في هذ المقال نرصد مجموعة من تعاليم الآباء حول تناول يهوذا من ال.

يؤكد العلامة السكندري على تناول يهوذا من الإفخارستيا قائلًا:

لأن مَن يأكل بدون استحقاق خبز الرب أو يشرب كأسه، يأكل ويشرب دينونة، لأن القوة العظيمة الموجودة في الخبز والكأس، تثمر صلاحًا في النفوس الصالحة، وينتج عنها أمور شريرة في النفوس الرديئة! اللقمة التي أخذها يهوذا من يسوع كانت هي نفس اللقمة، التي أعطاها لباقي الرسل الآخرين قائلاً: خذوا كلوا، كانت خلاصًا لهم ودينونةً ليهوذا، لذلك بعد اللقمة، دخله

(In Johannem, 32, 24 GCS, 4, 468)

ويؤكد ق. غريغوريوس اللاهوتي على تناول يهوذا من الإفخارستيا قائلًا:

اصغ، يا يهوذا، إلى كل الخير الذي صنعه إليك. أخرجك من ظلمات الجهل، خلصك، أراك نور الخلاص؛ أنعم عليك برؤية معجزات كثيرة، وقال إنك ستجلس مع رسله لتدينوا جميع أسباط إسرائيل. وبجعله المال كله بين يديك جنّبك عذر الفقر. لقد كنت سارقًا، ولا تظن أنه كان على غفلةٍ من ذلك. ولكنه هو، في رحمته العظمى، لم يوجه إليك أي تأنيب؛ لم يكن ليتأثر بموقفك. وإنه، وإن كان على علم تام بحالك، قبل جريمتك، لم يتردد في غسل رجليك المجرمتين، ومناولتك جزءًا من خبز الإفخارستيا. وبعدما نلت منه هذه الحسنات، يا أقبح البشر، خُنته، وقبلت ثمن الدم حين لم تكن بحاجةٍ إلى مال

(غريغوريوس النزينزي، رسائل لاهوتية وفصلان من مسرحية المسيح المتألم، ترجمة: الأب ، منشورات ، لبنان، ٢٠٠٠، ص ٥٨)

ويؤكد ق. على تناول يهوذا من الإفخارستيا قائلًا:

لذلك، فما حدث هو أن الخائن لم يفزع من التوبيخات التي قيلت سرًا وبهدوء، ولم يقدر قوة المحبة غير المغلوبة، ولا الكرامة والمجد والنعمة، ولا قدّر موهبة الإفخارستيا التي نالها من المسيح. بل أسرع دون تريث ليفكر أو يراجع نفسه لحظة واحدة، بل إذ كانت عيناه مثبتةً على ذلك وحده، الذي ثبُت أن له تأثير قوي عليه، وأعني بذلك لعنة الطمع، فإنه وقع في الشرك في نهاية الأمر، وهوى إلى الدمار التام

(كيرلس السكندري، تفسير إنجيل يوحنا مج ٢، ترجمة: د. وآخرون، القاهرة: ، ٢٠١٥،، ص ١١٣)

ويؤكد ق. كيرلس السكندري على تناول يهوذا من الإفخارستيا قائلًا:

ولا ينبغي أن يظن أحد أن اللقمة التي أخذها الخائن كانت هي سبب إمتلاك الشيطان له، فنحن لن نصل إلى حد الجنون، ولن نكون فاقدين لكل ذكاء حتى نظن أن مثل هذه البركة [الإفخارستيا] هي التي أعطت الفرصة للشرير أن يدخل فيه، بل بالحري نقول – بحسب ما يتفق مع الحق من جهة الخائن – رغم المحبة الكاملة التي عُومل بها، ورغم الكرامة التي أُعطيت له، فإنه ظلَّ متعلقًا بشدة بنفس الأفكار الشريرة، ولم يحاول أن يصلح أفكاره بالتوبة، ولم يحول قلبه بعيدًا عن خططه المضادة للتقوى، ولم يبك بأسف ومرارة بسبب الشر الذي كان ينوي أن يصنعه

(كيرلس السكندري، تفسير إنجيل يوحنا مج ٢، ترجمة: د. نصحي عبد الشهيد وآخرون، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، القاهرة، ٢٠١٥، ص ١١٢)

ويوضح ق. كيرلس السكندري تناول يهوذا من الإفخارستيا كالتالي:

هو [يهوذا] يمضي مسرعًا طاعةً لإرادة الشيطان، ومثل إنسان أصابه جنون يخرج من المنزل. وهو لا يرى أي شيء يمكن أن يتغلب على حبه للربح، وكم هو أمر غريب إننا سنلاحظ إنه لم ينتفع بالمرة من هبة البركة [الإفخارستيا] التي نالها من المسيح، وهذا بسبب ميله الشديد للحصول على المال

(كيرلس السكندري، تفسير إنجيل يوحنا مج ٢، ترجمة: د. نصحي عبد الشهيد وآخرون، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، القاهرة، ٢٠١٥، ص ١١٨)

كما يؤكد ق. كيرلس السكندري أيضًا على تناول يهوذا من الإفخارستيا في موضع آخر كالتالي:

فمثلاً هو يجبر يهوذا، بعد أن أخذ اللقمة مباشرةً، إذ أصبح الآن تحت سلطانه، أن يسرع في الحال إلى إتمام الفعل الشرير؛ إذ ربما كان خائفًا – بالإضافة إلى احتمال توبة يهوذا، من القوة الفعالة التي لهبة بركة المسيح [أي الإفخارستيا]، لئلا تضيء هذه النعمة كنور في قلب يهوذا، وتحثه بالحري أن يفكر بتروٍ ويختار العمل الصالح، أو على الأقل تولد طبعًا مخلصًا أصيلاً في شخص كان قد دُفع ضد مشاعره الطيبة، أن يفكر في الخيانة

(كيرلس السكندري، تفسير إنجيل يوحنا مج ٢، ترجمة: د. نصحي عبد الشهيد وآخرون، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، القاهرة، ٢٠١٥، ص ١١٩)

وتشهد ال أي تعاليم الرسل الإثني عشر بمشاركة يهوذا في الأسرار المقدسة والتناول من الإفخارستيا كالتالي:

وإذ أعطانا سرائر الحياة التي هي جسده المقدس ودمه الكريم كان يوداس [يهوذا] معنا أيضًا

(الدسقولية، تعريب: القمص ، ، القاهرة، ١٩٧٩، الباب ١٨، ص ١٢٣)

يتحدث أوغسطينوس عن تناول يهوذا من الإفخارستيا كالتالي:

كما في حالة يهوذا وبطرس، أيتساوا كمتناولين من الأسرار؟ لأنهم من الواحد ومن نفس الشئ المقدس [التناول]، يهوذا أخذ دينونةً لنفسه، وبطرس أخذ خلاصًا

(Answer to the Letters of Petilian, the Donatist, Book II, Chapter XL : XCVI)

يتحدث ق. عن تناول يهوذا من الإفخارستيا كالتالي:

لتكونوا غير مخادعين، غير ممتلئين بالشر، غير حاملين للحقد في عقولكم، لئلا تناولكم يؤدي إلي دينونة. لأنه بعد أن تناول يهوذا مما قُدِم، الشرير دخل فيه، ليس لأن الشرير يزدري جسد الرب، ولكن يزدري بيهوذا وخزيه. ولهذا فيمكنكم أن تتعلموا أنه فيما يتعلق بمَّن يتناولون بغير استحقاق من الأسرار الإلهية، أن هؤلاء علي وجه الخصوص هم الذين يغزوهم الشرير، ويدخل فيهم أيضًا، مثلما فعل الشيطان مع يهوذا قديمًا

(On the Betrayal by Judas 1.6, ACC IVb, CIII)

يتحدث ق. كيرلس الأورشليمي عن تناول يهوذا من الإفخارستيا كالتالي:

يهوذا صار جاحدًا لرب البيت، وكان علي وشك خيانته، خرج للتو من المائدة، شرب كأسه [كأس المسيح] الذي للبركة، وفي مقابل ظمأ الخلاص قصد إراقة دم برئ، ذاك الذي أكل خبزه رفع عليه عقبه، يديه مؤخرًا تناولت العطايا المقدسة [الإفخارستيا]

(On the words, Crucified and Buried., Lecture XIII, VI)

كما يؤكد أوغسطينوس أسقف هيبو في موضع آخر على تناول يهوذا كالتالي:

كما أن يهوذا، الذي أعطاه الرب ‘لقمة'، أعطي مكانًا للشرير في داخله، لم يتناول ما هو سيء، بل تناوله بطريقة سيئة، بالمثل كل مَن يتناول سر الرب، لا يتسبب في أن يكون [التناول] سيئًا، لأنه هو نفسه سيء، أنه لم يأخذ شيئًا، لأنه لم يأخذه لخلاصه. لانه علي الرغم من ذلك، جسد الرب ودم الرب حتي وإن كان الرسول يقول: ‘مَن يأكل بدون استحقاق، يأكل ويشرب دينونةً لنفسه'

(On Baptism, Against the Donatists. Book V, Chapter VIII, IX)

ويؤكد ق. يوحنا ذهبي الفم على تناول يهوذا من الإفخارستيا قائلًا:

جلس [المسيح] مع الاثنى عشر تلميذًا، يا لخزيك يا يهوذا! لقد كان حاضرًا أيضًا هناك ، وتناول من الأسرار، ومن الطعام، وأُدين علي نفس المائدة

(On Matthew, Homily LXXXI)

ويؤكد أوغسطينوس أسقف هيبو على تناول يهوذا من الإفخارستيا قائلًا:

كم هو كبير استنكارنا لكل المنشقين، الذين فصلوا انفسهم بالرجاسة الخبيثة من ميراث المسيح المنتشر في كل العالم، فإن كان قد شارك التناول معهم، فقد فعل كما فعل الخائن يهوذا [تناول لدينونة]

(On Baptism, Against the Donatists., Book VII, Chapter XXV : XLIX)

ويشير العلامة إلى تناول يهوذا من الإفخارستيا كالتالي:

واندلعت هرطقة أخري، تدعي التي للـ”قاينيين” […] الذين يؤيدون هذا، ويدافعون عن الخائن يهوذا، فيخبروننا إنه بديع وعظيم، بسبب الامتيازات التي تمجد بمنحها للبشرية، لأن البعض يظن أن ‘الشكر' [الإفخارستيا] أُعطيت ليهوذا بسبب هذا

(On Ophites, Cainites, Sethites., Chapter II)

ويشير أوغسطينوس أسقف هيبو أيضًا إلى تناول يهوذا من الإفخارستيا كالتالي:

ولا حتى الرسل الذين سبقوه [الذين سبقوا ] شاركوا سرقة وجريمة يهوذا، لأنهم شاركوا “العشاء المقدس” معه [مع يهوذا]، بينما هو [يهوذا] كان يبيع الرب

(Answer to the Letters of Petilian, the Donatist. Book II, Chapter CVII : CCXLIII)

ويؤكد ق. يوحنا ذهبي الفم أيضًا على تناول يهوذا من الإفخارستيا كالتالي:

يا لعظم عمى الخائن [يهوذا]! برغم أنه تناول من الأسرار، ظلَّ كما هو، سُلِمَ إلي أقدس مائدة، ولم يتغير!

(On Matthew, Homily LXXXII. 1)

كما يؤكد ق. كيرلس السكندري على تناول يهوذا من الإفخارستيا كالتالي:

مثل الملسوع والمدفوع بالجنون، أسرع [يهوذا] من البيت، لم ير شيئًا يمكن أن يغلب حبه للربح، تفكير عجيب، لا يمكن أن يكون بأي صورة من الصور استفاد من عطية المسيح [التناول] لطمعه الذي لا يُقاوم للمال

(On John 9, ACC IVb, CVII) 

ويؤكد أوغسطينوس أسقف هيبو أيضًا على تناول يهوذا من الإفخارستيا قائلًا:

أية شركة للمؤمن مع غير المؤمن؟ تناول بطرس كان للحياة، بينما ذاك الذي ليهوذا [تناول يهوذا] كان للموت

(On John, Tractate L., Chapter XI : X)

يؤكد ق. يوحنا ذهبي الفم على تناول يهوذا من الإفخارستيا قائلًا:

وبينما هم يأكلون ويشربون أخذ يسوع الخبز وكسر، وقال: هذا هو جسدي الذي يُكسر لأجلكم لمغفرة الخطايا. والذين انضموا إلى الكنيسة يعرفون هذه الكلمات. وأيضًا قائلاً عن الكأس: هذا هو دمي الذي يُسفك عن كثيرين لمغفرة الخطايا. وكان يهوذا حاضرًا عندما قال المسيح هذه الكلمات. هذا هو الجسد الذي بعته أنت بثلاثين قطعة من الفضة […] يا لمحبة المسيح الفائقة للجنس البشري، ويا لعظم جنون وانعدام العقل ليهوذا، لأنه باع المسيح بثلاثين دينارًا، ولكن المسيح رغم هذا لم يرفض أن يعطي له غفران الخطايا، أي الدَّم نفسه الذي باعه يهوذا، لأن يهوذا كان هناك حقًا واشترك في المائدة المقدسة. وكما أن يسوع غسل قدمي يهوذا مع باقي الرسل، هكذا أيضًا مع باقي الرسل، كان مشتركاً في المائدة المقدسة لكيلا يكون له عذرًا في الدفاع عن خيانته

(Daniel J. Sheerin, The Eucharist, 1986, pp. 144-145)

ويشير ق. إلى تناول يهوذا من الإفخارستيا قائلًا:

في الأسرار المسيحية، هناك وسيلة واحدة للتقديس للسيد والعبد، للنبيل والمولود بسيطاً، للملك وجنوده، ولكن كلِ يختلف حسب استحقاق المتناولين، مَن يتناول ويشرب بدون استحقاق، يكون مذنبًا لجسد ودم الرب. هل لأن يهوذا شرب نفس الكأس مثل بقية الرسل، يكون هو وهم بنفس الاستحقاق؟!

(Against Jovinianus., Book II, XXV)

ويؤكد ق. كيرلس السكندري أيضًا على تناول يهوذا من الإفخارستيا قائلًا:

فقد كان هناك وقت حتي الخائن يهوذا نفسه كان مرافقاً وصديقاً حميماً للمخلص، آكلاً من نفس المائدة معه، مشاركاً في كل شئ، دلالة علي تلمذته الحقيقية، حتى أنه كان له نصيبه المخصص وسط بقية الرسل المقدسين

(On John, Book IX. Vol. II)

ويشير ق. يوحنا ذهبي الفم أيضًا إلى تناول يهوذا من الإفخارستيا كالتالي:

يهوذا بعدما تناول في في تلك الليلة الأخيرة، ذهب مسرعًا بينما بقا الآخرون على المائدة.

(On the Feast of the Epiphany, Reflection 26-2, Synaxarion Orthodoxia) 

ويؤكد ق. كيرلس السكندري على تناول يهوذا من الإفخارستيا قائلًا:

كان [يهوذا] مدانًا لخبثه الكُليّ، وكره لله، وخيانته، وسمح له بتكريم المائدة، وحُسِب مستحقًا للطف الالهي، حتي النهاية!

(On Luke, Sermon CXLII)

وهكذا يؤكد ق. يوحنا ذهبي الفم على تناول يهوذا من الإفخارستيا قائلًا:

هذا هو يوم التقدُّم إلى المائدة الرهيبة. فلنتقدَّم كلنا إليها بطهارة، ولا يكُن أحدُنا شريراً مثل يهوذا، لأنه مكتوبٌ: لما تناول الخبز دخله الشيطان فسلَّم ربَّ المجد. وليفحص كلُّ واحد منا ذاته قبل أن يتقدَّم إلى جسد ودم المسيح لكيلا يكون له دينونة، لأنه ليس إنسان الذي يُناول الخبز والدم، ولكن هو المسيح الذي صُلب عنا، وهو القائم على هذه المائدة بسرٍّ، هذا الذي له القوة والنعمة يقول: ‘هذا هو جسدي'.

(النص اليوناني للعظة: PG XLIX, 389-390؛ والنص القبطي: MS Copto Vat. XCVIII fol. 232v-233)

وهكذا يؤكد ق. الكبير على تناول يهوذا من الإفخارستيا قائلًا:

إن يهوذا هو ابن الأفاعي […] وكذلك هذا الرديء العبادة، إذ كان الخبز السماوي في فمه، صنع التسليم على المخلّص

(قداس باسيليوس الكبير حسب تسليم كنيسة الروم الأرثوذوكس، يوم الخميس العظيم)

يؤكد على تناول يهوذا بناءً على شهادتي كل من القديس (+903م)، الذي يقول:

إذا ما شارك يهوذا في الأسرار أم لا؟ نقول: يقول مار ايوانيس ومار سويريوس ومار أفرام ويعقوب السروجي و وآخرون كثيرون أنه شاركه في الأسرار، كذلك قال ايوانيس في ميمره على خيانة يهوذا، وفي الميمر الحادي والثمانين من تفسير إنجيل متى، وسويريوس في المعنيث الثاني، ومار أفرام في تفسير الإنجيل ويعقوب السروجى في الميمر على الآلام، ويعقوب الرهاوي في قوانينه. أما القديس مار فيلكسينوس في تفسير إنجيل متى فقد قال أنه لم يشاركه في الأسرار وذلك لأن الشيطان قد دخله منذ زمن بعيد، ومن تسليم مار فيلكسينوس جرت الكنيسة أن لا يعطى القربان للذين يتخبطون من الشياطين. قال مار أفرام ويعقوب السروجي انه شاركه في الأسرار ولكن يضيفون أنه بغمسه الخبز بالماء نزع عنه طهره [أي قدسه] وأنه أعطاه خبزاً بسيطاً

(ساويرس موسى بن كيفا، المواعظ، عظة في خميس الأسرار، ترجمة الشماس الإنجيلى: بهنام دانيال البرطلى، دار المشرق الثقافية، العراق، ٢٠١٣، فصل ١٤، ص ٢٢٨)

وشهادة القديس مار بن الصليبي (+1171م) الذي يقول:

وقد اختلف المعلمون في هل اشرك السيد يهوذا بالأسرار أم لا؟ فالذهبي الفم في مقالته عن خيانة يهوذا وفي مقالته الحادية والثمانين من تفسير انجيل متى وساويرس في المغيث الثاني والقديس افرام في تفسير الانجيل ويعقوب السروجي في ميمر الآلام، ويعقوب الرهاوي في كتاب القوانين، وغيرهم، يقولون أن المسيح أشرك يهوذا في الأسرار. أما القديس فيلوكسينوس في تفسيره بشارة متى فيقول أنه لم يشركه لان الشيطان كان قد سبق واستولى على يهوذا، ومن فيلكسينوس هذا قد جرت العادة في الكنيسة ألا يعطى القربان للممسوسين من الشياطين . أما القديس افرام ويعقوب السروجي فقالا بان السيد اشرك يهوذا في الاسرار ولكنه بلَّ الجسد بالماء فزالت منه القداسة، غير ان معلمين آخرين يقولون إن الجسد المبلول بالماء لا تزول منه القداسة، وأن الماء لا يقدر أن يزيل القداسة والروح الذي فيه، قال داود الراهب ابن بولص الموصلي محب موسى ابن الحجر، أن سيدنا وإن لم يبل جسده الذي ناوله ليهوذا بالماء، لكنه أزال قداسته خفية لعدم استحقاق يهوذا الخائن له، ولا يخفى ان الحنفي إذا أكل القداس يأكله خبزاً بسيطاً، لانه يأكله بدون ايمان، ويعقوب الرهاوي يقول أن السيد ناول يهوذا خبزاً يابساً كانوا يغمسونه في الأطعمة ويأكلونه، فمن هذا الخبز غمس سيدنا وناوله لا من خبز الأسرار الذي قدس جسده منه

(ديونيسيوس يعقوب بن الصليبى السريانى، الدرّ الفريد في تفسير العهد الجديد، تفسير إنجيل متى، طبع وتقديم مَطْرَان جبل لبنان، الجزء الأول، الطبعة الثانية، لبنان، ٢٠١٧، الإصحاح ٢٦، ص ٥٢٠-٥٢١)

ويؤكد على أن مار يعقوب السروجي ومار أفرام السرياني وق. يوحنا ذهبي الفم وق. ساويروس الأنطاكي وداود الراهب بن بولس قالوا بتناول يهوذا من الأسرار المقدسة في كتابه “تعليقات على الأناجيل” كالتالي:

يقول مار أفرام [السرياني] ومار يعقوب [السروجي] أن ربنا اشترك مع يهوذا في الأسرار، ولكن بعدما قد نزع القداسة من الخبز بغمسه في الماء. ويقول الآخرون أن الأسرار لا تُنزع من القداسة حتى لو غُمست في الماء. ويقول ق. يوحنا [ذهبي الفم] وساويروس [الأنطاكي] أنه اشترك في الخبز، بالرغم من أنه لم يكن مجردًا من القداسة […] ويقول داود الراهب، ابن بولس، إنه [يهوذا] اشترك فيه، أي في العناصر غير منزوعة القداسة، ولكن يهوذا من دون إيمان آكل منه كخبز عادي

BAR-HEBRAEUS, Commentary on the Gospels, Trans. & Edit. By Wilmot Eardley, (London: Society for promoting christian knowledge, 1925), p.) 63)

في الحقيقة، الموضوع محسوم أبائيا لصالح تناول يهوذا من الإفخارستيا، لأنه يؤكد عليه الآباء التالين:

١.يوحنا ذهبي الفم (في عظاته على إنجيل متى ورسالة ١ كو).
٢.العلامة ترتليان.
٣.جيروم.
٤.أوغسطينوس أسقف هيبو (في شروحاته لإنجيل يوحنا والرد على الرسائل إلى بتاليان الدوناتي).
٥.باسيليوس الكبير (في الة البيزنطية).
٦.غريغوريوس النزينزي (في مسرحيته آلام المسيح).
٧.كيرلس الأورشليمي (في مقالاته للموعوظين)
٨.يعقوب السروجي (بحسب شهادة ابن الصليبي)
٩.كيرلس السكندري (في تفسيره لإنجيل لوقا ويوحنا).
١٠.ساويروس الأنطاكي (بحسب شهادة ابن الصليبي).
١١. (كتاب الرتب الكنسية : ٣).
١٢.يعقوب الرهاوي (بحسب شهادة ابن الصليبي).
١٣.العلامة أوريجينوس (في عظة رقم ٣٢ على إنجيل يوحنا)
١٤.الدسقولية أو تعليم الرسل الإثني عشر (الباب ١٨).

بينما الآباء المعترضون على تناول يهوذا هم:
١.هيلاري .
٢.مار أفرام السرياني (وفي كلام إنه ناوله الخبز وليس الدم).
٣.فلوكسينوس .
٤.المراسيم الرسولية.

وهذا يؤكد إجماع آباء شرقًا وغربًا على تناول يهوذا من الإفخارستيا.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

أنطون جرجس
بكالوريوس اللاهوت اﻷرثوذكسي في   [ + مقالات ]

صدر للكاتب:
كتاب: عظات القديس على سفر الجامعة
ترجمة كتاب: "الثالوث"، للقديس أوغسطينوس أسقف هيبو
ترجمة كتاب: "ضد "، للقديس غريغوريوس النيسي