الارتباط مش مجرد مشاعر جميلة، مش بدلة شيك وفستان أنيق، مش معازيم وكوشة، وكاميرا وضحكة، مش زغروطة طويلة ولا أرصة ركبة العروسة، مش بوسة جميلة ولا أول حضن، مش رعشة جسد ولا هزة حب، مش فسحة جميلة ولا قاعدة لطيفة.
الارتباط مسؤولية، مسؤولية عن إنسان/ إنسانه ائتمن الطرف الآخر على حياته، عن أسرار ماضيه ورعاية حاضره ورسم مستقبله، مسؤولية بيت وأسرة وأطفال وتربيتهم ومستقبلهم، الارتباط يعني ازاي لما نزعل من بعض نتفاهم ونتفاوض وحد يقدم تنازل من أجل نمو الحب، الارتباط يعني تدبير، يعني تضحية، يعني بيت جواه ربنا، يعني مسؤولية عن خلاص نفسك وخلاص من في بيتك، يعني تعلميهم يعني تثقيفهم يعني حمايتهم وتربية حماية نفسهم، يعني زرع مبادئ في مجتمع بلا مبادئ.
الارتباط يعني ازاي تضحي بأحلامك وطموحاتك من أجل تحقيق أحلام وطموحات من حولك، الارتباط يعني أن تسعى لإشباع الآخر فتُشبَّع من أجل إشباعه، أن تسعى لتطوير أبنائك في مجتمع متخلف وتعليمهم في مجتمع جاهل وحمايتهم في مجتمع غير آمن وخلاصهم في مجتمع متدين ولكنه بلا دين.
الحب وعفة المشاعر والجسد، فنربي في ذواتنا من الصغر العفة، فلا تضحي بقلبك مع أول كلمة رقيقة يبتاعوها من صفحات النت، الكلام المعسول لا ينشئ بيوتاً وشاتات chats الظلام لا تغوى سوى إثارة الجسد، فكوني حريصة غالية ولا تعرضي نفسك ومشاعرك رخيصاً لشخص أناني لا يبغي سوى أنانيته، يسرق منك أغلى ما عندك بكلامٍ بخس. أنتِ غالية ومشاعرك وأحلامك وعواطفك وجسدك ليسوا للبيع، لا تنخدعي بكلماته المبتذلة وقصصه الخيالية التي يضحك بهما عليكي.
من يُحبكِ، يريد دائما أن يعطيكِ، أن يرفعك، أن يصونك، لا يخدش حياءكِ ولا يُشهر بسيرتك. ومن يشتهيكِ، يريد دائما أن يأخذ منكِ ما ليس له، أن يشبع ذكورته ونزواته، أن يشهر بكِ وسط أقرانه متباهيًا بكِ عليهم وكأنكِ شيئاً مملوكاً له. لا يا بنيتي، لا ترضي لنفسك بهذا الوضع الذليل، من أجل الحب، لا ترضي أن تكوني شيئا، وكوني إنسانه، كوني هدية مصونة من أجل رجل في المستقبل حلم بطهرك ففاز بعفة مشاعرك قبل جسدك.
من أجل الحب، كوني غالية مهما زاد الرخيص، كوني ملكة حتى لو كان كل من حولك عبيد، كوني إنسانه حتى ولو صار كل من حولكِ حيوانات، كوني ابنة رجل فخور وزوجة لرجل مرفوع الرأس وأم لإنسان يفتخر دوما ببنوته لكِ.
الحب والغفران، صديقان لا ينفصلان، فنحن نتفهم ضعفات من نحب ونقبلها، نتفهم أخطائه ونصفح عنها “سبع مرات سبعين مرة” يخطئ ونغفر، الحب الأقوى هو من يستطيع تقديم غفرانات أكثر، مش مهم مين غلط في حق مين، الأهم من يقدر يروح للتاني ويحتويه ويقدم له أيدين مفتوحة مليانة بالحب، الغفران يعني shift delete مش مجرد delete، يعني لو بتحب وغفرت مش ممكن تفتكر تاني لشريكك/ لشريكتك خطأه، لأنك فعلًا نسيتها.
الغفران يعني قناعة أن اللي معاك ممكن يغلط زي ما أنت بتغلط، ممكن يضعف زي ما أنت بتضعف، والحب معناه أيد حانية تصفح وترفع الآخر لمرتبته الأولى في قلبك، ترفعه من السقوط في جنة عدن إلى الملكوت في سما السموات، المحبة تظن دائما حسن النيات ولا تفترض سوءها، المحبة تتأنى على تكرار ضعفات الآخر وتترفق به، الحب الذي نستقيه من إله الحب لا يمكن أن تفسده ضعفات الأرض.
الحب والاهتمامات المشتركة، فالعلاقات تتناسب طرديًا مع الاهتمامات المشتركة وعكسيًا مع الاهتمامات المختلفة، فكلما كانت لكم إهمامات مشتركة أو متشابهة تتأصل علاقاتكم وتزايدت الموضوعات المشتركة التي تتباحثون فيها، وكلما اختلفت اهتماماتكم وأنشطتكم وكان لكل منكم دنياه الخاصة واهتماماته الخاصة كلما فترت علاقاتكم وصمتت جلساتكم. لذلك ادعموا الاهتمامات المشتركة.، أوجدوها، غذوها، نموها، وإلا لا تندموا إن بقيت الأجساد في غرف واحدة وتباعدت الأرواح والقلوب ومات الحب، فيقول العظيم جبران خليل جبران:
“وتستحقُ قُلوبُنا أن تُحمَلّ على كُفوفٍ من الحُبِّ ونستحقُّ نحنُ ألا نُهونَ أو يستَهانُ بنا”
(جبران خليل جبران)
دمتم محبين ودام الحب بينكم.
كيف تقيّم هذا المقال؟
← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←
المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء
كن أوّل من يقيّم هذا المقال
من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا
دعنا نعمل على تحسين ذلك
أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟