- الخلاص بالنعمة وحدها عند چون كالڤن
- الطبيعة البشرية الخيّرة عند ذهبي الفم
- ☑ مفهوم السينرچيا عند ذهبي الفم
نستكمل الحديث عن عقيدتي التبرير وعمل النعمة بين چون كالڤن كممثل عن حركة الإصلاح البروتستانتي وكأحد أبرز رجالات الإصلاح البروتستانتي المؤثرين في كافة الطوائف البروتستانتية بجميع أشكالها وأنواعها، وبين ق. يوحنا ذهبي الفم كممثل عن اللاهوت الأرثوذكسي الشرقي، وكأحد أبرز معلمي وخطباء الكنيسة على مر العصور. يهدف البحث إلى إظهار جوانب كل فكر من فكري هذين اللاهوتيين المسيحيين المؤثرين كُلٌّ في مجاله اللاهوتي. مما يسلط الضوء على التباينات الأساسية بين اللاهوت الشرقي الأرثوذكسي واللاهوت المصلح الغربي البروتستانتي.
مفهوم الغضب الإلهي
يضع ذهبي الفم مفهومًا وتعريفًا للغضب الإلهي، حيث يرى أن المرء عندما لا يتجاوب مع صلاح الله، ولا يرجع حتى بالتحذير من سلوكه المنحرف، فإنه بذلك يقسي قلبه جدًا مستهينًا بمحبة الله الفائقة له. فالسبب في الدينونة ليس الله الذي يدين، بل الإنسان الخاطئ، لذلك عندما يسمع الإنسان عن ”غضب الله“، فلا يتصور أنه في الله بغضة، بل استعلان دينونة الله كالتالي: [1]
عندما لا يتجاوب المرء مع صلاح الله، ولا يرجع حتى بالتحذير عن سلوكه المنحرف. فهل توجد قسوة قلب أكثر من هذا؟ وبعدما أوضَّح الرسول بولس محبة الله للبشر، فإنه يتحدث عن العقاب أيضًا، وكيف أنه لا مفر من العقاب لمن لا يُقدِّم توبةً. لاحظ كيف يستخدم الكلمات بكل دقة، لأنه يقول:تذخر لنفسك غضبًا في يوم الغضب، مبينًا أن الدينونة ستحدث على أية حال، وأن السبب فيها، ليس الله الذي يدين، بل الذي يُدان، أي الإنسان الخاطئ، إذ يقول:تذخر لنفسك، أي أنت الذي تذخر لنفسك الغضب، وليس الله هو الذي يذخره لك. لأن الله فعل ما ينبغي فعله، وخلقك قادرًا أن تميِّز بين الخير والشر، وأظهر لك طول أناة، وأنذرك باليوم المخيف، وكل هذا لكي يقودك إلى التوبة. فلو أنك تماديت في عنادك، فإنكتذخر لنفسك غضبًا في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة. ولكيلا تعتقد عند سماعك لكلمةغضب، إنه يوجد لدى الله بغضة، فإنه يضيف عبارةدينونة الله العادلة. وحسنًا قالاستعلان، لأن وقتها يُستعلن هذاالغضب، عندما سينال كل واحد ما يستحقه.(يوحنا ذهبي الفم، تفسير رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية)
نزول المسيح وكرازته في الجحيم
على العكس من تعليم چون كالڤن بعدم نزول المسيح إلى الجحيم، يتحدث ق. يوحنا ذهبي الفم عن نزول المسيح إلى الجحيم، وتحطيمه لطغيان الموت وقوته قائلًا: [2]
لأن الحياة الحاضرة هي حقًا أوان المحادثة الحقة، أما بعد الموت فتكون الدينونة والعقاب. قيل:في الهاوية مَن يحمدك؟[3]. كيف إذًاكسَّر مصاريع نحاس وقطع عوارض حديد؟[4]. بواسطة جسده؛ إذ أظهر أولًا جسدًا خالدًا محطمًا طغيان الموت. ويشير أيضًا هذا إلى تحطم قوة الموت، وليس إلى حل خطايا الذين ماتوا قبل مجيء المسيح. وإن لم يكن الأمر هكذا، بل خلَّص جميع الذين كانوا قبله في الجحيم، فكيف يقول:ستكون لأرض سدوم وعمورة […] حالة أكثر احتمالًا[5]؟ لأن هذا القول يفترض أن أولئك سيُعاقبون أيضًا ولو بصورة أخف. ومع أنهم قاسوا هنا أيضًا العقاب لأقصى شدةً، فرغم ذلك، لن يخلصهم حتى هذا. وإنْ كان الأمر معهم على هذا النحو، فبالأولى كثيرًا مع الذين لم يقاسوا شيئًا.(يوحنا ذهبي الفم، شرح إنجيل متى ج2)
مفهوم التبرير من الجانب الشفائي
يشير ق. يوحنا ذهبي الفم إلى مفهوم التبرير الشفائي وليس القضائي، حيث يرى أن المسيح، الذي خلَّصنا من الجحيم ومن الخطايا ووهبنا الحياة، مثل شخص أتى إلى شخص آخر مريض بالحمى ولم يخلصه فقط من المرض، بل جعله في حالة بهية وقوية وممجَّدة كالتالي: [6]
لأنه لم يخلِّصنا من الجحيم فقط، ولكن ومن الخطايا أيضًا، ووهبنا الحياة، وتلك الأمور الأخرى التي تكلَّمنا عنها مرات عديدة. تمامًا كما لو أن شخصًا كان مريضًا بارتفاع في درجة الحرارة، وأتى آخر ولم يخلِّصه فقط من المرض، لكن جعله في وضع بهي وقوي وممجَّد، وأيضًا كما لو كان شخص جائعًا ثم أشبعه آخر وليس هذا فقط، بل جعله مالكًا لأموال كثيرة، ثم قاده إلى سلطة كبيرة.(يوحنا ذهبي الفم، تفسير رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية)
فيرى ذهبي الفم أن بر المسيح قد لاشى ومحا الخطية، وجرَّد الموت من أسلحته، وقضى وأنهى على مملكة الخطية، ومنحنا خيرات لا تُحصَى، وخيرات الدهر الآتي، والحياة الأبدية. نجد أن محور حديث ذهبي الفم هو عن منح الحياة الحقيقية للإنسان، وليس التركيز على تخليصه من العقوبة والخطية فقط، حيث يقول التالي: [7]
قال هذا لكي يقدم الخطية كما لو كانت ملكًا، والموت مثل جندي يخضع لأوامره، ويأخذ مؤونته منه. وبناءً على ذلك، فلو أن الخطية قدَّمت مؤونةً للموت، فمن الواضح جدًا أن البر الذي لاشى الخطية، والذي أتى بالنعمة لم يُجرِّد الموت فقط من أسلحته، بل وقضى عليه أيضًا، وأنهى على كل مملكة الخطية تمامًا، وذلك على قدر عظمة البر مقارنةً بالخطية، وهذا البر قد أتى لا بمساعدة إنسان أو ملاك، لكنه أتى من خلال معونة الله ونعمته، حتى يقود حياتنا إلى الوضع الأسمى، وإلى خيرات لا تُحصَى، خاصةً وأن حياة الدهر الآتي هي بلا نهاية، لكي تعرف من الآن امتياز هذه الحياة. لأن الخطية انتزعتنا خارج الحياة الحاضرة، لكن عندما أتت النعمة لم تهبنا الحياة الحاضرة فقط، بل وهبتنا الحياة الأبدية أيضًا. كل هذا منحنا إياه المسيح. إذًا، لا تشك في الحياة الأبدية، طالما أنك تبرَّرت، لأن البر هو أسمى من الحياة، إذ إنه هو الذي يلد الحياة الحقيقية.(يوحنا ذهبي الفم، تفسير رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية)
دحض المبادلة العقابية ودفع ثمن العقوبة
يدحض ق. يوحنا ذهبي الفم فكرة الإبدال العقابي ودفع ثمن عقوبة الخطية مؤكدًا على أن إنساننا العتيق قد دُفِنَ مع المسيح، وأقامنا معه، وأنه قد خلَّصنا، وتبرَّرنا، وصرنا أبناءً، وتقدَّسنا وأصبحنا أخوةً للابن الوحيد الجنس، وورثنا معه، متَّحدين معه في جسدٍ واحدٍ، وإلى هذا الجسد المتَّحد بالرأس ننتمي، لأننا متَّحدين بالابن كالتالي: [8]
لأننا لم نحصل على قدر بسيط من النعمة يكفي فقط لمحو الخطية، بل حصلنا على فيض النعمة. لأنه بالحقيقة قد أُنقِذنا من الجحيم، وابتعدنا عن الشر، ووُلِدنا مرةً أخرى من الله. بل وأقامنا، ما دام أن إنساننا العتيق قد دُفِنَ، وخلَّصنا، وتبرَّرنا، وصرنا أبناءً، وتقدَّسنا وأصبحنا أخوةً للابن الوحيد الجنس، وورثة معه، واتحدنا معه في جسد واحد، وإلى هذا الجسد نحن ننتمي، وكما أن الجسد متَّحد بالرأس، هكذا اتَّحدنا نحن أيضًا به [أي بالابن].(يوحنا ذهبي الفم، تفسير رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية)
ويستطرد ق. يوحنا ذهبي الفم مشيرًا إلى مفهوم الثمن أو الدَّين، وهو دَّين الموت الذي ماته ليبطل به الموت ويشفي به طبيعتنا الفانية من خلال فيض النعمة التي حصلنا عليها بموته من أجلنا كالتالي: [9]
كل هذا دعاه بولس الرسولفيض النعمةمُظهرًا هكذا أننا لم نحصل فقط على ما يُضمد الجرح، لكن حصلنا على شفاء وجمال وكرامة، وعلى رتب تفوق كثيرًا طبيعتنا الفانية. وكل أمر من هذه الأمور، كان كافيًا وحده أن يبطِل الموت، إلا أنه عندما يتضح أن كل هذه الأمور قد ساعدت معًا في إبطاله، فلن يكون له أثر بعد ذلك، ولن يكون ممكنًا أن يخيِّم بظلاله حولنا، طالما أنه قد انتهى كليةً. تمامًا كما لو أن شخصًا قد وضع آخر في السجن لأنه مديون له بعشرة فلسات، وليس هذا فقط، بل ووضع في السجن أيضًا زوجته وأولاده وخدامه، بسبب هذا الدَّين، ثم أتى شخص آخر ودفع ليس فقط عشرة فلسات، بل ومنح آلاف العملات الذهبية، وقاد السجين إلى الحاشية الملكية، وإلى عرش السلطة العليا، وجعله شريكًا في الكرامة السامية، وفي الأمور الأخرى المشرِقة، فيصير من غير الممكن أن يتذكر بعد ذلك الفلسات التي اقترضها. هذا ما حدث لنا، لأن المسيح دفع أكثر جدًا من قيمة الدَّين الذي كان علينا. وما دفعه كان عظيمًا جدًا، بقدر اتساع البحر، إذا ما قُورِنَ بنقطة ماء صغيرة. إذًا، ينبغي عليك أيها الإنسان ألا تشك في شيء عندما ترى كل هذا الغنى الوفير من الخيرات، ولا تفحص كيف انطفأت شرارة الموت والخطية، عندما غمر هذا البحر الكبير من الهبات الوفيرة هذه الشرارة المتقدة. وهذا ما أشار إليه بولس قائلاً:الذين ينالون فيض النعمة وعطية البر سيملكون في الحياة[10].(يوحنا ذهبي الفم، تفسير رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية)
بل يرى ق. يوحنا ذهبي الفم أن الموت لم يكن عقوبةً، بل كان الموت في صالح الإنسان لمنع تأبيد الخطية والشر إلى الأبد، بالتالي، كان الموت خيرًا للبشر وليس عقوبةً كالتالي: [11]
أننا لم نُضار مطلقًا من أن الموت قد ملك على الجميع، بل إننا قد ربحنا، بكوننا قد صرنا فانيين، أولًا، لأنه لو كان لنا جسدًا غير قابل للموت، فإن ذلك سيكون دافع للاستمرار في ارتكاب الخطية، ثانيًا، لكي تكون لدينا دوافع غير محدودة في جهادنا لتحقيق التقوى. لأنه بالحقيقة عندما يكون الموت حاضرًا، وعندما ننتظره، فإنه يقنعنا أن نكون متواضعين، ومتعقلين، وبسطاء، وأن نتخلص من كل شر. ومع هذا، فمن الأفضل أن نقول أولًا أننا ربحنا بالموت خيرات أخرى وفيرة، لأنه من هنا استُعلِنَت أكاليل الشهداء، ومكافآت الرسل. هكذا تبرَّر هابيل، وهكذا تبرَّر إبراهيم الذي قدَّم ابنه ذبيحةً، وهكذا أيضًا تبرَّر يوحنا الذي مات لأجل المسيح، وأيضًا الفتية الثلاثة، كما تبرَّر دانيال. لأنه لو أردنا البر، فلن يستطيع الموت ولا الشيطان نفسه أن يُسبِّب لنا ضررًا أو أذى.(يوحنا ذهبي الفم، تفسير رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية)
ويوضح ذهبي الفم أنه يليق بالله أن يخلص وليس أن يعاقب، لذلك فعل كل هذه الأشياء وفقًا لخطته من جهة خلاص البشرية كالتالي: [12]
مع الوضع في الاعتبار أن الخطية ليست مثل الهبة، والموت ليس كالحياة، وأيضًا من المستحيل أن يُوضَع الشيطان في مقارنة مع الله، لأن الفروق غير محدودة ولا تُحصَى. إذًا، هذا قد حدث بالنظر إلى قدرة ذاك الذي فعل كل هذه الأشياء، ووفقًا لخطة الله من جهة خلاص البشرية -لأن ما يليق بالله بالأكثر هو أن يخلص لا أن يُعاقِب- وهنا مكمن التميُّز والانتصار.(يوحنا ذهبي الفم، تفسير رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية)
التبرير بالإيمان والأعمال معًا
يُشدِّد ق. يوحنا ذهبي الفم على المبدأ الأرثوذكسي المهم جدًا وهو مبدأ التآزر أو السينرچيا بين النعمة والأعمال، حيث يرى أننا بعدما تبرَّرنا بالنعمة، فإننا نحتاج لأسلوب حياة مناسب، ونُظهِر محاولةً تليق بهذه العطية لتطبيق مثل هذا الأسلوب، من خلال الاعتناء بالمحبة تاج كل الخيرات، وأن نظهرها بمحاولات كثيرة بمساعدة الآخرين وليس بمجرد الكلام والمحاضرات الكثيرة كالتالي: [13]
لأنه بعد هذه النعمة التي تبرَّرنا بها، فإن الأمر يحتاج لأسلوب حياة مناسب، فلنُظهِر محاولةً تليق بهذه العطية، لتطبيق مثل هذا الأسلوب، ولنعتني أن نحفظ المحبة التي هي تاج كل الخيرات، وأن نُظهِرها ولو بمحاولات كثيرة. لأن المحبة لا تعني الكلام فقط، ولا المحاضرات الكثيرة، ولكنها تكمن في مساعدة الآخر، إذ أنها تَظهر في الأعمال.(يوحنا ذهبي الفم، تفسير رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية)
ويشير ق. يوحنا ذهبي الفم إلى أن البر يُحسَب للإنسان من حيث أنه آمن بالله، ولكن هذا الإيمان لا يُحسَب له برًا إذَا لم يُقدِّم شيئًا كالتالي: [14]
إذًا، هل الذي يعمل يُعد أعظم؟ لا على الإطلاق. لأن البر يُحسَب للإنسان من حيث أنه آمن بالله. إلا أن هذا الإيمان لا يُحسَب له برًا إذَا لم يُقدِّم شيئًا.(يوحنا ذهبي الفم، تفسير رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية)
رفض سبق التعيين المزدوج للخلاص أو الهلاك
يرفض ق. يوحنا ذهبي الفم فكرة ”سبق التعيين المزدوج“ سواء للخلاص أو للهلاك، التي نادى بها أوغسطينوس ومن بعده قادة الإصلاح مارتن لوثر وچون كالفن، حيث يرى ق. يوحنا ذهبي الفم أن سبق التعيين الذي تحدث عنه بولس الرسول يشير إلى علم الله السابق، وليس لاختياره بعض البشر للخلاص، والبعض الآخر للهلاك كالتالي: [15]
وحتى لا يُعتقَد أن الإرادة الحرة قد أُبطِلَت، وهي موضع مسرة أكثر من أيّ شيء، فإنه يشدد على النصيب الصالح. لأن النصيب المرتبط بالقرعة، لا علاقة له بالفضيلة، بل يأتي عشوائيًا، كما يبدو الأمر كما لو كانت القرعة قد تمت، وبناءً على ذلك تم اختياركم. غير أن الاختيار تم على أساس المشيئة الإلهية الصالحة، لأنه يقول 'سبق فعيَّنهم‘، بمعنى أفرزنا بعدما اختارنا لنفسه، أي أنه عرفنا قبل أن ننال نصيبًا، لأن علم الله السابق عجيب، وهو عالم بكل شيء قبل أن يحدث. ولكن لاحظ كيف يحاول الرسول بولس بكل الطرق أن يبرهن على أن الله لم يغير قراره، بل هذه هي خطته منذ البدء. حتى لا نكون أقل من اليهود في شيء من حيث اختيار الله، ومن أجل هذا صنع كل شيء لتحقيق هذا الغرض.(يوحنا ذهبي الفم، تفسير رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس)
ويؤكد ذهبي الفم على أن معنى ”سبق التعيين“ هو علم الله السابق بالذين سيكونون من نصيبه كالتالي: [16]
هنا أيضًا يشير إلى العناية الإلهية الفائقة، من حيث أننا خُتِمنا، فهو لم يشر فقط أنه ميَّزنا لسبق تعييننا أو سبق اختيارنا، بل أشار أيضًا إلى أولئك الذين سيكونون من نصيبه، هكذا أفرز الله أولئك ليؤمنوا، وختمهم لينالوا خيرات الدهر الآتي. أرأيت كيف أنه بمرور الزمن، جعل هؤلاء مستحقين للإعجاب؟ أي أنهم كانوا موجودين في علمه السابق فقط، ولم يكونوا معروفين لأحد، ولكن عندما خُتِموا، صاروا معروفين.(يوحنا ذهبي الفم، تفسير رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس)
ويفسر ذهبي الفم معنى ”سبق التعيين“، بأنه علم الله السابق والأزليّ الذي يعرف به الأمور المستقبلية التي ستحدث، وهكذا يكون قد حدَّدها أو عيَّنها حسب قصد الدهور كالتالي: [17]
يقول إنه أُعلِنَ الآن، إلا أنه لم يتقرر الآن (أي سبق تدبيره منذ الأزل)، وتقرر من فوق.حسب قصد الدهور الذي صنعه في المسيح يسوع ربنا، أي بحسب سابق علمه الأزليّ، لأنه كان يعرف مقدمًا الأمور المستقبلية والأمور التي ستحدث، وهكذا فقد حدَّدها أو عيَّنها.حسب قصد الدهور، تلك التي خلقها بيسوع المسيح. أي إن كل شيء قد خُلِقَ بيسوع المسيح.(يوحنا ذهبي الفم، تفسير رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس)
صدر للكاتب:
ترجمة كتاب: "الثالوث"، للقديس أوغسطينوس أسقف هيبو [٢٠٢١]
كتاب: عظات القديس غريغوريوس النيسي على سفر الجامعة [٢٠٢٢]
ترجمة كتاب: "ضد أبوليناريوس"، للقديس غريغوريوس النيسي [٢٠٢٣]
كتاب: الطبيعة والنعمة بين الشرق والغرب [٢٠٢٣]
كتاب: مونارخية الآب في تعليم آباء الكنيسة [٢٠٢٤]