البيئة المناسبة للنجاح، عنوان "أهبل" و"عبيط" صنعه الفاشلون ليكون شماعة يعلقون عليها فشلهم، وملأ به أذاننا تجار الكلام الفارغ، لا يوجد ما يسمى بالبيئة مناسبة للنجاح، أصلا كل من نجحوا قبل منك نجحوا بالرغم من بيئتهم وظروفهم الصعبة التي كانت دائما حجر عثرة في مشوار نجاحهم، لأن البيئات السهلة إما موجودة فقط في خيالك، ولو موجودة فعلا فهي مصنع للفاشلين.
كل من نجحوا واسمهم محفور في التاريخ أو في وجداننا كل الظروف التي مروا بها كانت كافية أن تجعلهم فاشلين أو في الأقل عاديين، زويل ومجدي يعقوب ومحمد صلاح، بيل جيتس، وسقراط وجاليليو، أديسون، وألبرت اينشتاين وغيرهم. كل واحد منهم لو سمعت جزء واحد من حياته كفيل إنك تتأكد مليون في المئة إنه كيف لهؤلاء الناس أن ينجحوا؟ لكن كيف استطاعوا أن يكملوا الحياة؟
لو منتظر بكرة يكون أفضل حتى تنجح، لو مستني أبوك وأمك يبطلوا خناق، لو مستني مراتك تبطل نكد، لو منتظرة جوزك يبطل إهماله ليكي، لو مستني مديرك في الشغل يكون دائما داعم لك، لو مستني زملائك يبطلوا “يأسفنوا” فيك، لو مستني تلاقي شغفك حتى تبدأ فحضرتَك مش بس بتحلم ومش متغطي كويس، لكن كمان هتفضل طول عمرك فاشل أو على الأقل مش بتحقق النجاح اللي تقدر تحققه.
في حياتي المهنية كمدرس، كل من كانوا مميزين كانت ظروفهم صعبة، إما غير غني، وعارف إنه لا يستند إلى فلوس بابا وماما التي تسمح له بدخول جامعة خاصة، ولازم يعتمد على نفسه، إما بيته كله خناق ونكد ومشاكل و هو قرر ألا يستسلم لأب وأم أكبر غلطة لهم إنهم تزوجوا، وثاني أكبر غلطة إنهم بالرغم غلطتهم الأولى قرروا الإنجاب، لكن هؤلاء الأولاد تحدوا النكد والصراخ والتهديد، تحدوا المعيشة مع أب منفرد بلا أم، أو أم منفردة بلا أب، أو أب وأم موجودين مع بعض لكن أرواحهم وحياتهم منفصلة عن بعض.
في الغالب الولد والبنت اللي شايفين الدنيا سهلة، في فلوس وسفر كل أسبوع وفيلا في الساحل، والموبايل لما يضيع ولا يهمك يا حبيبي، وتاني يوم يجي غيره، العيال بتوع متزعلهوش يا مستر ومتضغطش عليه، والواد خلي بالك منه لو عيط طبطب على “مشيها” صدره، العيال التوتو دول مش بتوع نجاح لكن بتوع إدمان وسرقة وانحراف قول زي ما أنت عاوز.
طبعا مش بقول إن اللي معاهم فلوس أولادهم منحرفين، لأن فيه ناس معاها فلوس وفلوس كثيرة كمان لكن مع الفلوس عندهم وعي وإدراك ازاي يخلوا أولادهم قد المسؤولية لأن اللي بيجي بالساهل بيضيع بالساهل فبيعملوا أولادهم إن مش كل طلباتهم مجابة وإزاي يكون تعبهم ونجاحهم رأس مالهم.
الحياة مسيرة طويلة من الصعاب والتحديات، اللي بيقدر يواجهها وينتصر عليها ممكن يدوق لحظات سعادة، هي لحظات الانتصار والتتويج، أما اللي مستنين شغفهم أو مستنين بكرة أحلى أو مستنين فرصة فدول بيفضلوا طول عمرهم مستنين، لأن الفرص مش بتيجي لحد لكن الفرص إما تصنعها بإيدك، إما تروح لها بنفسك.
الحياة يا صديقي، ليست عادلة والطريق ليس مفروشًا بالورود بل محفوفًا دائمًا بالصعاب والمخاطر ولا يكلل إلا من أدمى الطريق قدميه وعلمت على ظهره كرابيج التجارب.
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟