بعد يوم حافل بالخدمة التف حولي مجموعة من شباب وشعب الكنيسة، البعض كان يمدحني على الوعظة التي ألقيتها في قداس الصباح والبعض الآخر كان يناقشني في "البوست" الرائع الذي كتبته منذ أيام على "الفيسبوك"، وحظي بأكثر من ألف مشاركة وألفي إعجاب، والبعض كان يطلب مني توقيعي على الكتاب الذي صدر باسمي الأسبوع الماضي.

كان هناك مجموعة من الشباب ينتظرون رأيي في بعض الموضوعات الجدلية وآخرين كانوا يريدون مشورات وخبراتي الروحية، وهذه خادمة جاءت من الكنيسة المجاورة تطلب مني أن أَجِد لها ميعادًا في أجندتي المزدحمة لاجتماع الشباب الذي تخدم فيه، التفوا حولي جميعًا وأنا كنت أحاول طوال الوقت أن أبدو متواضعًا وأُرضي الجميع.

لما حل المساء دخل يسوع مع التلاميذ إلى بيت عنيا وفي الصباح وهو خارج من بيت عنيا جاع رأى شجرة تين من بعيد ممتلئة بالأوراق فاقترب منها لعله يجد فيها ثمرًا. وقف أمامها مباشرةً.

بس ديه مش شجرة التين!  ده طلع أنا! فين الناس اللي كانوا حواليّ؟ فين التلاميذ اللي كانوا مع المسيح!!! الكل اختفى مفضلش غيري أنا وهو لوحدنا، كان باصص لي بتركيز وعمق، غالبا كان بيدور على الثمر، من ساعات كان حواليا ناس كتيرة مبهورة بالورق اللي على شجرتي، بس يسوع مش بينبهر بالورق ولا بينخدع بالثمر المزيف زي باقي الناس.

هو كان عاوز يشوف الثمر الحقيقي، الثمر اللي المفروض يكون نتيجة بذار امكانيات ونعمة هو غارسها فيَّ، بس أنا مهتمتش لأني كنت مشغول بإني أجمع وأكتر من الورق اللي بيعجب الناس،  دلوقتي يسوع عاوز ثمر وشجرتي زي شجرة التين كلها ورق،  غالبًا على حسب ما قريت هيحصل فيّ زي شجرة التين.

فجأة السماء انفتحت وجاء الابن الجالس عن يمين الأب، جاء ليدين المسكونة بالعدل، شعرت بخوف وندم لأني أضاعت عمري في جمع الورق ولم أركز على الثمر، وحقيقي أنا أستحق أي حكم عليّ، سمعت صوت يقول: هوذا ثلاث سنين آتي أطلب ثمرا في هذه التينة ولم أجد. اقطعها لماذا تبطل الأرض أيضا فأجاب وقال له: يا سيد، اتركها هذه السنة أيضا، حتى أنقب حولها وأضع زبلا فإن صنعت ثمرا، وإلا ففيما بعد تقطعها.

وفجأة وجدت السيد المسيح على الصليب يمد يده ناحيتي ورفعني له وقال لي: “أنا مش بحب الورق ولا بنبهر بيه أنا هنا على الصليب بالتحديد علشان يكون عندك ثمر ويكون ليك حياة أبدية معايا و يفضّل اسمك مكتوب في سفر الحياة، انزل واصنع أثمارًا تليق بالتوبة، كن شجرة مباركة مليئة بالثمر ولا تكن شجرة تين مليئة بالورق المزيف المخادع.

ثم أنزلني وقال قد أكمل وسمعت زغاريد القيامة. ماران آثا.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

مايكل جميل
[ + مقالات ]