لم تكن مشكلة  الشبق الجنسي لذلك كانت كثيرة الزواج، بل على العكس كان أزواجها الخمسة يبحثون عن متعة جنسية ظانين فيها -الخبرة- التي لم يجدوها فكانوا يتركوها.

كانت السامرية نموذجًا للمرأة الشرقية المثقفة التي كانت تعلم جيدًا الخلاف السياسي بين اليهود والسامريين فكانت تعرف تاريخ أمتها وتاريخ الجيران، كانت متبحرة دينيًا وكان لديها الجرأة لتحاور رجل غريب عنها وتكون له ندًا، تسأل وتنتظر الإجابة وتتناقش فيه وتعطي تعليقها بل ورأيها أيضًا، ذلك النوع من النساء يبهر الرجل الشرقي جدًا ويجذبه، ولكن من بعيد لبعيد، لسبب أو لأخر لا يستطيع التعامل معه عن قرب.

إن نزعته الشرقية وصورته الذهنية عن نفسه كما يجب أن يكون تمنعه عن الاستمرار في علاقة تكون فيها المرأة ندًا أو تقود هي الدفة بِرُمَّتها،  لذلك لم تستمر المرأة السامرية في زيجاتها الشرقية لا لعيب فيها وربما لا لعيب في أزواجها الخمسة بقدر أنه عيب في مجتمع رسم صورة ذهنية لكل منهما، صورة لرجل يأمر وينهي وينتهر ويعنف، ولامرأة تخضع وتطيع وتُضرب أحيانًا دون جدال أو اعتراض أو حتى نقاش.

كانت السامرية نموذجًا للمرأة الشرقية العاطفية الحالمة التي كانت تحلم دوما بالشاطر حسن الراكب على الحصان الأبيض الذي يغمرها بالحب والعاطفة دون أن يطلب منها مقابلاً جنسيًّا يشعرها أنها إنسانه مقبولة دون أن تدفع الثمن الجنسي المناسب، ويبدو أيضًا أن هذا النموذج من الرجال كان وربما ما زال غير موجود.

فالرجال يعبرون عن عواطفهم بالجنس، عندما يفرحون يريدون الجنس وعندما يكتئبون يريدون الجنس، عندما ينجحون أو يفشلون، عندما يتوترون أو عندما يكونون مرتاحي البال، ليس لأنهم شهوانيين بل لأن هذه طريقة تعبيرهم عن عواطفهم ومشاعرهم، بعكس النساء اللاتي يستطيعن أن يعفوا عن الجنس مادام كانوا مشبعين عاطفيًا أو جائعين عاطفيا، والحالة الأولى أخف وطئًا من الثانية.

هذه الطبيعة المختلفة، في بيئة متخلفة جعلت بعض النساء يسعون للاستقلال عن الرجل وبدلا من أن يكون شريكا صار بالنسبة إليهم خصما وندًا، فصار المجتمع حلبة صراع مليئة بالمشوهين نفسيا، وجميعهم يعوزهم المعنى الحقيقي للحب الذي يبحث عن العطاء وليس مجرد الأخذ.

يا صديقي الرجال والنساء طبيعتان مختلفتان تماما ولكنهما متكاملتان في احتياجٍ دائمٍ لبعضيهما ليكونوا حقيقين أو لوجود بدائل مزيفة فيصبحوا مسوخا لا بشر، لا يعيب أحدهما خصائصه بل العيب أن نعيب تلك الخصائص المميزة لكلانا.

في النهاية لا يتكامل شخصان إلا إذا أحبا بعضهما لدرجة البذل الذي فيه يكون كل واحد، مراضيًا لصاحبه وطبيعة شخصيته واحتياجاته.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

مايكل جميل
[ + مقالات ]