارات أكوام أكوام، حد يسيبهم ويروح أمريكا؟

العيب مش عليه طبعا، العيب على صاحب السؤال، اللي بعت لأسقف يسأله عن أمور تخصه هو وأسرته وحدهم! مش كفاية إنهم حاطين مناخيرهم في كل كبيرة وصغيرة من أول اختيار شريك الحياة والوظيفة والكلية وحتى المشورة في العلاقات الجنسية! يا أخي روح أسأل مجرب ولا تسألش أسقف!

المهم إن ذاك الأسقف، مبيقعدش في إيبارشيته شهرين تلاتة على بعض، مهاجر دائم إلي الشمال، مبيستحملش صيف يوليو في نقادة ولا شتا ديسمبر في قوص، ومقضيها بيزنس كلاس لأوروبا وأمريكا حيث الجو اللطيف والشواطئ الذهبية والفسح الرعوية والفخفخة والأبهة ولما يرجع من holidays بيشخط في الناس (هو ده الغرب اللي عاوزين تروحوه؟!!)

نيافة الأسقف بيروح يتعالج ويعمل check up في الغرب الكافر كل شويه، طب طالما الغرب بعبع ووحش وكخه، بيخوف الناس منه بيروح ليه؟

بيرعب الناس من فكرة السفر مع أن نصف أسرته تعيش في ولاية فلوريدا الأمريكية! هو حلال عليك حرام على “أرمط الغلبان” اللي سألك بس عن فكرة الهجرة

إنجيل ايه اللي حرفوه في كل دول الغرب وشالوا منه أجزاء كاملة واللي يعترض يسجنوه ويسحلوه ويطفوا السجاير تحت باطه، إيه شغل حكايات أمنا الغولة وأبو رجل مسلوخة اللي بتحكيها سموك للشعب دي؟!

إيه حكاية الشباب اللي بيسقطوهم في الامتحانات بالعند ويطردوهم من الأشغال علشان مصريين؟! وإيه حكاية معسكرات الاعتقال اللي حاطينهم فيها واللي يخرج منها يضربوه بالنار دي ولا معسكرات الإوشفيتز!!

هو مين السبب في اللي بيموتوا غرقًا، الغرب ولا الدول اللي الناس بتهرب منها؟!

مش كفاية أنه بيحبط اللي عاوز يسافر ومربي له الرعب وحطم طموحاته، لأ طبعًا لازم يحط التاتش الديني بتاعه ويصبغ كل شيء بصبغة دينية بآيات أسيء تفسيرها أو مقتطعة من سياقها علشان تخدم غرض الأسقف (في العالم سيكون لكم ضيق) فبيوهم الناس أنها ترضى بالضيق والقرف وتعيش سلبية ولا متعملش أي شيء حتى ولو عندهم فرصة للنجاة أو للحياة!

مش مستغرب كلام الأسقف وهو بيشخط في الناس ويقولهم: أنتم عايشين في دلع ورفاهية ويتهمهم بالتقصير وإنهم مش وش نعمة! أنا مستغرب رد فعل المتابعين بالآلاف في الكومنتات وفرحتهم (بتهزيق وزعيق وشخط الأسقف) فيهم ودعواتهم له. ودعائهم بالخراب والدمار على أمريكا وأوروبا واللي فيها زي ما قال الأسقف!! مآساة بكل المقاييس!

للعملة وجهان، ال وحازم شومان.

شومان بيقول: “المدنية يعني أمك تقلع الحجاب”.

الأنبا بيمن بيقول: “تغور المدنية واللي عاوزها واللي فيها”.

فاكرين حازم شومان وهو بيلعن في المدنية؟ أهو الأنبا بيمن ومن قبله عملوا نفس الشيء في الدعاية للدولة الدينية، الاتنين عاوزينها دينية يشبعوا فيها نفوذ واستقواء وتسلط على الشعب وتحكم في كل أمور حياته. فربنا يديهم على قد نيتهم!

الكوميدي في الأمر بيقولهم: (أنا مش بسرح بيكم ولا بكذب عليكم، أنا بكلمكم بالحق في كنيسة الله المقدسة) .. صادق صادق من غير حلفان!

الله برئ منكم ومن أفعالكم وأقوالكم..  هو الواحد طهق منكم من شوية!

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

[ + مقالات ]