الأشجار ترتدي ألوان نوفمبر
والأرض عطرها يتجدد
تاج ظلال بلون الغموض والذكريات
الورود كلمات أوراقها صمت
لبسنا معطف ننتظر المطر وموسيقى فرقة الشتاء
قهوتي وأنا نحب لون البرتقال ورائحة الفانيليا في كعكة شهية
ندندن ونبتسم.

تشرين؛
ولا شيئ يوحي بالدفء
غير أنفاس الحطب.

بقرارٍ من شمسِ تشرين
يضع الفرح بصمته
بين ضلوعي
وبوشمٍ من ملائكة الحب
تفتتحُ سماء مدينتي
كرنڤال غيمٍ أبيض
ليتماهى بتأشيرةِ حب ومطر.

‏في خيالات المطر..
تعجب كيف تصحو الذكريات من غفوتها،
تحافظ على ألوانها دون تغيير.!
هي كالسحر
شعور مميز يتبادل رائحة المطر،
برد الأجواء،
بعد جفاف الذاكرة.
تدّونه كحديث وصور لم تختلط بقطراته
واسعة بامتداد الغيم
تنفي الزمن
تختصر المكان
وتُقلص المسافة.

تَسحَقني مَرارات القلوب
وأنا التي وُلدت (ثَـورة)…
موطني العقل
أنثر نُبلى وقوتي
وميعادي عند رياح الهبوب.

ثمة أسير في صدري يريد أن ينطلق
شمس تنتظر أن تشرق،
قافلة تتوق لأن ترحل
كل ما أحتاجه مساحة صغيرة من هذا العالم
أتنفس فيها هواء خالياً من ثاني أكسيد الحزن،
والقليل من الدهشة تضفي اللون على رمادية الأيام
ويدا تتشبث بي ولا تضيعني في منتصف الطريق.

أمضي في مهب الجرح
ألتقِطُ ألواحي المُمَزقة
وَأُرتِق عباءةَ قلبي
وَأُرشِق وجه قصيدتي بِحباتِ الفَرح.

ونتوه معاً في تشارين العمر ودروبه غريبين… تائهين نبحث عن حقيقةٍ تكادُ لا تدركُ منا إلا الألم.
لكنّنا نغرف من قسوتها ونستمد من تشبثها وجودنا وضحكاتنا وسخرية أقدارنا…

ها تشرين
مطر على الذاكرة
على النوافذ
على الأبواب
على رحيلكَ الذي لا أعتاد…
والحزن هنا
ضارياً، ثقيل
القلب يرتاد.

رياح تشرين
‏تكلفك أمانة حملٍ عظيم على أيامها
لا تنتظر صدقاً من أحد بقدر صدقها معك
اجعل من همومك مِنفضة انفض بها غبار قلقك
وأكثر من ملء جيبك بالمناديل
فما مضى قليل وعينك سترى الكثير!
‏لماذا تنتظر أعماق الروح عودة الشتاء
هل تنقب عن ذكريات عام رحل
أم لتصنع ذكريات جديدة من حنين
أم لنشارك المطر ذلك البكاء الجميل.

‏بغيمة عينيك…
اقرأ المطر قطرة قطرة.

‏ربما تظن أوراق الشجر في الخريف أنها نالت الحرية
لكن عليها أن تأخذ العبرة منا نحن البشر
لأننا أوراق على .

أمضي في مهب الجرح
ألتقِطُ ألواحي المُمَزقة
وَأُرتِق عباءةَ قلبي
وَأُرشِق وجه قصيدتي بِحباتِ الفَرح.

عصيَّة
لا يثنيها ذبول
كورقة في تشرين
كلّما ذَوَت عادت غضَّة نديَّة.

‏لست أدري
أكنت سأترك لك أثراً تتعقبني
أم إن رياح تشرين ستمحو كل آثاري.

‏من غيمةٍ إلى غيمة، تتنقّل بي، بين لُطفٍ وزرقة، بين حياءٍ وهواء، إلى أن يستيقظ المطر
و‏لا شيء يجرح العشب، أكثر من خطو الرّيح.

يا لحظ النافذة المكسورة
لا يتحكم فيها أحد.

‏أصبحت أرقصُ
على أنغامِ حزني..
وأتنقّل بين أوتار شجوني.

لستُ شجرةً أيها الخريف
أنا المطر الذي سيقلّمُ أظافركَ.

‏بين تشرين يمضي..
وتشرين يأتي
أنا مطرٌ واقفٌ عند عتبة بابك
ليتني أهطلُ الآن من غيمتي
زخّات تعانقُ روحكِ قبل ثيابك.

كيف تقيّم هذا المقال؟

← إتجاه ← التقييم ← اﻷعلى ←

المتوسط الحالي حسب تقييمات من القراء

كن أوّل من يقيّم هذا المقال

بما أن المقال أعجبك..

ربما اﻷفضل مشاركته مع دوائرك كي يحظى بانتشار أوسع

من المحزن أن يكون تقييمك للمقال سلبيا

دعنا نعمل على تحسين ذلك

أخبرنا.. كيف يمكن تحسين المقال؟

ريهام زاهر
rizaher7@gmail.com  [ + مقالات ]