كأن للكون خَدّان: ضوء وعتمة، متصلان في ضفتَي ثغر فجر.

وثمة أشياء لا نستطيع رؤيتها إلا في الظلام.

أنا كظلِّي
أبناء عمّ
يجمعُنا الضوء
وتُفرّقنا العَتمة.

لأبقى
لا تكفيني الحياة
لا بُدَّ من موتٍ أعيشُه ويسكُنُنِي

العَتَمَة والضوء
توأمان سياميان
أحدهما يستدعي الآخر… وأحدهما ذاكرة الآخر وضميره المستتر
يغيب أحدهما فيكون أشد حضورًا في الثاني.

تعذبني الخطوات المتقلقلة،
الضحكة الحزينة، اللهفة الناقصة، الرغبة الخائفة، النهايات البطيئة، المحاولات اليائسة، أنصاف الحلول، الطُرق الملتوية، ضوء الأمل المنفصل المتصل، الضباب.

يعذبني أن ألمس شيئًا لا أعلم يقينًا إن كان حقيقيًا أم لا، ويعذبني أن هذا هو كل ما ألمسه في حياتي…

سأبقى حتى لو اختلفت ألوان اللوحة
الغيمة الرمادية سأدمجها بالقليل من زرقة البحر لتشرق
ما دامت الفرشاة بيدي لن أكف عن المحاولة

وقد تكون أنت
من أضاء طريق العَتَمَة
وسكب النور على الأبواب
ونسجّ من الوهم كثيرّ أمل.

تبدأ،
تلمّ ذراعك المكسورة التي بَترها الوقت!
تعدّ الخيبات التي أخفَتها ابتسامتك..
تحوم حوْلك.. لتِجدك
تُحاصر خوفك
لا تملك من نفسك سوى جسدٍ بالٍ
وطعنات زمن وأشباه راحلين
لكنك مُصرّ على نفضِ غبار آ
حتى من زاوية لا تعرفها
أو لا تعرفك.

وبعمقِ الوحدة
أنسٌ، اكتئابٌ، وأرق
فنون لا يتقنها سوى من صقلهم الليل بعتمته
فصقلوه بنورهم.

‏نبضات قلبي تتحول إلى شموع لمواساتي
تحلّق حولي دائرةٌ من الضوء.

آه كم أنا محتاجة إلى الضوء
لكنّ دموع تلك الشموع لا تتوقف أبدًا
وكل فراشاتي احترقت…
وأنا أقف على جبل الأحزان هذا
أخاف المكوث طويلًا
وأخاف السقوط!
‏تخاف البقاء وحيدة في العَتَمَة.

الشمعة التي دفعت من جيبها كل فواتير النور.

‏وما ليل المخيلة لدى الأنفس العميقة، إلا بصيرة تقودها من نهارٍ إلى نهار.

كلما انكسر لنا حلم على قارعة الطريق
تتأهب أحلام أخرى لجبر الضرر.

قد أحب البقاء في العَتَمَة كونَها تحَجب عني موضِع أوجاعي.

‏لو كنت تدري بالأحزان التي استوطنت قلبي،
لأدركت أن لي عمود فقري داخل نفسي… أسسته لذاتي
لعلمت كم دعماً أقدمه للواقفين
اعتماداً على ثباتي
ولرفعت قبّعاتك كلّها،
أمام كلّ ابتسامة يتلوها في حضرتك ثغري
ولفهمت بعين روحك،
إنني أمنح حيوات من ظِل مماتي.

الضوء والعتمة
هما مشهدية تحاكي وتُحاول إبراز حب ولادة الحقائق من التحامات الأضداد.

غموض الطريق يحثنا لتوظيف المعاناة في إيقاد شعلة الروح عساها تنير دروب الحياة المُعتمة.
لما ‏لا نلتقي على خطٍ واحدٍ،
سنلتقي حين نكون على دروب متوازية،
حينما نلّوح بأيدينا لبعض
تتشابك وتتعانق رغم الجروح
لأن قلوبنا وأرواحنا هي التي تلتقي وتنزف.

عقابٌ
ضع الضوء على مقصلةِ الذَنب
لولاه ما أبصرنا كل هذا البؤس

‏نقطة الالتقاء الحقيقة بين الخير والشر حين تشكّلت كانت “إنسان”
بأقطابه المتناقضة.

‏بالرغم من غابة الموت التي تحجب النور لكن دائما ما تكون هناك فرصة لحرق أشجار العَتَمَة.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

ريهام زاهر
rizaher7@gmail.com  [ + مقالات ]